مع احتدام الجدل داخل الادارة الامريكية حول عدد الجنود الامريكيين المقرر سحبهم من افغانستان في يوليو المقبل, حذر تقرير اعده الكونجرس الامريكي من ان افغانستان ستواجه ازمة اقتصادية خطيرة عندما تنسحب القوات الدولية منها عام2014 وذلك اذا لم تعد الادارة الامريكية. النظر في برنامج اعادة اعمار افغانستان الذي تقدر قيمته بمليارات الدولارات. وانتقد التقرير- الذي اعده ديمقراطيون بلجنة الشئون الخارجية بمجلس الشيوخ علي مدي عامين- البرنامج الامريكي لاعادة الاستقرار في افغانستان مشيرا الي ان البرنامج حقق نجاحا محدودا علي الرغم من انفاق نحو8,18 مليار دولار كمساعدات امريكية لافغانستان علي مدي10 سنوات. وذكر التقرير أن مشروعا ضمن البرنامج يسمح بتوزيع أكثر من100 ألف دولار شهريا علي القادة الإقليميين في أفغانستان, وهو ما يمثل عبئا ضخما علي التمويل, كما أن المسئولين المحليين غير قادرين علي الإنفاق بحكمة. ووجه التقرير انتقادات للبرنامج لكونه يشجع علي الفساد بسبب ضعف الإشراف, وانتقد خطة الحكومة الأفغانية لتولي مسئولية المشروع نظرا لأنها لا تمتلك القدرة المالية أو الإدارية. واضاف ان ما يقرب من80% من مساعدات الوكالة الامريكية للتنمية الدولية المخصصة لجنوب و شرق افغانستان استخدمت في اطار برنامج اعادة استقرار قصير الاجل بدلا من استخدامها في مشروعات تنموية طويلة الاجل. واشار الي ان اموال المساعدات التي تصرف في غير اوجهها تؤدي الي الفساد و اضطراب الاسواق وتقليص قدرة الحكومة الافغانية علي تولي المسئولية. وجاء في التقرير أن الأموال التي أنفقت علي برامج المساعدات يمكن أن تربك وتضر بالاقتصاديات المحلية, كما أنه ليس هناك دليل قوي علي استدامة نتائجها, وطالب التقرير الادارة الامريكية باعادة النظر في الطريقة التي تنفق بها اموال المساعدات في افغانستان والتي تعتمد فيها بقدر كبير علي المتعاقدين وتقدر قيمتها ب320 مليون دولار شهريا. وأوصي التقرير بضرورة عمل واشنطن مع الحكومة الافغانية علي وضع معايير محددة لمسألة الاجور و التوقف عن دفع الرواتب الضخمة للافغان والتي تعادل في كثير من الاحيان العمل لحساب حكومات اجنبية وشركات مقاولات, منوها الي خطورة تقرير البنك الدولي الذي كشف ان97% من اجمالي الناتج المحلي في افغانستان يأتي من المساعدات الدولية. واقترح التقرير ان ينفذ الكونجرس برنامج مساعدات متعدد السنوات, بالاضافة الي تفعيل عملية المراقبة والاشراف علي برنامج اعادة الاعمار بما يحقق توازنا يسمح بتفادي هبوط مفاجئ في المساعدات مما يؤدي الي ركود اقتصادي حاد الي جانب ضرورة اللجوء الي خطة طويلة الاجل لخفض تدريجي لمستوي المساعدات. ومن جانبه, أعلن ليون بانيتا رئيس وكالة المخابرات المركزية الامريكية( سي.آي.إيه) و المرشح لتولي وزارة الدفاع خلفا لروبرت جيتس, تأييده لما وصفه بانسحاب مسئول لقوات امريكية من افغانستان في يوليو المقبل, ولكنه لم يوضح موقفه من اعلان البيت الابيض عن نية اوباما الاعلان عن خفض حقيقي لاعداد الجنود.وقال بانيتا امام لجنة بالكونجرس ان الولاياتالمتحدة حققت ما يكفي في حربها في افغانستان إلا ان مسألة حجم ووتيرة الانسحاب لابد ان تعتمد علي الظروف علي الارض. جاء ذلك في الوقت الذي طالب فيه رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الامريكي كارل لفين الرئيس اوباما بسحب15 ألف جندي امريكي من افغانستان عل الاقل بحلول نهاية العام الجاري.