بعد أن طال غيابها في القرن العشرين بدأت الليبرالية تستعيد حيويتها من جديد في الآونة الأخيرة..وهي مذهب رأسمالي ينادي بالحرية المطلقة في السياسة والاقتصاد والاعتقاد. وهي تمثل أيضا صراع الطبقة المتوسطة ضد القوي التقليدية، وكان مطلبها الأساسي هو الدستور الذي يضع حدا للحكم التعسفي والامتيازات الاقطاعية. وحول أثر الفكر الليبرالي علي الواقع المعاصر نوقشت بجامعة دمنهور اخيرا رسالة الدكتوراه التي قدمتها الباحثة ياسمين محمد نجيب البطاط، ونالت عنها الدرجة بمرتبة الشرف الأولي مع التوصية بتبادل الرسالة مع الجامعات وناقشت الرسالة لجنة من الدكاترة: صلاح الدين رسلان رئيس قسم الفلسفة بآداب القاهرة رئيسا وفضل الله إسماعيل عميد آداب دمنهور مشرفا، وسهير حنفي وكيل آداب حلوان مناقشا. كشفت الباحثة في دراستها عن وجهين لليبرالية , أحدهما مثالي، والثاني يبحث عن السلام، وأن الليبرالية بدأت تتأصل في العالمين الغربي والإسلامي خاصة في بداية القرن الحادي والعشرين, وعرضت الدراسة لوجهات نظر ليبرالية متباينة ومختلفة, لكنها تملك من الأصالة مايجعلها دالة علي الفكر الليبرالي من ناحية وموضحة لمدي ثراء وتنوع قيم الليبرالية من ناحية أخري. وحاولت الباحثة الاجابة علي عدة تساؤلات طرحتها من خلال دراستها التي تكونت من مقدمة وسبعة فصول وخاتمة، وقد اشتملت المقدمة علي اشكالية الدراسة وأهدافها، وخصصت الباحثة الفصل السابع عن الشوري في الإسلام والفكر الليبرالي الحديث موضحة كيف انه لاتعارض بينهما.