كارثة صحية وأخلاقية تكشف عن فاصل مثير من قضية المبيدات المسرطنة يرصدها «الأهرام» بالصور والمستندات حيث ترابط منذ 12عاما10 حاويات تحتوى على عبوات من المبيدات المسرطنة بساحات التخزين التابعة لشركة الصوامع بميناء الأدبية، ومع مرور هذه السنوات تحللت وأصبحت تسرب اشعاعا مدمرا للبيئة والكائنات الحية طوال هذه الفترة. بدأت الجريمة مع منتصف مايو 1999عندما قامت شركة «كريستال» التى يملكها رجل الأعمال انطوان شلبى باستيراد شحنة من المبيدات تضم 15حاوية قادمة من فرنسا على إحدى سفن الخط الملاحى العالمى «بيرسك» وقد وصلت الحاويات إلى ميناء أغادير المغربى «ترانزيت» ومنه إلى ميناء بورسعيد وبعد قيام الحجر الصحى بفحص عينات من الشحنة تبين أنها مخالفة للمواصفات وتمثل خطورة شديدة على صحة المواطنين، وبالتالى تقرر منع دخولها البلاد واحتجازها إلى حين إعادة تصديرها مرة أخري. لكن الذى حدث بعد ذلك انه تم نقل الحاويات بشكل غامض وغير معروف إلى المنطقة الحرة بالسويس والتابعة لهيئة الاستثمار فى محاولة فاشلة لتسريبها إلى البلاد، وهو ما دفع السلطات المختصة إلى استدعاء المستورد وإبلاغه بضرورة إعادة الشحنة مرة أخري. وبالفعل تم استخراج أذون الشحن ل15حاوية، منها 5 حاويات لإعادة تصديرها إلى ميناء داكار فى السنغال و10حاويات إلى بورسودان بالسودان، وتم شحن ال5 الأولى وغادرت البلاد وبقيت ال10الأخيرة فى ساحة المنطقة الحرة بالسويس، وقد تم ذلك فى أغسطس 1999 إلى أن تم نقلها إلى ميناء الأدبية تمهيدا لشحنها. وفى هذه الأثناء اختفى المستورد بعد أن قام بتصفية الشركة وترك البلاد والمسئولين فى ورطة مع هذه الحاويات المسرطنة. وبعد اختفاء المستورد قامت شركة الصوامع التى تتعامل مع الأقماح والحبوب بنقل الحاويات العشر إلى إحدى الساحات التابعة لها إلى حين إعادة تصديرها ولكن مع طول المدة وخطورة المبيدات الموجودة داخلها جرى ابلاغ المسئولين وفى مقدمتهم اللواء سيف جلال محافظ السويس السابق الذى تولى بدوره عرض هذه المأساة على مجلس الوزراء فطلب منه السماح بدفن هذه الحاويات فى مدفن المخلفات الخطيرة بمنطقة الناصرية بالاسكندرية وكان ذلك فى ابريل من العام الماضي. وقبل نقلها لجأت «الصوامع» إلى هيئة الطاقة الذرية لتقييم الموقف وتحذير مدى إمكانية نقلها إلا أن المفاجأة جاءت كالصاعقة فى التقرير الذى كشف عن تحلل المبيدات وتسرب اشعاعات أعلى من المستويات المسموح بها. ومازالت الحاويات تبث سمومها القاتلة حتى الآن.