تولي وزارة الخارجية اهتماما كبيرا بالعلاقات المصرية الإفريقية عقب ثورة25 يناير في ضوء الزيارات الأخيرة التي قام بها رئيس الوزراء عصام شرف إلي كل من إثيوبيا وأوغندا, والتي أسفرت عن نتائج مهمة. وتم الاتفاق علي فتح صفحة جديدة مع هذه الدول أساسها الشفافية والحرص علي المصالح المتبادلة, وكان أكبر دليل علي ذلك اهتمام رئيس الوزراء المصري بحضور حفل تنصيب الرئيس موسيفيني, وإجراء محادثات ثنائية بهدف تعزيز العلاقات والارتقاء بها, وفي إثيوبيا أيضا التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالأمن القومي المصري, حرص رئيس الوزراء الديناميكي علي اصطحاب معه وزراء الخارجية والتعاون الدولي والتخطيط والطاقة والري ورئيس هيئة الاستثمار لتجسيد حجم العلاقات بين مصر وإثيوبيا ولنقلها إلي آفاق جديدة في مجالات الاقتصاد والاستثمارات والسياسة الخارجية. وأسفرت هذه الزيارة التاريخية عن توقيع اتفاقية مهمة بين رئيس اتحاد الغرف التجارية المصري والإفريقي ورئيس الغرفة التجارية الإثيوبي, ومن أهم نتائج المحطة الإثيوبية الاتفاق علي إنشاء لجنة من الخبراء المصريين والسودانيين والإثيوبيين وخبراء دوليين لبحث موضوع سد الألفية المعني بتوليد الكهرباء والالتزام بقيام دراسة حول آثار هذا السد الذي يثير جدلا كبيرا, حتي انه يقال إن نتائجه سوف تكون سلبية ليس فقط علي مصر وإنما علي إثيوبيا أيضا. وخلال هذا التحرك المصري المهم, تم الاتفاق علي تنظيم عملية التعاون بين دول حوض النيل في ضوء مطالبة الدول الإفريقية بإقرار المساواة بينها إزاء حصص المياه. وتشهد وزارة الخارجية توجها واضحا وقويا لتنشيط العلاقات الدبلوماسية مع الدول الإفريقية الخارجية, وقد يتطلب ذلك تعيين وزير دولة للشئون الخارجية إلي جانب وزير الخارجية لإعطاء دفعة قوية للعلاقات المصرية الإفريقية التي تعتبر حجر زاوية مصالحنا المشتركة والمتبادلة مع إفريقيا علي غرار الجهد الذي بذله الدكتور بطرس غالي وزير الدولة للشئون الخارجية في حقبة زمنية سالفة من تاريخنا المعاصر, وتزخر الخارجية المصرية بخبراء وسفراء متميزين في هذا المجال الحيوي, وعلي رأسهم السفيرة مني عمر والسفير إبراهيم حسن والسيد محمد حجازي, وهكذا سوف نبني علي الجهد والانجازات التي تم احرازها من قبل لتتبوأ مصر موقعها من جديد في إفريقيا وبالذات أننا لمسنا أخيرا نجاح الدبلوماسية الشعبية والمجتمع المدني في التواصل مع القارة الإفريقية التي كانت دائما بوصلتها متجهة إلي اختها الكبري مصر وجدانيا وعاطفيا, وتبقي أن ندعم العلاقات البرلمانية بين مصر والقارة الإفريقية عقب الانتخابات البرلمانية الرئاسية إلي جانب تدعيم العلاقات الإعلامية التي لها أكبر أثر في تعزيز العلاقات بين الشعوب. ولاشك أن مشاركة رئيس الوزراء المصري في قمة إفريقيا الثلاثية بجنوب إفريقيا التي تضم في رحابها جميع التجمعات الاقتصادية الإفريقية سوف يسهم في تحقيق أهداف مصر المنشودة في إفريقيا. كما أن قمة الهند إفريقيا بأديس أبابا اتاحت لوزيرة التعاون الدولي والتخطيط التي رأست وفد مصر في تلك القمة ولمساعدة وزير الخارجية للشئون الإفريقية السفيرة اليقظة مني عمر التي ترأست وفد مصر في المؤتمر الوزاري بإفريقيا علي أحسن وجه. ومصر لا تدخر جهدا حاليا في إفريقيا, فلقد شاركت في مؤتمر الكوميسا, ذلك التجمع التجاري المهم بالنسبة لمصر, كما سوف يشهد شهر يونيو المقبل مشاورات إيطالية مصرية بخصوص إفريقيا بروما إلي جانب اجتماع مجموعة الاتصال الخاصة بالسودان بكمبالا, والذي سوف تشارك فيه مصر. ومرحبا بعودة الوعي المصري إلي إفريقيا الواعدة. المزيد من مقالات عائشة عبد الغفار