من أعظم مزايا رمضان أنه يجمع شمل الأسرة علي مائدة الإفطار وتحلو فيه إقامة المآدب والعزومات وهو أيضا فرصة كبيرة للتزاور والتراحم وصلة الأرحام. نري في الصورة أسرة مصرية ميسورة الحال في نهاية القرن التاسع عشر, وقد التف حول الطبلية رب الأسرة وزوجته وأولاده الأربعة, ونري في الخلف الخادم ممسكا بالقلة ليسقي من تقف اللقمة في زوره.. ونري علي الطلبية بعض الأطباق لاندري محتواها ولكنهم يأكلون بنفس مفتوحة بالهنا والشفا ولسان حالهم يقول: البركة في اللمة, ويظهر بجوارهم زلعة مش أو ربما بلاص عسل للتحالي.. أعتقد أن الأكل كان لذيذا وخاليا من التلوث والمبيدات المسرطنة وأنفلونزا الطيور وجنون البقر.. كانت الخيرات تملأ البيوت من سمن وزبد وطيور وديوك رومي وبيض بلدي وفطير مشلتت وعيش فلاحي وجبنة قريش.. تتبقي كلمة وهي أن طعم الفول والباذنجان علي هذه الطبلية التي تجمع الأسرة أحلي ألف مرة من طعم البفتيك والسوتيه والإستاكوزا والبانيه علي مائدة أسرة مفككة.. الأب في واد والأم في واد والأبناء في واد آخر!!.