لأنه اصبح رمزا عالميا للحرية ومزارا سياحيا للوفود من مختلف دول العالم, جاء قرار الدكتور عبدالقوي خليفة محافظ القاهرة بالبدء في وضع تخطيط شامل لميدان التحرير والمنطقة المحيطة به من حدود كورنيش النيل حتي القاهرة الخديوية. ملامح هذا التخطيط كما يقول محافظ القاهرة, لم تتبلور بعد ولا يوجد نموذج أو ماكيت تم اعداده حتي الآن لكن تم الاعلان عن فتح باب تلقي أي مفترحات للتطوير سواء من المواطنين أو المتخصصين في التخطيط والمفكرين والمثقفين. والاتجاه الغالب هو طرح مسابقة عالمية بالتعاون مع اليونيسكو حتي يتم الاستفادة بالخبرات والتجارب العالمية للدول المتقدمة في هذا المجال وندرس حاليا اجراءات طرح المسابقة. ومن هنا والكلام للمحافظ فإن العمل سيتم بالتوازي علي مرحلتين الأولي مرحلة تلقي الأفكار العامة أو التصميمات من مختلف الجهات والأفراد في مصر. والمرحلة الثانية تبدأ بدراسة هذه الأفكار من خلال متخصصين والاستفادة بما يصلح منها وهذا الاسلوب تم تطبيقه من قبل في اللوفر بباريس كما ان المسابقة العالمية لا يشترط فيها الالتزام الحرفي بتطبيق النموذج الفائز ولكن يمكن الاستفادة بأكثر من نموذج للوصول لتصميم يلائم الميدان والمنطقة وبالطبع حتي الآن لم تخصص ميزانية محددة للمشروع وليس لدينا مانع من الاستعانة باي منح أجنبية بالإضافة للتمويل الذاتي. ويوضح د. خليفة أن هناك تصورا عاما للتطوير يعتمد علي ابراز البعد التاريخي والمعماري للميدان والمنطقة المحيطة به والتي تمثل القاهرة الخديوية التي حرص الخديو اسماعيل علي ان يجعلها معماريا جزءا من باريس بالإضافة للتركيز علي ابراز الدور التاريخي والثقافي لميدان التحرير وربطه بالثورات التي شهدها الميدان وعلي رأسها ثورة52 يناير حتي يكون الميدان بمثابة متحف ثقافي يشرح تفاصيل الثورة للسائحين وللأجيال القادمة مع ابراز المتحف المصري كمكون رئيسي للمخطط نظرا لتاريخه وشهرته العالمية. منظومة التطوير المقترحة تشمل مداخل التحرير وشوارع مجلس الشعب وقصر العيني وشامبليون وطلعت حرب مع ربط هذه المحاور بنسق معماري واحد. والمخطط يشمل ايضا اعادة رصف وتشجير المنطقة بالكامل واجراء أي تعديلات مرورية.