عقب الأحداث المؤسفة التى شهدتها منطقة العباسية مساء أمس الأول خلال المسيرة التى خرجت من ميدان التحرير وعودة المتظاهرين للميدان ،استقبلت المستشفيات الميدانية الإصابات للذين تم علاجهم فى سيارات الإسعاف أمام مسجد النور. أو الذين لم يبادروا بدخول مستشفى الدمرداش خشية إلقاء القبض عليهم، وكان لافتا للنظر ضخامة عدد المصابين حيث لم تخل خيمة واحدة من مصاب على الأقل كما أجمعوا على أن الاعتداء على المتظاهرين كان عملا إرهابيا مدبرا. ويروى أحمد رجب ابراهيم – حداد مسلح – مصاب بشرخ فى الجمجمة وجرح قطعى فى الرأس تم تخييطه ب 16 «غرزة « أن البلطجية اعتدوا على المتظاهرين السلميين على مرأى ومسمع من قوات الجيش التى اقتصر دورها على قطع الطريق والسماح للبلطجية بعمل كمين لنا، بينما انضم عدد من الأهالى الى البلطجية ورشقونا بالحجارة من أعلى المنزل المواجه لمسجد النور ، و أصبت بحجر فى رأسى نقلت على إثره إلى مستشفى الدمرداش حيث مكثت ثلاث ساعات حتى عالجتنى إحدى طبيبات المستشفى الميدانى بميدان التحرير، وهربت بعد تلقى العلاج بعد أن سمعت عن وجود ضباط جيش للقبض على المصابين. ويضيف أحمد حسن - موظف بشركة سياحة – مصاب بكسر فى الذراع اليسرى أن المسيرة خرجت سلمية منذ البداية حتى اكتشفنا وجود الكردون الأمنى الذى يستحيل اختراقه فانتهى خط سيرها عند هذا الحاجز ورددنا جميعا «سلمية سلمية.. يا أهالى العباسية» وذلك بعد أن انتشر عدد كبير من البلطجية على أطراف الشوارع الجانبية المواجهةلمسجد النور ، بعدها فوجئنا بإلقاء الحجارة فى وجوهنا وزجاجات المولوتوف الحارقة وضربونا بسلاح الخرطوش والألعاب النارية وأشعلوا النيران فى عدد كبير من السيارات بالشارع وهو مايثبت أن المعتدين ليسوا أهالى المنطقة واختتمت الأحداث باطلاق الأمن المركزى قنابل مسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين بدلا من القبض على البلطجية الذين اختفوا تماما قبل إطلاق تلك القنابل. أما أحمد محمد صابر – 19 سنة - أصيب بكدمات فى الزراع والضلوع فقال إنه كان هناك تأخير متعمد فى مستشفى الدمرداش فى علاج المصابين حتى تتمكن قوات الشرطة العسكرية من القبض عليهم وعندما تم القبض على أحد اصدقائه هرب من الباب الخلفى متوجها إلى المستشفى الميدانى لتلقى العلاج فيه، مضيفا أن معظم المنتمين إلى الحركات والكيانات السياسية هم أول من اختفوا من ساحة المعركة إلا عددا قليلا منهم وأن الباعة الجائلين بالميدان الذين خرجوا فى المسيرة هم الذين تصدوا للهجوم البلطجي. من جانبه صرح الدكتور محمد صبحى الطبيب المعالج بالمستشفى الميدانى بالتحرير بأن عيادات الميدان تلقت 827 إصابة تتراوح بين كدمات خفيفة وسحجات وجروح قطعية وكسور بالإضافة إلى وصول 3 حالات مصابة بطلق خرطوش فى القلب والصدر وحالتهم خطيرة.