جامعات بريطانيا أصبحت في السنوات الأخيرة بيئة حاضنة للمتطرفين هذا ما أكده برلمانيون وأكاديميون بريطانيون وحذرت منه لجنة الأمن الوطني الداخلي في مجلس العموم , قائلة إن الجامعات البريطانية تحولت إلي معاقل لتوليد المتطرفين مؤكدة فشل هذه الجامعات في مراقبة الطلاب المتبنين أفكارا أصولية متشددة وعلي الرغم من وجود دليل علي ان التطرف في الجامعات اصبح مشكلة حقيقية خطيرة فإن التقدم الذي تم احرازه في التصدي لها مازال متواضعا, الأمر الذي يعرض أمن البلاد القومي للخطر نتيجة لاحتضان الجامعات البريطانية للتطرف الإسلامي والترويج له. المشكلة التي تواجه لجنة الأمن القومي الآن هي أن الأكاديميين في الجامعات يغمضون أعينهم عن النشاط المتزايد للطلبة المتطرفين الذين يتبنون أفكارا أصولية متشددة ويمتنعون عن مراقبة الطلبة وتقديم تقارير أو أي معلومات عنهم, وأن هناك امتناعا من أساتذة الجامعات والإدارة عن التعاون مع اجهزة الأمن والشرطة التي ترغب في مراقبة نشاط الطلبة ورصد تحركاتهم باعتبار أن ذلك يعد تجسسا من جانبهم وفشلا صريحا في إقامة توازن صحيح بين الحريات الأكاديمية وبين مسئوليات سلطاتها, فقد أكد مارك كامبيل من جامعة لندن أن الجامعات البريطانية ليست بيئة خصبة تحتضن التطرف الإسلامي كما يعتقد البعض بل هي أماكن للنقاش وطرح الأفكار, محذرا من أن يتحول الخوف من الإرهاب إلي حد المرض ويصبح كل إنسان متهما بالتطرف لمجرد إبداء رأيه في موضوع مثير للجدل, مستشهدا بواقعة طالب من جامعة سوانزي أخذ صورة لجسر لندن وتم إلقاء القبض عليه بتهمة الإرهاب بعد أن وجدوا بحوزته كتابا بعنوان مستقبل استراتيجية الجهاد ضد الغرب هذا الكتاب كان من ضمن الكتب المقترحة عليه في المنهج الدراسي, بينما قال كليف سنيث المدرس في كلية القانون في نفس الجامعة: وظيفتي أن أقدم للطلبة تعليما في النقد وليس أن أنتقد تصرفاتهم أو أراقب حياتهم ومعتقداتهم الدينية وأصدقاءهم وأقاربهم. أنا أدرس القانون ولا أفرض نفسي علي حياة أحد أو أراقبه. أنا لست شرطيا للقانون وخصوصا القانون السييء, يفترض أن يقدم المعلمون إرشادات للطلبة لا أن يرشدوا السلطات عنهم! أما بول ماكيني المتقاعد بعد أن كان يشغل منصب المدير العام لاتحاد الجامعات والكليات البريطانية أكد أن الأسباب الرئيسية خلف التطرف كانت الحرب علي العراق وإرباك المسلمين. بينما سالي هنت مديرة الاتحاد حاليا قالت: هناك علاقة أساسية بين الطالب والمدرس تبني علي الثقة, فهذه المقترحات لو تم تطبيقها سوف تجعل من هذه العلاقة أمرا مستحيلا. يجب أن تبقي الجامعات أماكن آمنة للمحاضرين ولطلبتهم حتي يتمكنوا من إجراء جميع أنواع الحوارات بما في ذلك المواضيع التي يعتبرها البعض مثيرة للجدل أو مثيرة للحساسية أو حتي المتطرفة. آخر ما نتمناه أن يصبح الطلبة خائفون من التحدث عن آراءهم خشية أن يلقي القبض عليهم!. وبينما يري البعض في مراقبة أفكار الطلاب في الجامعات أمرا تجسسيا خطيرا إلا أن ملفات سرية كشفت عنها صحيفة الديلي تلجراف وتسريبات جديدة لموقع ويكيليكس أكدت أن حوالي35 شخصا من معتقلي جوانتانامو تم تلقينهم وتعليمهم علي أيدي متطرفين في بريطانيا, وأن بريطانيا أصبحت في العقدين الأخيرين معقلا لتوليد المتطرفين, وهذا ما أكده أيضا إستطلاع حديث للرأي أثبت أن31% من الذين شاركوا في أنشطة ذات علاقة بهجمات إرهابية هم من الذين إلتحقوا بالجامعات, وأن10% كانوا طلابا جامعيين حينما تم إعتقالهم, وأن اثنين من منفذي تفجيرات السابع من يوليو عام2005 في لندن كانا أيضا طالبين في جامعات لندن, ولا ننسي الطالب النيجيري عمر الفاروق عبدالمطلب الذي درس في جامعة لندن والمتهم بمحاولة تفجير نفسه علي متن طائرة الركاب في ديترويت بالولايات المتحدة في اعياد الميلاد في ديسمبر عام.2009 أما الخطر الأكبر الآن والذي يولد قلقا بالغا كما يؤكد بعض الخبراء- فهو تزايد التمويل الاجنبي للجامعات, الأمر الذي قد يخفي وراءه أغراضا سياسية قد تؤثر علي أداء المؤسسات الأكاديمية وحيادية رسالتها, ولعل العاصفة التي سببتها جامعة لندن للإقتصاد والعلوم السياسية خير دليل علي الفساد الخفي داخل بعض الجامعات البريطانية, فقد اتضح أن مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية والتنمية ممثلة في شخص سيف الإسلام القذافي قد تبرعت لمركز أبحاث الشئون الدبلوماسية والاستراتيجيات الدوليةIDEAS أفكار في هذه الجامعة بمبلغ4.2 مليون دولار, ثم وقعت علي عقد بمنح الجامعة3.52 مليون دولار أخري مقابل تدريب عدد من المسئولين الحكوميين الليبيين في الشئون الاقتصادية والسياسية, وفي وقت تعاني فيه الجامعات البريطانية شح المال نتيجة خفض ميزانيات الجامعات للحد من العجز في خزينة الدولة, وكمكافأة لهذا الكرم الليبي فقد منحت الجامعة في2009 شهادة الدكتوراه الفخرية لسيف الإسلام الذي كان قد حصل فيها علي شهادة الماجستير في الفلسفة السياسية عام2003 والدكتوراه عام2008, ورغم نفي إدارة الجامعة تلقيها أي أموال مشبوهة فإن مركزIDEAS أو أفكار نشر بيانا علي الإنترنت يؤكد فيه فتح تحقيق في المعلومات التي تؤكد أن سيف الإسلام قدم في رسالتيه للماجستير والدكتوراه خليطا من مواد مسروقة من آخرين ومواد أخري كتبتها له جهات أخري نيابة عنه مقابل المال.