قال لي زميلى الذي يعاني من عدة أمراض أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي كل مريض وأن يعافي كل مبتلى : "مقدامكش جمعية الواحد يدخلها ويضغط على نفسه شوية علشان أنا محتاج مبلغ لأن فرح بنتي قرب وأنا نفسي أستّر البت دي"، قلت له ربنا ييسر وبعد أن تركني صديقي شردت بذهني.. وقلت في نفسي "أنت مش ناقص اللي فيك مكفيك لسه عايز تضغط على نفسك شوية؟!".. إلى متى سيظل المواطنون يضغطون على أنفسهم أليس من حق كل مواطن في الدولة على الدولة أن توفر له المسكن الملائم والوظيفة الملائمة.. ألا يكفي الأب معاناته مع أولاده في تربيتهم وتعليمهم وكلنا يعلم ما تعانيه كل أسرة في الدروس الخصوصية.. منذ أيام صرحت وزيرة التنمية الاجتماعية في البرازيل "تريزا كامبيلو" بأنه يجب ألا يبحث الفقراء عن الدولة لكي تساعدهم, وإنما علي الدولة أن تبحث عنهم لمساعدتهم. وإن كان ما ذكرته الوزيرة بينته تلك المرأة التي لقيها عمر بن الخطاب عندما كان يسير وخادمه "أسلم" في أطراف المدينة ليلاً ليتفقد أحوال الرعية فأبصر امرأة تشعل النار وتضع عليها قدراً وحولها أطفالها يبكون فاقترب منها وسألها عن بكاء أطفالها فأخبرته بأنهم يتألمون من الجوع وأنها لا تجد ما تقدمه لهم فتحاول أن تلهيهم حتى يناموا ثم تكمل المرأة كلامها "والله بيننا وبين عمر"، فتزلزل هذه الكلمات عمر ويقول بصوت غلفه الحزن: يرحمك الله.. وما يدري عمر بكم؟ فقالت المرأة :سبحان الله!! يتولى أمرنا ويغفل عنا؟! فإذا بأمير المؤمنين يرتجف بشدة ويلتفت إلي خادمه ويقول: هلم بنا إلى بيت المال ويحمل الخليفة الدقيق والزيت على كتفه ويرجع إلى المرأة ويعجن العجين بيده ويطبخ لهم حتى أكل الأطفال وناموا قالت المرآة أنت أولى بالخلافة من عمر. من هنا يبرز السؤال إلى متى سيظل الفقراء نهبا للبلطجية والمستغلين من المتاجرين بأقواتهم بعدما وصلت أنبوبة البوتاجاز في بعض المناطق إلى 40 جنيها وبعدما رفع ساتر الخوف وبقيت الحكومة تتفرج على أصحاب المخابز وهم يبيعون الدقيق علانية؟ لماذا لا تكون هناك أحكام رادعة ومحاكمات على الملأ وتكون عقوبة الإعدام لكل من يعبث بأمن ويتاجر بقوت المواطن؟ ألا يجدر بنا نحن المسلمين أن نطبق تصريح "تريزا كامبيلو" وهي التي لا تعرف تعاليم الإسلام التي أمر بها أتباعه حكاما ومسئولين تطبيقا عمليا كما طبقه عمر. نحن لا ننكر الدور الذي تقوم به الحكومة الآن وحجم العبء الملقى عليها؛ لكن لابد أن يرى المواطن الذي تعود أن يسمع وعودا بلا نتيجة أن يرى على الأقل ما يطمئن قلبه.. ويقيني أن الحكومة قادرة على ذلك فكل ميسر لما خلق له. في السريع: قال الشافعي رحمه الله: وَلَرُبَّ نازلةٍ يضيقُ بها الفتى.. ذَرْعاً وعندَ اللهِ منها المخرَجُ ضاقتْ فلمَّا استحكمتْ حلقاتُها.. فُرِجَتْ وكانَ يظنُّها لا تُفرجُ المزيد من مقالات حماده سعيد