برغم أن فيلم( أحاسيس) يعالج المشاكل الجنسية بين الزوج والزوجة إلا أنه تناول ذلك بلغة سينمائية غاية في الرومانسية والمشاعر والميلودراما أيضا. حيث جعل المشاهد تغلف مشاعره بقصة الحب الرئيسية في الفيلم بين( علا غانم)( وباسم السمرة)وأيضا استطاع مخرج الفيلم أن يدمع عين المشاهد في نهاية الفيلم من خلال تدفق الميلودراما في مشهد عبر عن جميع أحاسيس الحب الحقيقي والحرمان الجنسي والمشاعر الفياضة بصورة بالغة الحساسية من خلال اضاءة وموسيقي تصويرية أضفت علي مشهد النهاية لغة بصرية أثرت بشكل مباشر علي المتلقي في قاعة العرض. حاول المخرج هاني جرجس فوزي في تجربته الإخراجية الثانية أن يطرح المشاكل الزوجية الجريئة في حين لم يوفق في أختيار بعض الممثلين في الفيلم من حيث التوافق مع الشخصية والأداء التمثيلي الضعيف جدا وأهتمامه بأنهم ممكن أن يكونوا نجوم اغراء فقط يجذب بهم الجمهور لشباك التذاكر وهما اللبنانيان(مروة وماريا) ولو كان تم أستبدالهما بممثلتين اخريين لكان هناك فرق وأيضا لا نستطيع أن نغفل كثرة الأغاني الشعبية الركيكة في الكباريه باستثناء الأغنية الدرامية التي عبرت عن حالة باسم السمرة بطل الفيلم النفسية والتي قدمت بصورة شديدة الحساسية. ويحسب للمخرج تقدمه خطوة في مجال الإخراج وذلك عن فيلمه السابق( بدون رقابة) وظهر ذلك في عدة مشاهد في الفيلم مثل مشهد معاناة( علا غانم) النفسية وتفكيرها في الانتحار من علي كوبري اكتوبر.. ومشهد المواجهة بين أدوارد وعلا غانم بعد اكتشاف خيانتها له والذي عبر بصدق عما يحمله الزوج الشرقي بداخله من قيم ومباديء رغم إدعائه بالتحرر.. ومشهد اللقاء الرومانسي بين علا غانم وباسم السمرة والذي يصارحها فيه بأنه لا يستطيع الزواج منها في حركة كاميرا دائرية ناعمة. وتدور قصة فيلم( أحاسيس) حول( سلمي) علا غانم والتي ينشأ بينها وبين( ايهاب) باسم السمرة قصة حب امتزجت بالجنس وتتحول إلي مشاعر حب فياضة لا تنتهي بين الطرفين.. ويضطر ايهاب لاختلاق قصة مادية ليبعد عن سلمي بعد علمه أنه يحمل مرضا خطيرا وسنوات عمره في الحياة معدودة. استطاع باسم السمرة أن ينجح في جذب وتعاطف المشاهد بأداء بالغ الحساسية والعمق رغم صعوبة شخصية إيهاب في الفيلم.. وفاجأتنا علا غانم بأداء متميز مختلف هاديء بدون انفعالات زائدة جعلتنا نراها لأول مرة كممثلة حقيقية رغم مشاهد العري والجنس التي ظهرت بها في الفيلم.. أيضا لا ننسي المفاجأة التي قدمها أدوارد في شخصية جديدة عليه تماما ولأول مرة منذ ظهوره علي شاشة السينما بأداء دور الزوج الشرقي المحب لأسرته وعبر بكل صدق عما بداخله من تناقضات.. قام أحمد عزمي بأداء دور الصديق المخلص والزوج المحبط جنسيا ويري المتعة خارج منزل الزوجية وكان أداؤه المتميز يجعلك تصدقه وخصوصا في علاقته بصديق عمره ايهاب.. رندا البحيري أدت دور( إلهام) زوجة( مجدي) أحمد عزمي بشكل جيد ووصلتنا من خلاله لمعني عدم وجود الثقافة الجنسية للبنت قبل الزواج والمعاناة التي يمكن أن تقابلها بعد الزواج.. وقامت عبير صبري بدور الطبيبة النفسية مستشار العلاقات الزوجية وهي مهنة طبية جديدة علي المجتمع المصري, وكانت بمثابة العمود الفقري لموضوع الفيلم. كتب الفيلم أشرف حسن في أولي تجاربه للكتابة في السينما من خلال موضوع جديد وشائك ولكن ينقصه الخبرة في غزل سيناريو مهم وحوار كان يجب أن يكون أقوي من ذلك بكثير.. وكان للتصوير دور أساسي برع فيه د. هشام سري في التعبير والإبهار وتكوين الصورة مما أضاف شاعرية وإبداعية كانت لها الأثر في وصول المشاعر والأحاسيس للمتلقي بشكل جيد.. ولعبت الموسيقي التصويرية والحان خالد البكري مع شعر جمال بخيت دورا مهما لوضع الفيلم في مستوي آخر ساعد في تقديم معني ابداعي خاص. وأخيرا.. سقط المخرج هاني جرجس فوزي في التعبير عن المعاناة الجنسية التي تشعر بها المرأة من خلال مشاهد الدش المتكررة في الحمام والمستفزة أيضا وبكثرة الاغاني الشعبية وتصميمه علي مداعبة شباك التذاكر, وذلك في الإفراط في المشاهد الجنسية والمايوهات والعري والتي كان يمكن تخفيفها ليظهر الفيلم في صورة أقوي وأجمل.