قشة تقسيم إيطاليا تتهادي الي مستقر فوق ظهر البعير.. تنذر بقصم ظهره.. وغالبا لنهايته..خاصة وان البعير السياسي في إيطاليا, محمل بأثقال وفضائح وتراجع اقتصادي.. أفضي الي ظهور حالة من الغليان الوطني تتهيأ للإنفجار.. لتنفض عن كاهله أثقال من الفساد والمحسوبية.. وأيضا العار الوطني.. الذي يطارد سمعة الشعب الايطالي في العالم.. برئيس وزراء متصابي وسياسة إقتصادية مهترئة.. وسلسلة طويلة من فضائح إرتكبتها حكومة اليمين المتطرف بقيادة سلفيو برلسكوني.. وتخطط الان لفصل الشمال الصناعي عن الجنوب الزراعي.. و نقل العاصمة السياسية الي الشمال وبالتحديد في ميلانو.. بدلا من موقعها التاريخي لآكثر من الفي عام في روما.. وبينما تحتفل ايطاليا بمشاركة عالمية بعيد وحدتها ال..150 تخطط رابطة الشمال اللمباردية الانفصالية المتطرفة, والحليف الاستراتيجي لبرلسكوني لتقسيم شبه الجزيرة.. اولا بنقل بعض الوزارات الي الشمال, وبالتحديد بمدينة مونزا.. وثانيا.. نقل العاصمة من روما الي مدينة ميلانو لتكون عاصمة موحدة للشمال والجنوب.. حيث يتوقع المؤرخون الايطاليون تقلب القائد العسكري جوسبي جارديبالدي الذي وحد إيطاليا عام1861 م, داخل قبره, وأحفاده يعزمون تقسيم إيطاليا لإمارات.. تبدأ بإمارة بادانيا التي يسيطر عليها اليمين المتطرف, المعروف باسم رابطة الشمال الانفصالية. ومع رد الفعل الشعبي الملتهب ضد تهديدات رابطة الشمال لحليفها بيرلسكوني, إما بنقل اربع وزارات من روما, ونقل العاصمة أيضا للشمال, وإما فض الشراكة السياسية وسحب الوزراء.. وإسقاط الحكومة اليمينية الراهنة.. اصيب الشعب الايطالي بنوبة غثيان, لجملة من الحيثيات, يتقدمها ضآلة حجم رابطة الشمال سياسيا, ولا تتعدي نسبة3 ر4% من أصوات الناخبين, وبعدد متواضع في البرلمان, إلا انها تمثل اهمية إئتلافية تمكن حزب الحرية بزعامة بيرلسكوني من ملئ مقاعد الاغلبية, لعدم حصوله علي الاغلبية المطلقة.. وتتحول الاقلية المطلقة الرابطة الي رمانة الميزان داخل الائتلاف.. وبجانب قشة تقسيم إيطاليا.. نري سيناريو مثير وشديد التماثل بين ملامح إنهيار الجمهورية الايطالية الاولي بداية التسعينات, بتفتت الاحزاب السياسية الرئيسية, وفي مقدمتها الحزب الديمقراطي المسيحي الذي حكم إيطاليا لآكثر من50 عاما, اي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية والقضاء علي الفاشية, وملامح إنهيار الحكومة الايطالية الثانية قصيرة العمر, التي شهدت ميلاد سلفيو بيرلسكوني, ونهايته سياسيا.. التي تعيشها إيطاليا اليوم.. حيث تفجرت فضائح من العيار الثقيل في وجه معظم القيادات السياسية, فيما عرف وقتها بقضايا الايدي النظيفة التي اطاحت برئيس الوزراء حينذاك بتينو كراكسي وإضطر الي الفرار الي تونس حيث وافته المنية ودفن فيها بعد رفض أسرته نقل جثمانه ودفنه في بلد إيطاليا لا تحترم قيادتها!! واليوم وفي نفس التوقيت الصيفي المماثل لعام1992 م.. تتفجر فضيحة أكثر شدة في وجوه انصار رئيس الوزراء سلفيو بيرلسكوني.. وتنسحب الي جاني لييتا الذراع اليمني, بل كاتم أسرار بيرلسكوني.. وهي فضيحة(P4 جيت) التي تكشف كواليس العلاقة السرية بين الماسونية الرابعة والحكومة الايطالية.. وهي علاقة منفعة غير شرعية قد تعصف بالحكومة اليمينية برئاسة سلفيو بيرلسكوني, بأعتبارها تتعلق بالقبض علي رجل أعمال يتمتع بعلاقات واسعة بين رجال البرلمان و القضاء الايطالي في إطار جماعة الماسونية الجديدة التي يطلق عليها(P4) حيث كان يتجسس لحساب جاني لييتا علي سير التحقيقات والاطلاع علي ملفات القضايا التي تتعلق برئيس الوزراء بيرلسكوني وينقلها الي جاني لييتا أمين سر أسرار بيرلسكوني, وقالت النيابة ان القبض علي بيزنياني سوف يكشف اسرار وخبايا تنظيم الماسونية الرابعة, وكواليس العلاقة بين السلطة والفساد. وتقول النيابة ان الشبكة السرية لرجل الاعمال للتأثير علي الحكومة.. بدأت مع نهاية عمل رجل الاعمال الذي بدأ حياته صحفيا, ونظم تشكيلا عصابيا لجمع المعلومات وطرحها للمساومات, والضغط علي الحكومة. وان التحقيقات تكشف عن العثور علي ملفات, وعمليات إبتزاز, ومعلومات سرية تم جمعها بصورة غير شرعية, ثم إستخدامها في التاثير علي السياسة والحصول علي عطاءات.. كما سوف تمتد التحقيقات الي النائب البرلماني الفونسو بابا وإيطالو بوكينو, نائب زعيم حزب الحرية والمستقبل. وبالرغم من ان مركز الزلزال القضائي في نابولي إلا ان مقر رئاسة الوزراء قصر كيجي يرتجف في روما.. حيث تتجه خيوط القضية الي الذراع اليمني لرئيس الوزراء سلفيو برلسكوني جاني لييتا, بينما تنظم المعارضة هجوما ضد الحكومة بعد القبض علي بيزنياني والفونسو بابا.. تطالب فيه باستقالة الحكومة, والاسراع في جمع التوقيعات ضد تحرك نقل العاصمة لميلانو.. من اجل الابقاء عليها نهائيا في روما..