أكثر من80 مليون مصري صامت مشفقون وربما منزعجون للغاية, من تفتت القوي الوطنية علي ساحة الأحزاب والائتلافات والجمعيات والجماعات, ويحزنهم جدا تنازعها وتنافرها واختلافها حول الاستئثار بتسيير الشارع والانفراد بتحديد المطالب والأولويات باسم الثورة والثوار. والحقيقة أن أحدا لا يستطيع إنكار رؤية سحب الإحباط التي تخيم علي الأجواء في بلادنا, جراء تأخر تحقق الأحلام الوردية التي أعقبت نجاح ثورة25 يناير, من نزاهة الحكم وخضوعه لإرادة الشعب, وسيادة القانون وحلول النظام الديمقراطي الحر محل الدكتاتورية البغيضة, والعدالة الاجتماعية واحترام حق الإنسان في الحياة الكريمة بدلا من حكم الدولة البوليسية, وحصول كل مواطن علي نصيب عادل من الثروة القومية, بقدر عمله وعطائه وقدراته. نعم حلمنا ومازلنا نتمني ذلك كله, فضلا عن أن طور نظم التعليم المتخلفة وأن نفتح الباب أمام أحدث تكنولوجيا العصر لاستغلال مواردنا وطاقاتنا, وأن يكون( العلم) هو شعارنا, من أجل مستقبل أفضل لن يتحقق بالشعارات والصراخ ولدينا من العلماء والنابغين في الداخل والخارج, قمم تتحرق شوقا من أجل المساهمة في نهضة مصر وتقدمها إلي مصاف الدول الكبري. بكل تأكيد لن يتحقق شيء من هذه الأحلام إلا بتكاتف كل المصريين وباحترامهم لرأي الأغلبية من ناحية وباحترام هذه الأغلبية لرأي الخبراء الوطنيين والعلماء المتخصصين في الإدارة والاقتصاد والتكنولوجيا من ناحية أخري, بحيث لايفتي أحد فيما لايفهم خصوصا علي شاشات التليفزيون الذي أصبح اهم مشاكلنا الحالية ومصدرا رئيسيا للبلبلة وارتفاع ضغط الدم خصوصا عندما يستضيف العوام ويسألهم رأيهم في المبادئ فوق الدستورية! مثلا!! أخطر شيء علينا في هذه الأيام, أنه بإمكان أي مجموعة أصحاب مصلحة خاصة تتعارض مع المصلحة العامة أن يتجمعوا ويقوموا بمظاهرة أو قطع طريق أو اعتصام صاخب يؤدي بالإدارة الحكومية المرتعشة الي الاستجابة لمطالبهم حتي لايسحبوا الثقة منها!! وهذا بالضبط هو ماحدث في مسألة إلغاء الهبوط للفاشلين في الدوري الممتاز, وسيحدث فيما هو أخطر طالما بقي الخضوع للابتزاز جوهر سياستنا الانتقالية! [email protected] المزيد من أعمدة عصام عبدالمنعم