التقي الدكتور حسن الترابي زعيم حزب المؤتمر الشعبي السوداني المعارض الذي يزور مصر حاليا وفدا كبيرا من حزبه أمس بشباب الثورة وسط تكهنات بامكان قيام جماعة الإخوان المسلمين بالقيام بوساطة للمصالحة بين الترابي وحزبه وحزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي يترأسه الرئيس السوداني عمر البشير وجمع الترابي مع السيد علي عثمان طه نائب الرئيس السوداني الذي يزور مصر قريبا. وكان المرشد العام للإخوان المسلمين قد طرح القيام بمثل هذه المصالحة عند لقائه وفدا من قيادات حزب الترابي قبل أسابيع إلا أن الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي كمال عمر نفي بشدة أن يكون هناك أي توجه لقبول تلك الوساطة, وقال: مع تقديرنا واحترامنا لكل الجهود والمقترحات التي تطرح في هذا الشأن إلا أننا لا نستطيع قبول أي منها لأسباب عديدة في مقدمتها أن الأزمة الآن هي السودان الذي يحترق وليست أزمة إسلاميين, ولمصلحة السودان نفسه يجب ألا نلتقي مع قيادات المؤتمر الوطني, وأشار إلي أن قرارات هيئة القيادة المركزية للمؤتمر الشعبي تمنعهم تماما من أي حوار أو لقاء ثنائي مع المجموعة الحاكمة في السودان, بل قد ذهب الحزب أكثر من ذلك وقرر إسقاط نظام الحكم ليكون البديل له حكومة انتقالية وبالتالي لا يجوز لأي من قيادات المؤتمر الشعبي لقاء أي من حزب البشير إلا في إطار وطني قومي تشارك فيه كل الاحزاب المعارضة. ورردا علي سؤال حول ما إذا كان موقفهم بالنسبة لإخوان مصر سيبدو متعنتا ورافضا للمصالحة قال اعتقد أنهم سيقدرون موقفنا عندما يطلعون علي الحيثيات حيث لا توجد أجواء حرية في السودان علي الاطلاق والنظام يفتك بالشعب السوداني بأسوأ مما كان يفعل نظام الرئيس حسني مبارك كما أن شرعية هذا النظام سقطت بفصله للجنوب وباستمرار الحرب في دارفور بعد أزمة الانتخابات المزورة التي يحكم بموجبها الآن. واعتبر عمر إن أي محاولة للقاء النظام الحاكم بحزبه منفردا هي محاولة للتشويش علي خطة الوطني الساعي لاسقاط النظام والتشويش علي علاقته بقوي الاجماع الوطني المعارضة.