فى وقت يمتنع فيه الجميع عن التطرق للجهود المصرية الرامية لاستعادة أموال مصر المنهوبة، تمكنا من الوصول للدكتور محمد محسوب عميد كلية حقوق المنوفية والأمين العام للمجموعة المصرية لاستعادة ثروة الشعب المصرى، وهى جمعية أهلية وطنية هدفها المساعدة فى استعادة ثروة مصر بالخارج، وسألناه عن مصير تلك الثروات وتقييمه للجهود الجارية فى هذا المجال. هل يمكن أن تعرفنا على المجموعة المصرية لاستعادة ثروة الشعب المصرى بالخارج ؟ المجموعة المصرية تضم أكثر من مائة عضو وأسسها ثمانى شخصيات من ضمنهم المرشح المحتمل للرئاسة محمد سليم العوا، والمستشار أمين المهدى رئيس مجلس الدولة السابق، والدكتور على الغتيت، والدكتور نبيل العربى الأمين العام الحالى للجامعة العربية، ومحمود عبد العزيز رئيس اتحاد بنوك مصر . وقد تم تأسيس المجموعة فى السابع من فبراير الماضى. وللمجموعة شبكة علاقات دولية عديدة بالإضافة إلى الخبرة التى تستطيع تقديمها لأى جهة تعمل فى مجال استرداد أموال مصر المنهوبة. مارأيك فى الجهود الحكومية الحالية لاسترداد أموال مصر المنهوبة فى الخارج ؟ أولا أريد أن أقول إن المجموعة المصرية لاستعادة ثروة الشعب المصرى هى التى دعت لتشكيل لجنة قضائية للإشراف على عملية استرداد أموال مصر المنهوبة, ولكن لم نكن نريد أن تكون اللجنة بهذا الشكل . فقد كان من المفروض أن تشكل اللجنة بموجب قانون من المجلس العسكرى وليس بقرار إدارى من وزارة العدل . والفرق أن تشكيل اللجنة بقانون سيمنحها سلطات أكبر ويخولها بشكل أكبر تمثيل الدولة المصرية لاتخاذ الإجراءات القانونية بالداخل والخارج فيما يتعلق باسترداد الأموال المنهوبة. كما أن تشكيل اللجنة بقانون سيجعلها تستغنى عن اللجوء لوزارة الخارجية أو اللجوء للنائب العام فى أى إجراء، الأمر الذى سيسهل إجراءات كثيرة ويؤدى إلى إنجاز العمل بصورة أسرع, أما الوضع الحالى فيضع تعقيدات فى كثير من الإجراءات، لأن اللجنة لابد أن تحصل على موافقة من جهات مختلفة لإنجاز عملها. كما أن اللجنة بتشكيلها القضائى الحالى غير كافية, فقد كان لابد من أن يمثل فيها أعضاء من وزارة الخارجية والمجتمع المدنى والمتخصصين, وألا تكون عضويتها مقصورة فقط على القضاة أو المستشارين . ما هى المعوقات الأخرى التى تقف حائلا أمام استرداد الأموال المنهوبة ؟ العائق الأساسى أن الدولة المصرية لم تبعث بعد برسائل واضحة أو تعطى انطباعا للدول التى يوجد بها أموال مهربة بأنها لن تتهاون فى استرداد تلك الأموال, فعزم الدولة المصرية على استرداد الأموال المهربة لم يصل بعد للدول التى بها أموال مصرية مهربة . فمثلا فى قضية حسين سالم كان لابد من تشكيل وفد رفيع المستوى لمتابعة محاكمته إلا أن ذلك لم يحدث . وأنا أعتقد أن عزم الدولة المصرية على استعادة تلك الأموال هو العائق الأول لاسترداد الأموال، فلم يتحول استرداد الأموال لمشروع قومى بعد . أما العائق الثانى فهو الإجراءات القضائية فنحن نريد إجراءات قضائية واضحة. كما لابد من مخاطبة المؤسسات المالية الدولية للكشف عما تحت أيديها من أموال مصرية مهربة. والعائق الثالث أن المحاكمات الداخلية لاتتم بشكل يؤدى إلى حسن استخدامها لاسترداد الأموال من الخارج ولا يتم الاستعانة بخبراء فى هذا المجال، فالأحكام النهائية ليست الشئ الوحيد المطلوب لإسترداد الأموال وإنما توجد خطوات أخرى كثيرة مطلوبة . من وجهة نظركم كم هى المدة التى نحتاجها لاسترداد الأموال المهربة ؟ هناك دول تمكنت من استرداد أموالها فى وقت وجيز، فلو وضعنا عملية استرداد الأموال المهربة كهدف أساسى من أهداف الثورة فسنتمكن من استرداد تلك الأموال فى فترة وجيزة تستغرق من سنتين إلى ثلاث سنوات، أما بالطريقة التى نسير عليها حاليا فسنتحتاج ما لايقل عن عشر سنوات وسيهرب جزء كبير من المال. هل لديكم تقديرات عن حجم الأموال المهربة للخارج ؟ نحن نتكلم عما يتراوح ما بين 70 مليار دولار إلى 225 مليار دولار. ألا ترون ضرورة أن يتم الكشف أولا بأول عن نتائج الجهود الرامية لكشف الأموال المهربة، أم أن الأمر يجب أن يبقى فى طى الكتمان لأن ذلك فى المصلحة العامة ؟ عملية استرداد الأموال المهربة للخارج لابد أن تتم بأقصى درجات المكاشفة، لأن المكاشفة لن تضر بل ستفيد, كما لابد أن يكون الشعب جزء من هذه العملية شعبيا بمعنى مشاركة جميع طوائف الشعب في عملية استرداد الأموال كالدبلوماسية الشعبية مثلا. فدول العالم لن تعمل على رد تلك الأموال المنهوبة إلا إذا وصلتها رسالة واضحة أن الشعب المصرى عازم على استرداد أمواله, لأن دول العالم لو أدركت أن الشعب موجود فى اللعبة فستأخذ عملية إعادة الأموال على محمل الجد. هل لديكم كلمة توجهونها للشعب المصرى حول استرداد الأموال المنهوبة ؟ أقول للشعب المصرى ما ضاع حق وراءه مطالب . ويجب أن يعرف الشعب أن الثورة لن تكتمل إلا باسترداد المال الذى هرب إلى الخارج لأن هذا المال من شأنه أن يوفر النهضة والتنمية لبلدنا [email protected].