وسط حالة الصدمة سيطرت علي النرويج ومخاوف عارمة من تصاعد اليمين المتطرف في أوروبا والإدانات الدولية التي تدفقت من كل أطراف العالم, اعترف النرويجي أندرس بيهرينج بريفيك منفذ مذبحة جزيرة أوتويا النرويجية بتنفيذ كل الجرائم المنسوبة إليه بمفرده بدون التعاون مع أي جهة أخري وهو ما تزامن مع توجيه السلطات النرويجية لبريفيك-32 عاما- اتهامات بإطلاق النار عشوائيا في معسكر للشباب بجزيرة أوتويا خارج أوسلو نظمته رابطة الشباب بحزب العمال الحاكم, مما أسفر عن مصرع82 شخصا أمس الأول, وكذلك تفجير قنبلة قبل ذلك بساعات في وسط أوسلو مما أسفر عن مقتل سبعة آخرين. وأوضح جير ليبستاد محامي بريفيك في تصريحات لقناة إن آر كيه النرويجية أن موكله اعترف بأن ما اقترفه رهيب, لكنه يعتقد بأنه كان ضروريا, كما أكد أن موكله كان يسعي إلي القيام بثورة ضد متعددي الثقافات في أوروبا ومؤيدي الإسلاميين, مشيرا إلي أنه سيقدم المزيد من المعلومات في جلسة استماع المقرر انعقادها خلال ساعات. وفي الوقت ذاته, كشفت وسائل الإعلام النرويجية أن المتهم نشر علي ما يبدو بيانا وشريط فيديو علي شبكة الإنترنت يروج للقتال ضد الاسلام قبل شن هجماته الدموية, وذكرت قناة تي في2 أنه بالإضافة إلي شريط فيديو مدته12 دقيقة نشر علي موقع يوتيوب, نشر المشتبه به نصا مكتوبا من1500 صفحة تحت عنوان إعلان استقلال أوروبا, حدد فيه وجهات نظره. وأظهر شريط الفيديو الرجل وهو يحمل سلاحا آليا ويرتدي بدلة غوص زينت بشارة عليها نقش الصياد الماركسي, وحمل شريط الفيديو عنوان فرسان الهيكل2083, كما انتقد- في النص المكتوب- التعددية الثقافية وأكد أنه ينبغي نفي المهاجرين, وخاصة المسلمين من أوروبا, ووقع باسم أندرو بيرويك. ونقلت وسائل الإعلام عن مصادر في الشرطة تأكيدها أن المشتبه فيه اعترف بنشر المواد علي الإنترنت قبل هجوم الجمعة, وقالت الشرطة إن حصيلة القتلي قد نرتفع مع استمرار البحث في المياه قبالة سواحل الجزيرة والمباني التي تضررت بشدة من الانفجار القوي. ويمتلك المشتبه فيه- وهو طويل القامة وأشقر- شركة للزراعة العضوية اسمها بريفيك جيوفارم, وقالت إحدي شركات توريد المستلزمات الزراعية التي تتعامل معه انه اعتاد ان يشتري منها الاسمدة ربما لتصنيع القنبلة التي استخدمت في تفجير اوسلو. ومن ناحيته, أكد رئيس الوزراء النرويجي ينس شتولتنبرج بعد جولة تفقدية في موقع الانفجار هذا شر محض.. من المهم أن يتم اتخاذ موقف ضده, بينما أكد وزير خارجيته اعتقد انه من المناسب التأكيد علي العنف ذي الدوافع السياسية الذي تشهده النرويج في العصر الحديث والقادم من الجانب اليميني المتطرف.وتصدرت تطورات المذبحة الصحف المحلية والأوروبية, حيث أكدت صحيفة أفتن بوستن النرويجية أن هناك الكثير حول هذه المأساة لم نعلمه بعد, لكن يكفي أننا علمنا خطأ النظريات التي تعتبر المتطرفين الإسلاميين هم الجناة, محذرة من أن الإرهاب جاء من الداخل وليس من الخارج. وفي برلين, أدان المجلس المركزي للمسلمين في المانيا الاعتداءين الإرهابيين في النرويج, منتقدا وصف وسائل الإعلام لمنفذ الاعتداء بأنه أصولي مسيحي, وذكر المجلس أن المسلمين كما يدينون بشدة ربط الإعتداءات التي يشنها إرهابيون مسلمون بأنها اعتداءات إرهابية إسلامية فإنهم يرفضون أيضا الزج بالعقيدة المسيحية في هذا العمل, مؤكدا أن الإرهاب لا دين له.