في تصعيد للمواجهات بين المؤسسة العسكرية في تركيا والحكومة بزعامة حزب العدالة والتنمية, وجه القضاء اتهامات رسمية إلي 12 من كبار العسكريين بينهما اثنان لايزالان قيد الخدمة بالتورط في مؤامرة لقلب نظام الحكم. وذلك في حين هدد عدد من قيادات الجيش بالاستقالة احتجاجا علي حملة الاعتقالات الأخيرة. كانت السلطات التركية قد أطلقت أمس الأول حملة أمنية تعرف باسم المطرقة الحديدية شملت مختلف أنحاء تركيا و تم خلالها إعتقال49 عسكريا, علي خلفية الإشتباه بإتهامهم بالانتماء إلي منظمة سرية كانت تخطط لتدبير مؤامرة في عام2003 للاطاحة بحكومة حزب العدالة والتنمية. وقد أصدر القضاء التركي أحكاما بإتهام سبعة من المعتقلين قبل يومين, من بينهم الادميرال رمضان جيم جوندنيز والادميرال عزيز شاكمك. وأشارت وسائل الاعلام المحلية في تقاريرها إلي أن المشتبه بهم قد تم إيداعهم في سجون عسكرية و مدنية. وكانت المحكمة قد قررت الإفراج عن ستة من المعتقلين, بينما لاتزال السلطات التركية تواصل استجواب18 من المشتبه بهم. وفي تعليقها, شنت المعارضة التركية هجوما شرسا علي حملة الاعتقالات التي استهدفت صفوف الجيش, ووصفتها بحملة الانتقام السياسي. وقال رئيس حزب الشعب الجمهوري( أبرز أحزاب المعارضة) دنيز بيكال, في كلمة خلال إجتماع للكتلة البرلمانية لحزبه: أن ما تشهده تركيا حاليا لم يعرفه أي بلد ديمقراطي في العالم. و أضاف في ضغط علي حساسية علاقة الحكومة بالمؤسسة العسكرية في تركيا, قائلا أنها المرة الأولي في تاريخ الجمهورية التركية أن يتم إعتقال عدد كبير من الجنرالات السابقين والحاليين. و صعد بيكال هجومه ليتهم المؤسسة القضائية بأنها تعمل وفقا لتعليمات من الحزب الحاكم, مطالبا باستقلالية القضاء. من جانبه, أكد رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي أن العلاقات بين مؤسات الدولة ينقصها التنسيق والإنسجام مشبها الأحوال في تركيا حاليا بحال دولة خرجت لتوها من الحرب. واتهم زعيم الحركة القومية الحزب الحاكم العدالة. والتنمية بالسعي للظهور بمظهر الضحية مع إقتراب موعد الانتخابات البرلمانية. أما المؤسسة العسكرية, فقد سارعت بعقد إجتماع لهيئة الإركان العامة وأصدرت بيانا ذكرت فيه أن قيادات الجيش قد ناقشت التطورات الخطيرة للموقف الحالي. وذلك وسط أنباء حول إعتزام عدد من جنرالات الجيش تقديم استقالتهم إحتجاجا علي حملة الإعتقالات في صفوف العسكريين, خاصة إذا تواصلت هذه الممارسات. وفي تأكيد علي أجواء الأزمة والتربص التي تسيط علي تركيا حاليا, فقد عقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ووزير دفاعه وداخليته إجتماعا فور عودته من زيارة إلي أسبانيا مساء أمس الأول, و إن لم يتم الكشف عما جري في هذا اللقاء. و في تعليقها علي هذه التطورات الأخيرة وبوادر صدام محتمل بين الحكومة والمؤسسة العسكرية, رجحت وسائل الإعلام المحلية ان تشهد تركيا اجراء انتخابات برلمانية مبكرة. وفي رد فعل من جانب أسواق المال, أنخفضت قيمة الليرة التركية بشكل سريع, كما تراجعت أسهم بورصة اسطنبول بمقدار42.2%.