لم يكن أمامي اختيار ثالث.. إما قتل البلطجي او ان يقتلني انا وأصدقائي الثلاثة.. في لحظات اتخذت قراري بسحب الطبنجة الميري من مكانها في ظهري وسحبت الاجزاء حتي تكون جاهزة للضرب في المليان ونطقت بالشهادتين.. وأنا في وضع الانحناء علي الارض لكي ألتقط مفتاح درج المكتب الذي سقط من صديقي باسم ولولا التدريب المستمر علي سرعة التعامل مع عملية سحب السلاح وجعله في وضع الاستعداد ومشاركتي في مسابقات الرماية لكان للبلطجية الكلمة العليا في الموقف. هذه الكلمات جاءت علي لسان الملازم اول احمد مشهور محمد جبر الضابط بقوات الامن بالمنيا وهو يسترجع اللحظات الصعبة والعصيبة التي مرت عليه وعلي اصدقائه الثلاثة باسم ماجد وليم21 سنة وأحمد كمال32 سنة وعبدالله ياسر22 سنة أثناء وجودهم في محل بيع اسمدة ملك والد باسم بشارع مساكن الحديد احد الشوارع الحيوية بمدينة سمالوط مساء الجمعة الاول من يوليو الحالي. وبعد نفس عميق وطويل قال الضابط.. كنت اجلس مع اصدقائي داخل المحل بعد فراق عدة ايام ولأقدم لهم حلوي سبوع طفلي الاول عبدالعزيز الذي رزقت به قبل ايام. وأثناء مشاهدة احد الافلام علي جهاز لاب توب خاص بصديقي باسم فوجئنا في نحو العاشرة مساء بثلاثة اشخاص ملثمين ينزلون من سيارة تاكسي واتجهوا نحونا احدهم يحمل بندقية آلية وزميلاه يحملان اسلحة بيضاء ووجهوا ألفاظ سب وشتم وطلبوا تسليم كل في المحل وكل مالدينامن اموال فقلت لهم: اهدأو او وسوف نعطيكم ماتريدون.. ولكن البلطجي الذي يحمل البندقية اطلق عدة رصاصات بعيدا عنا لإرهابنا.. فطلبت من صديقي باسم مفتاح درج المكتب الذي يوجد به الفلوس ولكن المفتاح سقط علي الارض من يد باسم من هول الموقف فنزلت الي الارض لكي ألتقط المفتاح وكأن هذا التصرف غير المقصود من باسم بسقوط المفتاح علي الارض هو الفرصة الوحيدة لنا جمعيا ومنحة من الله كي تكتب لنا الحياة من جديد.. ونطقت بالشهادتين وسحبت الطبنجة وأصبحت في وضع الاستعداد ثم اتخذت الوضع واقفا. في هذه الاثناء كان البلطجي مشغولا بضرب صديقي احمد بمؤخرة البندقية الآلية فأشهرت الطبنجة في وجهه وطلبت منه إلقاء السلاح فرفض فأطلقت رصاصة علي يده اليمني اعلي زناد البندقية ولكن البلطجي راح يوجه البندقية نحوي فقمت بالرد عليه ب3 رصاصات اردته قتيلا وبعد سقوط البلطجي بسلاحه هرب زميلاه من المحل فقمت بملاحقتهما وكنت علي مسافة امتار قليلة منهما فأطلقت الرصاص في الهواء لايقافهما ولكنهما قفزا اعلي سور مخزن تابع لاحد البنوك في مواجهة المحل..فقد كنت اواجه بلطجيا يحمل بندقية آلية ولم يكن ليسمح الا بقتلنا حتي يتمكن من الهرب. ويستطرد الملازم اول احمد مشهور قائلا: القدر وضعني في هذا الموقف فقد كنت استعد لمغادرة المحل للذهاب الي مسكني لتغيير ملابسي المدنية والذهاب من سمالوط الي مقر عملي بقوات الامن بالمنيا لاستلام خدمتي في الثانية عشرة مساء, واعتقد ان عناية الله انقذتنا, فقد كنت حريصا علي حياة أصدقائي المسلم والمسيحي منهم اكثر من حرصي علي حياتي وأنا الان ضميري مستريح لانني اديت واجبي وأنا لا أخشي احدا من شركاء البلطجي, واتضح ان البلطجي الذي تصديت له كان متهما في واقعة قتل بمركز المنيا منذ عام2005 . ويتابع الضابط وهو وحيد والديه مع ثلاث شقيقات انا اعتبر ان الله كتب لي ولأصدقائي ميلادا جديدا في هذا اليوم بعد ان رزقني الله بطفلي عبدالعزيزوهو علي اسم صديقي الملازم اول عبدالعزيز محمد شرف الدين الذي رافقني منذ الطفولة ومراحل التعليم في سمالوط ثم في كلية الشرطة وشاءت الاقدار ان يتم تعيينه معي بعد تخرجي في مديرية امن جنوبسيناء عام2007 واستشهد صديقي في9002/2/71 في حادث انقلاب سيارة الشرطة أثناء اداء عمله بمدينة شرم الشيخ وقبل الحادث ب20 يوما كان صديقي حاضرا خطوبتي علي زوجتي وبعد استشهاده قررت ان اطلق اسمه علي ابني الاول.