لست متأكدة إذا كنت ستعرف الاسم أم لا, فهو اسم ليس توكشووي إذا جاز التعبير أي لا يظهر في التوك شوز بانتظام ولا يتكلم عن حكايات ثورة, رغم أنه من الذين أعطوا نصف بصرهم للثورة من أجل أن تري مصر الطريق. منذ علمت بإصابة جواد في الأيام الأولي للثورة وأنا أحاول الاتصال. به ولكنه لا يرد, تصورت أنه ربما في حالة نفسية سيئة بسبب الحادث أو ربما قيد العلاج, لكن عندما تتبعته من خلال صفحته علي الفيسبوك وجدته في جامعة ستانفورد وبعدها هارفارد ثم أم أي تي( ثلاث من أعرق الجامعات في الولاياتالمتحدة والعالم) ذهب هناك ليتحدث عن بناء مصر ما بعد الثورة, ويحث المصريين في الخارج للعودة والمشاركة في بناء الوطن, أو الحضور حتي في إجازة لشراء أحد المنتجات, وانفاق بعض الأموال اللازمة لانعاش صناعة يعيش عليها الملايين في مصر, قبل أن يذهب في جولته المكوكية أنشأ جواد جمعية أسماها نبني, تاريخ إنشائها هو اليوم الأول للثورة. تحضر الآن لعدة فعاليات منها تسويق منتجات منطقة منشية ناصر وإقامة احتفالية مصرية علي مدي18 يوما لتنشيط السياحة الي جانب عشرات النشاطات الأخري. بالمصادفة وجدت في جامعة ستانفورد في مؤتمر منتصف الشهر الماضي بعد أيام من مغادرته وتوجهه لجامعة هارفارد يفصل بين الجامعتين قرابة6 ساعات سفر بالطائرة ولم أستطع مقابلته لكنني وجدت عشرات الناس يحدثونني عنه هناك وعن أن مصر سوف تكون بخير طالما أن هناك الكثير من النوع ال جوادي, وعلمت من خلال حديثه لهيئة الإذاعة الكندية أثناء الزيارة ما حدث له أثناء الثورة وكيف عاش أول يوم في حياته يطوف بين المستشفيات في محاولة لعلاج عينه التي يتدفق منها الدم, ولكن لأنه جواد النابلسي لم يكن يبث مواجعه في هذا الطواف القاسي الموجع, بل كان في سيره يحصل من كل من يقابله من المصابين علي رقم هاتفه ويدون مكان وجوده ليتمكن من ارسال مساعدة طبية له حال حصوله عليها, وعن طريقه تم انقاذ مصابين كثيرين يوم28 الدامي بعد انشاء مركز اتصال بعد3 أيام فقط. نسيت أن أقول ان جواد في نهاية العشرينيات من العمر, يدير شركته الخاصة وفي أوقات فراغه يصنع مبادرات تغير الحياة, ونسيت أن أقول أن والده أرسله إلي الدراسة في كندا عندما كان صغيرا بعد أن تم فصله من ثلاث مدارس مصرية لنشاطه الزائد. قابلت جواد عام2006 في دوره تدريبية عن التنمية نظمتها مجموعة مصرية نابهة من الشباب تسمي نماء مبادرة لنشر المعرفة حول التنمية في نهاية الدورة تشاجرت أنا وهو, لأننا كنا ضمن مجموعة عمل واحدة لإنتاج مشروع مشترك واختلفنا علي أسلوب العمل, بعد ثلاثة أعوام اتصلت به أهنئه علي أحد مشروعاته الناجحة في العصر الذهبي الذي كان يرد فيه علي التليفون وانقطعت السبل بيننا بينما كنت أتابع محاضراته في جامعات الوطن العربي والعالم بين الجامعة الأمريكية في بيروت الي الولاياتالمتحدةوكندا عن التنمية الاقتصادية والذاتية إلخ. والآن.. لماذا أكتب أنا عن جواد؟ الرجل بالأساس غير مهتم, مشغول تماما بالبناء, وما بين مشروعه لتسويق منتجات البسطاء من سكان منشية ناصر والإعداد لمهرجان مصر.. الآن وأضف إلي ذلك أربعة أو خمسة مشروعات أخري, ربما من الأساس لا يقرأ جرايد, حقيقة لا أعرف ما الذي يجعلني أكتب عن جواد!! ولكن بالأمس في طريق عودتي إلي المنزل عندما سمعت الآية الكريمة كل نفس بما كسبت رهينة آتية من الراديو في التاكسي, تذكرت جواد مرة أخري وأردت الاتصال به لأسأله بعيدا عن الصحافة كيف يمكن لمواطن مصري بسيط مثلي أن يتبع خطواته في الحياة؟ أوشكت أن أرفع الهاتف لأفعل ولكن تذكرت أنه لا يرد. نداء إلي جواد النابلسي القاطن في قلب كل من يعرفه والراسخ في تاريخ هذا الوطن كأحد أبنائه الذين شاركوا وأعطوا جزيل العطاء للثورة المصرية: من فضلك رد علي هاتفك المحمول وإلا سوف أتصل بالسلطات المصرية في طره لتقطع المحمول مرة أخري عن مصر مادام الناس لا يردون عليه!!