يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم ان الله يبعث لهذه الأمة علي رأس كل مائة عام من يجدد لها دينها وهي بشري كريمة..وقد صدقت علي مر القرون.. فكل أمة في هذه الدنيا عرضة لصعود أو هبوط.. ونهضة أو تأخر.. ولكن الله يحمي الاسلام حتي يوم القيامة فيرسل له رجالا وأبطالا ينقذونه من محنته ويصلحون من أحواله. وقد ذكرنا قصة مهاتير محمد.. وانجازاته الرائعة التي نقلت شعب ماليزيا المسلم إلي مصاف أعظم وأغني الدول بعد ان ظل الغرب يزعم ان المسلمين لايمكن أن ينهضوا.. او يكون لهم علم وصناعة وتقدم.. وحضارة. ونتحدث هنا عن بطل آخر من ابطال الاسلام هو القائد والمصلح والاداري الحاسم رجب طيب أردوخان فقد كانت تركيا تعاني مرحلة خطيرة من الفوضي.. والانقسام.. والتأخر والتخلف! وكانوا يسمونها( الرجل المريض) وكانت مدينة أسطنبول بالذات وهي في أوروبا تعاني بشدة من سوء الاحوال البيئية والحضارية فماء الشرب شحيح وغير نظيف والاحياء العشوائية والقمامة بالأكوام.. والبطالة والجريمة والتسول! فما ان تولي أردوخان منصب رئيس بلديتها لمدة4 سنوات حتي حولها إلي جنة فأوصل الماء النقي في المواسير مسافة100 كم. وحل مشاكل البطالة والتسول وقضي علي القمامة وأصلح البيئة حتي أصبحت المدينة تنافس لندن وباريس وأصبحت جاذبة للسياح من أنحاء العالم وأوروبا.. وهذا النجاح أهله لانتخابه رئيسا للوزراء في أول انتخابات حرة.. وقد بدأ بحل مشاكل جميع الاقليات في تركيا والتي كانت تشكل صداعا لكل حاكم وخاصة الاقلية الكردية والمسيحية فأعطاهم جميعا حقوق المواطنة والمساواة في العمل والدخل والخدمات! وهذا جعلهم جميعا يعملون بجد واخلاص طالما هناك عدل وحرية ورزق..!! وكانت تركيا مفلسة تماما حتي عام2002 ووصلت معدلات التضخم أقصاها والليرة التركية في الحضيض وإذا به يجتهد باستماتة للإصلاح والتغيير وقد مضت8 سنوات علي رئاسته للوزراء حيت بلغت معدلات النمو في تركيا و11.9% عام2009 وهي نسبة مذهلة واحتلت تركيا بفضل عمله مرتبة أعلي من الاتحاد الاوروبي وأصبحت كالصين في الانتاج وارتفع الناتج الاجمالي التركي من350 مليار دولار عام2002 إلي750 مليارا عام2008 وقفز متوسط دخل الفرد التركي من300,2 دولار عام2002 إلي130 مليار دولار سنة2008 وهذا يفوق الاقتصاد الاوروبي والالماني بالذات. ومن ذكائه وحيلته انه كان يكسر أي قيود علي السياحة فجعل دخول تركيا لاي عربي بدون تأشيرة.. وكان يزور بلاد العالم لجلب الاستثمارات الاجنبية لبلده ويقدم لهم أنواع الاغراءات والتسهيلات والمشروعات المدروسة بدقة علمية حتي أصبحت تركيا اليوم تضج بالرخاء والصناعات. وكان الاتحاد الاوروبي قد رفض دخول تركيا إلي منطقة اليورو بسبب سوء أحوالها الاقتصادية.. وهذا جعله يتجه إلي آسيا في الشرق وإلي العالم الاسلامي وفتح أسواقهم..حتي لم يعد الانضمام إلي الاتحاد الاوروبي ذا قيمة كبيرة له.. وقد بدأت أوروبا تندم علي هذا السلوك وتخطب ود تركيا التي يبلغ تعدادها اليوم75 مليون نسمة, وأصبحت تشكل اقتصادا صاعدا في حين الكثير من دول أوروبا كاليونان وايطاليا والبرتغال تشكو من الإفلاس! والحديث عن القائد العظيم أردوخان ممتع! فهو انسان وسيم.. قوي البنية وكان بطلا لكرة القدم في الفرق الدولية التركية.. وهو فنان يتغني بالقرآن بصوت جميل. والكثير من الاسر التركية تحتفظ بأسطوانات له في تجويد القرآن, وهو أيضا شاعر بالفطرة وله قصيدة أثارت ذعر اسرائيل والكثير من دول الغرب بينما يتغني بها المسلمون وهي قوله: مآذننا صواريخنا.. وقبابنا خوذاتنا ومصلونا جنودنا.. والله معنا .. والنصر حليفنا وفي مؤتمر دافوس لم يخف أردوخان انحيازه لفلسطين والاسلام وكان هذا المؤتمر يحاسب اسرائيل علي ضرب المدنيين الفلسطينيين بالفنابل المحرمة! وقد وقف رئيس اسرائيل بيريز يدافع عنها.. مدعيا ان هذا الضرب جاء دفاعا عن النفس لما تفعله حماس من صواريخ علي بلده. فوقف أردوخان يدافع عن القضية الفلسطينية ضد الغرور والعدوان الاسرائيلي وكان بليغا وقويا وعنيفا إلي حد ان رئيس الجلسة منعه من مواصلة الكلام والهجوم فرفض وخرج من الجلسة غاضبا وغادر دافوس.. ولكن في بلده استقبلته الجماهير كلها بالهتاف والتأييد بالقائد المسلم والزعيم القوي.. ومن أشد المعارك التي خاضها أردوخان معركته مع قادة الجيش التركي الذين يريدون حكما علمانيا بعيدا عن الدين وكانوا أقوياء ويخافهم أي حاكم سابق, وقد أعلن ان الدين المستنير عنصر قوي في نهضة أي امة وصيانة الأخلاق والحث علي العمل والانتاج وكان رده ذكيا وحاسما بحيث أيده الشعب وعزل بعض القادة ووضع الجيش في مكانه. وسوف يزور أردوخان مصر.. وأتمني ان تخرج الناس لتحيته وتأييده وأن يطلق اسمه علي بعض الاماكن, وأن يمنحه الازهر تكريما خاصا وليكن شعارنا اليوم اننا أمة واحدة وصوت واحد وليت الرئيس القادم يحذو حذوه في النهوض بأمته.