من الوطنى ومن الخائن.. من الشريف ومن اللص.. من الذى يشترى تراب هذا البلد.. ومن يبيعها أمام أقرب مشتر؟! من يملك ارادة العطاء لها بروحه وقلبه.. عرقه وعمله.. ومن يريد لها أن تقع فى هوة سحيقة تذهب بها بعيداً الى عالم آخر.. عالم من يقع فيه لن يعود الى الحياة حتى الأبد؟! من الثائر الذى يفديها بروحه ودمه وحياته.. ومن البلطجى الذى يجرى خلف بيعها والايقاع بها, ولو بثمن بخس بغيض؟! من الذى يملك الوعى والارادة.. العقل والعزيمة حتى نملك من جديد مقدرات حياتنا فى تلك البلد.. حتى نعيش فى أوطاننا أحراراَ شرفاء نملك ارادتنا.. ومن يلعب على أوتار الجهل والفقر.. الجوع وانحطاط الأخلاق.. عشوائية المنبت والفكر والاتجاه, حتى نقع فى مستنقع الفوضى والضياع؟! من الذى يحمل لنا شعلة الأمل والرجاء.. قاطرة الكرامة والرخاء, وينزع عن أبداننا ونفوسنا أثر سنوات الفساد.. ومن الذى يغزل بيننا خيوط الغل وتكبيل الأفواه.. يخنق بكلتا يديه سنابل الأمل لتصبح كائنات عجاف تقضى على نبض القلوب الخضراء التى عادت بنا الى الحياة من جديد.؟! من يريد أن ينفض التراب من فوق الرءوس والعقول والأفكار.. يطهرها من الوهن والركود والاستكانة.. ومن الذى يضرب بيد من الخراب حتى لاتتحرر هذه النفوس وتلك العقول والرؤس من رفات تنقلب فيه العزة الى ذل والقوة الى ضعف والكرامة الى هوان وخضوع؟! من يستطع الاجابة على تلك الأسئلة عليه أن يجرى مسرعاً الى هؤلاء الملايين من المصريين الذين يجلسون الآن خلف أبواب بيوتهم وأعمالهم خارج الميدان ويشعرون بنفس الحيرة الحالية التى يشعر بها الملايين من أمثالهم بما فيهم كاتب تلك السطور!! المزيد من مقالات حسين الزناتى