المشهد أقسي من أن يوصف.. شرطي في الأربعين من عمره عاش مهزلة درامية أبطالها أربعة مجرمين.. تجردوا من أي مشاعر انسانية بعد أن عاثوا في الأرض فسادا من سرقات وقتل وتجارة مخدرات.. وعرفت عنهم السطوة في منطقة الخصوص بالقليوبية.. وزاد جبروتهم بعد حالة الانفلات الأمني التي لحقت بثورة يناير وتحالفوا مع الشيطان الذي كان مرشدا لهم في رغبتهم في الانتقام من رجال الشرطة بطريقتهم الخاصة. المأساة الدرامية بدأت أحداثها في شهر فبراير الماضي, عندما قام أربعة بلطجية في وضح النهار بخطف مخبر الشرطة مرزوق أحمد حسن وأجبروه تحت تهديد الأسلحة الآلية التي لاتفارقهم علي الركوب معهم في إحدي السيارات وتوجهوا به إلي منطقة الحفير بالخصوص إلي بيت مهجور وقاموا بتجريده من ملابسه وصوره عاريا وياليت الموقف انتهي عند هذا الحد, بل قاموا بتعليق كلب في رقبته وطافوا به شوارع الحفير وأطلقوا الأعيرة النارية في الهواء لترويع كل من يتعرض لهم, ولم يكتفوا بهذا بل قاموا بنشر هذه الصور الفاضحة علي الهواتف المحمولة لأهالي المنطقة. مباحث الخصوص انتقلت علي الفور, وتمكن المقدم مصطفي رشدي نائب المأمور والرائد صلاح عبد الفتاح رئيس المباحث ومعاونه النقيب أشرف بنداري من التعامل مع المجرمين الأربعة الذين بادلوا أفراد الشرطة إطلاق النيران وفروا هاربين بعد أن تركوا المخبر في حالة يرثي لها بعد أن سرقوا كل متعلقاته. هذه المشاهد المؤسفة التي عاشها الشرطي مرزوق يرويها لنا ويقول: إن ماحدث محزن ولايمكن نسيانه.. ففي فبراير الماضي كنت أقوم بتأدية عملي أثناء حالة الانفلات الأمني والرعب كان المجرمون الأربعة وهم: حسام محمد أبو القمصان, ومحمد عبد الغفار, وزكريا أحمد والرابع طه حسين الشهير ب حمادة خياطة وهو أخطرهم ومازال هاربا يقفون في احد شوارع الحفير, وتوجهوا نحوي وقاموا بتهديدي بالأسلحة الآلية وقالوا لي: أركب معنا فلن نؤذيك فرضخت لهم فأنا أعرفهم جيدا وهم كذلك, فركبت معهم سيارة ودخلوا بي في بيت مهجور وأخذوا يستهزئون بي ويسخرئون مني, وقاموا بتجريدي من ملابسي تماما وصوروني عاريا كيوم ولدتني أمي التي تمنيت في تلك اللحظة أنها لم تلدني, وأجبروني علي التلفظ بألفاظ قبيحة تسئ لي ولأهلي, وياليت الأمر إنتهي عند هذا الحد بل توجهوا بي إلي شوارع المنطقة عاريا تماما, بل الأدهي من ذلك أنهم علقوا في رقبتي كلبا وأخذوا في إطلاق الأعيرة النارية ابتهاجا وفرحا بما يفعلون بي وأهالي المنطقة حائرون وخائفون ومندهشون لما يحدث لي, ويضربون أكفهم غير مصدقين فالموقف صعب والمشهد غير الآدمي مؤلم ولكن السؤال الذي طرح نفسه لماذا قام الجناة بهذا الفعل القبيح؟ أجاب مرزوق قائلا: حقيقة لا أدري ولا أعرف السبب الحقيقي وقتها, لكن بعدها سمعت أنهم فعلوا ذلك بي بحجة أنني أرشدت وأبلغت عن أحد أقاربهم الذي كان يتاجر بالمخدرات فأرادوا الانتقام مني. مباحث القليوبية كانت قد نجحت في القبض علي أحد المتهمين وبعد أن كثفت جهودها بإشراف اللواء أحمد الناغي مدير الأمن واللواء محمود يسري مدير المباحث والعميد أشرف عبد القادر رئيس المباحث, تمكن العقيد أحمد الشافعي رئيس فرع البحث الجنائي بالخصوص من إلقاء القبض علي متهمين آخرين وجار ضبط المتهم الرابع والهارب طه حسين الشهير ب حمادة خياطة.