وزير التعليم يصل محافظة أسيوط لمتابعة الاستعدادات للعام الدراسي الجديد    بتكلفة 7.5 مليون جنيه: افتتاح 3 مساجد بناصر وسمسطا وبني سويف بعد إحلالها وتجديدها    الفراخ الفلاحي ب120 جنيها.. أسعار الطيور والدواجن بكفر الشيخ اليوم    «HSBC» تُشيد بالإصلاحات الاقتصادية في مصر وتتوقع زيادة التدفقات الأجنبية    الهيئة الدولية لدعم فلسطين: كل سكان قطاع غزة أصبحوا نازحين    دبلوماسي سابق: المجتمع الدولي يدرك أهمية حل القضية الفلسطينية    مشاهدة مباراة الزمالك والشرطة الكيني في الكونفدرالية الإفريقية    موعد مباراة أوجسبورج وماينز في الدوري الالماني والقنوات الناقلة    طعن كلٌ منهما الآخر.. طلب التحريات في مصرع شابين في مشاجرة ببولاق الدكرور    عضو نقابة المرشدين السياحيين: وادي قرنة بالأقصر غني بكنوز الدولة الوسطى    إعلام إسرائيلي: تضرر 50 منزلا فى مستوطنة المطلة إثر قصف صاروخي من لبنان    مفتي الجمهورية يشارك في أعمال المنتدى الإسلامي العالمي بموسكو    خالد عبدالغفار: التشخيص الدقيق والمبكر هو الخطوة الأولى نحو الرعاية الصحية المتكاملة.. صور    دون إصابات.. السيطرة على حريق بجوار إدارة تعليمية في قنا    الأرصاد الجوية تحذر من نشاط رياح مثيرة للرمال والأتربة على المحافظات    وفاة مدير التصوير والإضاءة فاروق عبد الباقي.. موعد تشييع الجنازة    الزراعة: جمع وتدوير مليون طن قش أرز بالدقهلية    وزير التعليم العالي يهنئ العلماء المدرجين بقائمة ستانفورد لأعلى 2% الأكثر استشهادا    تصل للحبس، محامٍ يكشف العقوبة المتوقع تطبيقها على الشيخ التيجاني    خطبة الجمعة بمسجد السيدة حورية فى مدينة بنى سويف.. فيديو    تأملات في التسهيلات الضريبية قبل الحوار المجتمعي    "واشنطن بوست": اشتعال الموقف بين حزب الله وإسرائيل يعرقل جهود واشنطن لمنع نشوب حرب شاملة    مطالب بتسليم المكاتب السياحية لتعزيز الحركة الوافدة في الأقصر قبل ذروة الموسم الشتوي    ضبط شخصين قاما بغسل 80 مليون جنيه من تجارتهما في النقد الاجنبى    تشغيل تجريبى لمبنى الرعايات الجديد بحميات بنها بعد تطويره ب20 مليون جنيه    خبير تربوي: مصر طورت عملية هيكلة المناهج لتخفيف المواد    أول بيان من «الداخلية» بشأن اتهام شيخ صوفي شهير بالتحرش    ليكيب: أرنولد قدم عرضًا لشراء نادي نانت (مصطفى محمد)    انقطاع المياه غدا عن 11 منطقة بمحافظة القاهرة.. تعرف عليها    وثائق: روسيا توقعت هجوم كورسك وتعاني انهيار معنويات قواتها    الأنبا رافائيل: الألحان القبطية مرتبطة بجوانب روحية كثيرة للكنيسة الأرثوذكسية    فعاليات ثقافية متنوعة ضمن مبادرة «بداية جديدة لبناء الانسان» بشمال سيناء    انطلاق قافلة دعوية إلي مساجد الشيخ زويد ورفح    «الإفتاء» تحذر من مشاهدة مقاطع قراءة القرآن الكريم بالموسيقى: حرام شرعًا    أزهري يحسم حكم التوسل بالأنبياء والأولياء والصالحين وطلب المدد منهم    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 20-9-2024 في المنيا    ضبط 4 متهمين بالاعتداء على شخص وسرقة شقته بالجيزة.. وإعادة المسروقات    «الداخلية» تنفي قيام عدد من الأشخاص بحمل عصي لترويع المواطنين في قنا    محافظ القليوبية يتفقد تشغيل مبني الرعايات الجديد ب«حميات بنها»    مستشفى قنا العام تستضيف يوما علميا لجراحة المناظير المتقدمة    خبيرة تغذية: الضغط العصبي والقلق من الأسباب الرئيسية لظهور الدهون بالبطن    وزير الإسكان: طرح 1645 وحدة متنوعة للحجز الفوري في 8 مدن جديدة    تشكيل أهلي جدة المتوقع أمام ضمك.. توني يقود الهجوم    عبد الباسط حمودة ضيف منى الشاذلي في «معكم».. اليوم    بلغاريا تنفي بيع إحدى شركاتها لأجهزة بيجر المستخدمة في انفجارات لبنان    تراجع طفيف في أسعار الحديد اليوم الجمعة 20-9-2024 بالأسواق    دعاء يوم الجمعة للرزق وتيسير الأمور.. اغتنم ساعة الاستجابة    رابط خطوات مرحلة تقليل الاغتراب 2024..    جرس الحصة ضرب.. استعدادات أمنية لتأمين المدارس    استطلاع رأي: ترامب وهاريس متعادلان في الولايات المتأرجحة    القوات المسلحة تُنظم جنازة عسكرية لأحد شهداء 1967 بعد العثور على رفاته (صور)    «ناس قليلة الذوق».. حلمي طولان يفتح النار على مجلس الإسماعيلي    «زي النهارده» في 20 سبتمبر 1999.. وفاة الفنانة تحية كاريوكا    حرب غزة.. الاحتلال يقتحم مخيم شعفاط شمال القدس    عاجل.. موعد توقيع ميكالي عقود تدريب منتخب مصر للشباب    مصطفى عسل يتأهل لنصف نهائي بطولة باريس المفتوحة للإسكواش 2024    ملف مصراوي.. جائزة جديدة لصلاح.. عودة فتوح.. تطورات حالة المولد    رمزي لينر ب"كاستنج": الفنان القادر على الارتجال هيعرف يطلع أساسيات الاسكريبت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عيال التحرير‏..!!‏

هذه رسالة ما كنت أرجو معاودة كتابتها لكم بذات الأيام والظروف بل وكنت أتمني أن تقطع يدي ولا تفعل هذا أبدا‏..‏ لكن للأسف ما باليد حيلة
ذلك أننا وبعد أروع أيام اجتازتها مصر من التحرير.. للأربعين.. للقائد ابراهيم.. و سالت فيها دماء أنقي شهداء.. وجرحي أبرياء بالآلاف.. وأعين ثوار تم فقؤها( وعن عمد) ليواصلوا مسيرتهم بالحياة في ظلم وظلام.
وملايين شباب وبنات( كالورد).. وكهول وأمهات( كالعطر).. تضوروا جوعا وبردا علي الأسفلت ليالي طوالا.., هواؤهم فيها غاز خانق مسيل للدموع.., ووجباتهم هراوات وقناصة وطلقات.. وسموم من الإعلام وافتراءات وبذاءات.
وليلهم حظر تجول, ورهبة وظلام, ونهارهم سنج وسيوف وبلطجية وجمال وحصار..,وأدوية وأغذية يجري إتلافها وإلقاؤها بالنيل والبالوعات.
و.. و..
والتي كانت لنا( برغم كل ذلك) أروع أيام وذكريات اكتشفت فيها مصرنا الحبيبة والغالية نفسها.. وتعارفت علي أبنائها وذاتها, وتصالحت وأشتاتها, وأخرجت أنبل ما في سلوكيات شعبها, وجمع الرصيف فيها( والبقسماط ولقيمات العيش الحاف) بين عشاقها وثوارها المدافعين عن شرفها وعرضها.
ودعك عن زجاجات وقطرات الماء النادرة وهي تنتقل بإيثار مذهل من فم لآخر بحب( ودون تأفف) من مسيحي لمسلم.. ومن فقير لغني.. ومن مثقف وعالم لأمي لا يخط اسمه لكنه يحفظ جيدا ذكر ومقام وطنه.
لكن( للأسف) شقيقنا الفاضل:
كنا نتخيل( أو بالأحري نتوهم) وعقب كل ما سبق أن أولي مهام الحكومة التي أتي رئيسها من قلب الميدان لثورة كانت تنادي أساسا بالعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية هي خطة عاجلة لإنقاذ فقراء وأطفال وأرامل ومتعطلي الوطن المدهوسين بل والمردومين تحت خطوط الفقر بسنوات وأميال.. وذلك بما يحفظ كرامتهم ولو فقط من حد الذل والكفاف.
لكن( ويا للخزي) جاءت موازنة حكومة الثورة لصالح الفئات ذات الصوت الأعلي بالمجتمع.. ومقلصة أكثر لمخصصات الفقراء والأرامل والمعاشات!!
لنعود أدراجنا يا وطننا الغالي وبأول استفتاء بعد الثورة لشراء أصوات( وبطون) الغلابة بشنط طعام.. فقتال مرير ومهين حاليا حول مراكز توزيع أكياس وصدقة رمضان.
أمن أجل هذا قامت يامصر ثورتنا.. وترشح رئيس حكومتنا من الميدان؟؟
وتلومون بعد ذلك الشباب( ومنهم الفقير والضائع والمتعطل) الذي يواصل التظاهر والاعتصام؟!
أين العدل والمنطق يا سادة..؟؟ وما هو ثمن أرواح الشهداء..؟!
وأين قبل هذا وذاك كرامة المصري الذي يقاتل ويدهس من أجل شنطة أو رغيف لأبنائه الجوعي.. بما لا يحدث بأي دولة حولنا ونحن أساس الحضارة والكرامة أصلا.. بل واليد العليا علي الجميع؟؟
ولماذا.. وكيف.. وإلي متي.. ودعك عن الغاز الدلال والتباطؤ في التطهير.. ومحاكمة القتلة والفاسدين؟؟
تساؤلات عديدة مبكية ومريرة حاصرني بها شقيقنا الفاضل( والدموع بأعينهم) عيال التحرير وشباب قافلتنا منهم بالتحديد وان ترفقوا بي حاملين الاجابة المؤسفة والمخزية التي لم تواتني شجاعة أو نخوة رفضها.
هيا بنا نترك أشقاءنا بالميدان ونعود نحن لنتسول نيابة عن( وفداء) لأهلنا فقراء وضائعي وأيتام الريف لنكفيهم شر المهانة والسؤال.. ونسترهم في اللقمة الشحيحة التي باتت( مع الغلاء) صعبة المنال.
وبدلا شقيقنا الفاضل من برنامج وطني طموح( نرفق كتيبا تفصيليا به) كنا نتحرك في إطاره وهؤلاء العيال بشتي الاتجاهات: من زيارات حوار لقواتنا المسلحة العظيمة.. ووضع أنفسنا( تطوعا) رهن اشارتهم واحتياجاتهم.. لحوار ومصالحات ونماذج شرطتنا الوطنية الشريفة.. لزيارة مصانع ومستثمري العاشر من رمضان للتحاور معهم حول سبل النهوض بمصر والتوظف والانتاج.. و.. وصولا لما كنا نستهدفه من أنشطة بالغالية سيناء لاستردادها( فعلا لا قولا) لأحضان ودفء الوطن.
فإذا بنا نعود أدراجنا ياوطن مرغمين ومقهورين لذات الأنشطة التي كنا نمارسها في ظل نظام الإفقار والجوع والفساد المخلوع: من شنط طعام.. لتزويج أيتام.. لأدوات وكساء مدارس.. وأدوية وأجهزة مستشفيات.
فالعيون المحرومة تحاصرنا.. والأنفس المكسورة تقهرنا.. وبطون الأطفال الجائعة لا تحتمل الانتظار.. وتمزقنا, ودعك عن المرضي منهم من الكلي.. للكبد.. للسرطان وبلا علاج..!
وإذا كان الكثير من رجال المال والأعمال قد تراجعوا هذه الفترة عن المعاونة والمساندة, لظروف.. أو عن عمد كي يكفر الفقراء بالثورة التي قامت لأجلهم.. فانقلبت عليهم وبالا.
أو ترقبا للانتخابات القادمة.. فتوظيف شنطهم وموائدهم وتبرعاتهم من أجلها( وما الاستفتاء الماضي عنا ببعيد)..!
فلا نجد أمامنا شقيقنا الفاضل من حل كريم سوي العودة لذلك النهر العظيم الذي طالما أفاض معنا وغيرنا بتعفف وعزة تليق برائده النبيل والجميل( عبد الوهاب مطاوع) الذي واصلتم انتم وذات الفريق من بعده الإبحار فيه: نهر العطاء الذي كان لنا معكم فيه بالسابق مشروعات انسانية نبيلة بشتي المجالات.. استفاد منها عشرات الآلاف من الشرقية.. لطوسون( الاسكندرية).. للغالية والحبيبة سيناء.
من هنا أرغمت يدي.. وتسللت وراء ضميري.. وغافلت نخوة وكرامة شهداء التحرير وثورته وعياله.. كي أحرر لكم هذا الخطاب الذي أدعو أن يكون الأخير من نوعه..
محددين لكم فيه المجالات التي نرجو أن تتولوها بأنفسكم( والقراء) رافعين عنا حرج الإلحاح والسؤال.. وشبهات الانفاق والمستندات مقتصرين ومركزين دورنا فقط علي توصيلها لمستحقيها.. وذلك بمجالات:
أولا: الشنط الشهرية( وليست فقط الرمضانية).. فالحرمان والجوع وللأطفال خصيصا لا يقتصر علي زمن أو شهور.
مع تطويرها مسلكا وفقا لما انتواه شبابنا( عيال التحرير) كي تسلم لمستحقيها بكرامة وليس كصدقة أو تربيط لانتخابات وذلك باعتبارها دينا بأعناق الوطن( وأعناقنا) تجاههم.. وكهدية مرسلة لهم من أرواح الشهداء, مرفقا بكل شنطة علم مصر.. وصورة لهؤلاء الشهداء.. ورسالة موجزة منهم توضح لفقراء شعبهم لماذا ثاروا وضحوا من أجلهم.
ثانيا: وأيضا حقائب وأدوات.. وملابس.. ومصروفات مدارس للأيتام وغير القادرين معها ألبوم موجز بأهداف الثورة.
ثالثا: إعفاف وزواج اليتيمات وغير القادرين وبالأخص مساعدتهم بالأجهزة الكهربائية والضروريات آملين في أن يجري زفافهم الجماعي هذا العام بأندية قواتنا المسلحة العظيمة.
رابعا: مصروفات طلاب الكلية والجامعة غير القادرين.. والذين تخرجوا مع وقف التنفيذ لعدم منحهم شهادات التخرج لعجزهم عن السداد.
والذين نأمل بقرار عاجل من المشير( أو د.شرف) في إسقاط هذه المصروفات عنهم أو تقسيطها علي الأقل مع تسليمهم شهاداتهم علي الفور.
فعار علي مصر أن يستمر بعد الثورة نهج جباية وابتزاز د.غالي.. وإذلال الطلاب الفقراء راجين أن يمتد قرار اعفاء ايتام المدارس الحكومية من المصروفات ليشملهم بالجامعات أيضا بشرط النجاح.
خامسا: وأحباؤنا( أطفال وفلذات أكباد مصر) الذين تسبب نظام الفساد والتلوث المخلوع في إصابة الملايين منهم بالفشل الكلوي والكبدي والأورام.., والذين يعانون بشدة بمستشفي جامعتنا تحديدا بالزقازيق من نقص حاد ببعض الأدوية الضرورية العاجلة وأجهزة تعقيم وتنفس وحضانات وأسرة وأثاثات.
والتي نرفق لكم بيانا تفصيليا بها.. نأمل توفيرها عينيا و(بصفة عاجلة) وليس بشيكات تفاديا لعقم وبطء اجراءات الحكومة في الشراء.
مع المساهمة في إنشاء وتأثيث حديقة ألعاب لهم أسفل المستشفي.. تخفيفا عن نفوسهم البريئة المعذبة والمنهكة من قسوة المرض والعلاج الكيماوي وجلسات الإشعاع, مع توفير بعض أجهزة لاب توب( مستعملة) لهم.. للتسلية والتعليم علي حد سواء.
سادسا: وصولا للملايين من أعراضنا ولحمنا المنتهك بأطفال الشوارع الذين يلتقطون وجباتهم من القمامة.. ويتنفسون الجنس والمخدرات والانحلال, وباتوا يشكلون احتياطيا استراتيجيا للبلطجية والعصابات, والذي نقترح بصفة مبدئية وعاجلة بشأنهم ان تخصص لهم مقار الحزب الوطني المنحل بالعاصمة وجميع المحافظات قبل ان يهبط عليها أصحاب السطوة والنصيب بدعوي تشجيع السياحة أو الاستثمار.
راجيا منكم شقيقنا الحبيب رفع هذا الاقتراح ايضا لكل من المشير والوزارة بصفة عاجلة ودعك عما سيوفره ذلك من وظائف مثمرة للخريجين المتعطلين.
سابعا: انتهاء شقيقنا الفاضل بسيناء.. وما أدراك ما سيناء وما يجري بشأنها علنا.. ومن وراء الستار.
والتي تشاركنا معكم فيها منذ كارثة السيول بتحمل مسئولية بعض من فئاتها المحرومة.. بما أثمر عن تفاعل ودفء غير محدود بيننا.
والتي ومنذ ثورة يناير انقطعنا عنهم تماما, بل ولم نوف بعهدنا الذي قطعناه لهم بزفاف جماعي بعيد تحريرها الماضي, والذي نأمل في ان نعقده هناك بعيد الفطر وبنادي القوات المسلحة تحديدا بعدما يتوافر لنا ما يحتاجونه من تجهيزات.
وصولا لاحتياج منطقة الوسط هناك( والمحرومة من جل الخدمات) لمركز طبي وتعليمي واجتماعي وثقافي متكامل, نرجو أن تتولاه قواتنا المسلحة العظيمة تجهيزا وإدارة بما لديها من رصيد رائع هناك( عكس غيرها).
ثامنا: وقبل كل ما سبق( وبعده) أسر شهداء وضحايا الثورة بكل المحافظات, والذين أضحت رعايتهم الجادة ماديا واجتماعيا دينا بأعناقنا جميعا وليس الدولة وحدها.
معذرة في النهاية شقيقنا الحبيب ان اثقلنا عليكم بتلك الاحتياجات والهموم.. والتي لم نقترب فيها بعد من أهم طلب يحلم ويقاتل في سبيله شبابنا عيال التحرير.. وهو:
وطن يرفع فيه الجميع( الفقير مع الغني) رأسه لفوووق.. لأنه مصري.
بلا شنط تسول.. أو موائد إذلال ومهانة. أو ملابس مهلهلة كمعونات.. أو أطفال شوارع.. أو استجداء دواء أو علاج.. أو تعليم مضروب ودروس خصوصية خربت البيوت.. أو توريث جائر بالقضاء والشرطة والإعلام والجامعات.. أو أصوات وانتخابات يجري الاتجار بها بجماعات توظيف الأموال والأديان.. أو..
وقسما يا مصر سوف يحدث.. لأن هذا ما يريده ويناضل من أجله( وسوف يفرضه بإذنه تعالي) هؤلاء الفرسان ونبلاء الوطن العيال وإن تعددت توجهاتهم وشعاراتهم( وأحيانا أخطاؤهم).
فهل علمت كاتبنا الكبير ( وكل السائلين) عيال التحرير عايزين إيه؟
ولماذا عادوا مكرهين ومنفعلين ومحبطين بجحيم يوليو المستعر بعدما عانوا به صقيع طوبة وأمشير ثم غادروه شهورا كئيبة طوالا اكتشفوا بعدها أن القط( والفساد المتجذر) بالنظام والمعارضة الانتهازية علي حد سواء مازال يملك مفتاح الكرار.. ويأبي أن ينزع مخالبه ويكف عن مص دماء الوطن والفقراء..؟؟
ويبقي في النهاية كاتبنا الكبير في ذمتنا( والوطن) ولأشقائنا بالتحرير من عيال الثورة بقافلتنا كلمات ضميرية خمس.. نذكرها دون تزويق أو التواء:
الكلمة الأولي: أن التحرير( بعياله ونبلائه) ليس مجرد حيز جغرافي وظرف مكان بحيث كل من يوجد فيه يسب ويصرخ ويدمر ويحدث فتنة ووقيعة يمكن ان يعد من الثوار..
بل هو ظرف ضمير وطني راق.. وسلوك متحضر رفيع.. وتضحية( واستشهاد) بإنكار ذات واختلاف بسماحة ونبل وأخلاق.
فما عرفت ثورتنا الناصعة بأبهي أيامها الصعبة والمستحيلة بيناير وفي عز وجود الديكتاتور وجلاديه تعطيلا عن العمل.. أو قطعا لطريق أو كورنيش أو سكة حديد علي مسافر أو مريض.
بل وكان شبابنا المتحضر والمسالم والنبيل يغني للأمن المركزي بجبروته آنذاك: احنا اخواتك مش ارهاب!
ولعلك تذكر رسالتي الحانقة لك صبيحة مصرع جندي أمن مركزي بجوارنا مختنقا بقنابل الغاز.. وسقوط عشرات من زملائه مصابين لذات السبب, والتي كنت أتمزق وأشكو فيها لله ذلك الوزير الدموي الجلاد الذي يفترض إذا لم يراع الله فينا والمتظاهرين.. فليراعه في جنوده شباب الريف المجند المقهور المنتزع من أحضان أمه دون ذنب ليحارب لهم معركة الفساد.
تلك هي ثورتنا شقيقنا الحبيب: انسانية بامتياز.. وحضارية.. وسلمية( لكل المقهورين بالوطن وجنوده).
وغير ذلك هي بكل تأكيد محاولات خبيثة لدفع الثورة لقبرها وحتفها.. وتشويهها كي ينقلب الشعب عليها مترحما علي أمان واستقرار أيام الفساد والاستبداد.
والكلمة الثانية: ان التحرير ترسخ بضمير الوطن كرمز.. وميدان للتضحية والجهاد والعطاء النبيل المجرد بشتي المجالات أحدها( وفقط) التظاهر والاعتصام.
ومن ثم يجب ألا يكون هذا الميدان لبانة نلوكها( ونغلقه) بمناسبة وبغير مناسبة أياما متصلة لاعتصام بضع عشرات أو مئات.. بما يستمطر علينا( وثورتنا بأسرها) من الشعب اللعنات.. وبما لا يختلف أبدا عن أيام مواكب وتشريفات نظام الاستبداد المخلوع.
فرجاء أحباءنا المعتصمين هناك( وأنتم الأفضل منا بالتأكيد).. والذين غادرناكم للتخفيف عن أهلنا فقراء الريف: استمروا كما ترغبون.. لكن استشعروا معاناة الملايين من بسطاء وفقراء العاصمة أيضا بالطرق والمواصلات والحر الخانق والاتوبيسات المتهالكة وغير المكيفة وافتحوا لهم فقط الطريق للتخفيف عنهم( خاصة في رمضان).
أما الكلمة الثالثة: فالتحرير كأيام خالدة وكرمز ينبهنا ويذكرنا دائما بأن نجاح ثورتنا لم يكن أبدا( ويالسذاجة التصور) لمجرد مبيتنا عنده بالميدان.. بل بفعل اقتناع ومساندة ملايين الشعب وقدومهم لنا هناك.
ومن ثم فتلك هي شرعية الوجود الوحيدة هناك: الاقتناع الشعبي.. والحشد والذي لا يحق معه بالتالي لأي عدد هزيل( بالعشرات أو المئات) أن يغلقوه لمجرد أن لهم مطالب وأنهم ثوار.
ودعك عن أن الثائر الحق هو الذي يعي ويدرك جيدا متي يحق له التصعيد( وأين.. وكيف).. ومتي يحتاج الوطن والشعب لالتقاط الأنفاس.. وتلك أبسط حقوقه مادمنا نحمل همومه وندافع عنه.
والكلمة الرابعة( والعسيرة): أن التحرير( بثورته الناصعة وضميره) يحتم علينا شجاعة مواجهة النفس وتصحيح المسار وتطهير الذات( قبل الغير):
(1) بدءا من تبرئة صفحتنا بشفافية وإعلان ما يتم انفاقه بالميدان( مصدرا وقيمة) لكل الحركات والأحزاب.
(2) مرورا بهوية وفئات المرابطين دوما هناك عدا الطلاب ومصادر تكسبهم.
(3) وصولا لأصحاب الشعارات المشبوهة( أو الحمقاء علي أقل تقدير).. التي لا هدف منها سوي إشعال الوطن وتوريط الثورة ووأدها بأسرع وأحقر طريق.
فإذا نجحنا( وبعناء) بإقناع شبابنا بالانصراف عن مبني الداخلية التي ذبحتنا.. نجد من يحشدهم للتوجه بمظاهرة ضخمة لوزارة الدفاع!!
بما يمكن ان يستتبعه ذلك من تهور وحصار وسباب واعتصام من بعض المتشنجين والمندسين كما جري بمجمع التحرير!!
ودعك أصلا( ولنكن صرحاء) بتلك الدعاوي الهدامة والمشبوهة لإزاحة الجيش بذكري ثورته23 يوليو كما جري وللشرطة بعيدها25 يناير.
فهل لدينا شجاعة الحساب ومواجهة الذات والبتر ان اقتضي الأمر دون خوف أو نفاق لبعض المحسوبين علي الثوار والمورطين لهم..؟؟
أم اننا نطالب الآخرين فقط بالاعتذار دون أنفسنا!!
(4) انتهاء( بل وابتداء) بأطهر صفحة بثورتنا وهم الضحايا والشهداء وضرورة تنقيتها من اللصوص والمجرمين الذين أصيبوا بالأحداث.
واننا كنا ننادي ونصرخ بأن علم مصر أشرف من ان يوضع علي جثمان من أفسد وطنه وخان شعبه.. وتمت ازاحته وأسرته واركان عصابته ونظامه( بما لم يحدث لحاكم عندنا بالتاريخ).. فان نفس هذا العلم يا سادة أطهر مئات المرات من أن يوضع علي نعش مسجل خطر أو تاجر مخدرات كان يهاجم سجنا أو قسم شرطة لنهب اسلحة أو تهريب مساجين, ودعك ان يوصف مثله أصلا بالشهيد أو يوضع قاتله بقفص الاتهام.. أو نرفع صوره بالميدان.
أما الكلمة الأخيرة والأهم من كل ما سبق شقيقنا الحبيب: فإن المعيار النهائي لنجاح التحرير بثورته وعياله ان نخرج منه جميعا( جيشا وشعبا وشرطة) يدا واحدة.. وأن يولد من رحمه مجتمع جديد متصالح متسامح.. تحكمه المبادئ والأخلاق.
لا يوجد به أمين شرطة يفرض اتاوات.. أو استاذ جامعة( مثله) يربط درجات الامتحان بشراء الكتاب.
وبلا ضابط شرطة متكاسل عن اداء واجبه.. أو طبيب مزوغ من ورديته.. أو مدرس لا يشرح بضمير كي يكره التلاميذ علي الدروس الخصوصية.. وبلا صانع أو تاجر أو مأمور ضرائب أو طالب غشاش.
وبلا توريث جائر للمناصب ليس بالرئاسة فقط بل وبالقضاء.. والجامعات.. والكليات العسكرية.. والإعلام.
فالمبدأ شقيقنا الفاضل لا يتجزأ أو يتلون.
ومشكلتنا لم تكن فقط في رأس الجسد والنظام.. بل وبأجهزته أيضا.. وخلاياه.
ودعاء في النهاية والبداية أن يحمي الله مصر بعيالها ونبلائها وميادين تحريرها وبجيشها وشرطتها وشعبها العظيم.
ونلتقي معكم قريبا( وشباب الثورة) وأبطال العبور يوم العاشر من رمضان علي أرض ومع أطفال وأهل سيناء.
ولنتوجه أيضا جميعا في ذات اليوم( وبجميع المحافظات) لكل مدرعة ومعسكر جيش بباقات العرفان والزهور وأناشيد الزهور.
متمنيا أن يتولي شباب6 ابريل الوطني والرائع تحديدا تنظيم هذا اليوم الذي نرجوه ان يكون ميلادا جديدا وقوميا لمرحلة إعادة صياغة وبناء الوطن.
د.عادل قاسم
التلميذ بمدرسة عيال التحرير
قافلة شعاع الخير جامعة الزقازيق
الاستاذ المعلم.. الصديق صاحب الفضل والعطاء د.عادل قاسم.. كما تعلمت منك دوما, من المحنة تأتي المنحة, ومن قافلة شعاع الخير بأزهارها التي كما أينعت في كل ربوع مصر, تغرس أملا وحبا للفقراء والمحتاجين, نبتت أيضا وأثمرت في ميادين التحرير.
لذا فإني أشعر بالضعف أمام كلماتك التي تبدو قاسية ومتألمة ولكنها كاشفة ومنيرة, ولن أضيف شيئا بعدما قلت, فرسائلك وصلت, والأمل ان يتسلمها ويعمل بها ويسرع لتنفيذ مابها المعني بها.
ما أعدك به سيدي ان أظل أنا وبريد الجمعة وأصدقاؤه من المحبين, القادرين, رجال الأعمال الشرفاء, عونا لك ما استطعنا علي أن تواصل أنت وقافلتك وكل محب للخير والعطاء, رسم الابتسامة علي وجه كل فقير ومريض ودارس وعروس ويتيم ومحتاج في بلادنا.
فهذا لايقل إن لم يزد علي من يحاربون الفساد ويحلمون بشمس الحرية والعدالة وعيونهم لا تغفل عن سلامة مصر وامنها وجيشها..
أنتم وهم ونحن: يد واحدة تبني ولا تهدم, تقاوم ولا تبطش.. تغرس المحبة وتجتث الظلم والظلام.. هذا هو شعب مصر العظيم.. دمت أنت وقافلتنا شباب وفتيات مصر الذين علمونا كيف يكون الحب والعطاء.
وإلي لقاء قريب بإذن


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.