"المذيعة التي تحرشوا بها منذ يومين في ميدان التحرير في الحقيقة كانت تصور جمعة العمل.. وكان في خلفيتها مجموعة من الشبان التي لا يتجاوز عمرهم العشرين.. بصراحة عيال "مبرشمة".. أرادوا أن تصورهم المذيعة وتجري حديث معهم.. فرفضت.. فتحرشوا بها وقالوا مذيعة يهودية.. وفي ثوان بسيطة الميدان انقلب والكل كان يتحدث عن المذيعة اليهودية.. وهي مصرية مسيحية تدعى ماريان عبده.. تحرشوا بها ومزقوا ملابسها.. إلى أن أنقذها ضابط شهم".. هذه كانت كلمات زميلي المصور الصحفي موسى محمود الشاهد على الأحداث بعدسته. قال لي زميلي: "على فكرة التحرش الآن يتم في وضح النهار.. أنا كل يوم بشوفه بعيني.. عيال بلطجية لا تخشى أحد.. عندهم القدرة أن يجردوا إمرأة من ملابسها عارية أمام الجميع". عندما فكرت في الكتابة للتعليق علي كلام زميلي، أريد أن أركز على شيئا واحدا وهو الربط بين ارتداء الحجاب وتغطية جسد المرأة وقلة التعرض للتحرش الجنسي، فذلك غير صحيح، بدليل أن النساء المحجبات في مصر يتعرضن أيضا للتحرش، لماذا يتحرش الرجال في مصر بالنساء؟.. ببساطة شديدة، هم رجال غير مهذبين ويستخفوا بمسؤوليتهم تجاه سلوكياتهم. دائما ما يعزي الرجال وبعض النساء أسباب التحرش للمرأة وطريقة لبسها.. وأقول لهم: لا تلقون باللوم علي المرأة دائما، فالمرأة المحجبة أيضا لم تسلم، ويتم التعرض لها بالنظر أو بالهمس ببعض الكلمات "يا جميل..يا قمر..إلخ من قاموس المعاكسات المصري الشهير". ما الذي يحدث في مجتمعنا العربي.. ألم يعد هناك نخوة أو رجولة.. لماذا تصمت النساء ولا تثور في وجه هؤلاء الجوعى؟ لابد أن تكون المرأة أيضا "بلطجية" في مثل هذه المواقف، فلابد لمواجهة التحرش والمعاكسات، ردع هؤلاء بالشتم، لأنه في بعض الأحيان يعتقد هؤلاء المرضى من الرجال، أن المرأة عندما تسمع مثل هذا الكلام تكون سعيدة, لكن إذا فكر أحدهم ولو للحظة أن هذه المرأة هي أخته أو أمه، فلن يجرؤ على ارتكاب مثل هذه الحماقات.. مع الأسف نحن النساء ضحية مجتمعات شرقية مريضة بالأفكار التي تضع المرأة في قالب لا يخرج عن الجنس بالنسبة للرجل، لا ينظر إلى عقلها، كما لو كانت لا تمتلك! ما حدث للزميلة المذيعة وإن كنت لا أعرفها، وارد أن يحدث لأي واحدة فينا وما أخلص إليه هنا أن الأمور لن تتغير إلا إذا غير الناس مفهومهم عن المرأة وتعلموا احترام عقلها، يقول سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم". ومربط الفرس يكمن في أنه لا يوجد قانون رادع للتحرش الجنسي في مصر، كما أن الشرطة في الأغلب ترفض تسجيل شكاوي السيدات، بل وهناك بعض رجال الشرطة أنفسهم يتحرشون بالنساء، ومن ثم أتساءل: هل أمان المرأة بعيد عن دائرة الأولوية في مصر الآن، ومتى سيكون هناك قانون (بجد) لردع هؤلاء البلطجية؟؟؟ [email protected] المزيد من مقالات ريهام مازن