بالرغم من الدور المهم الذي يجب ان تقوم به وسائل الاعلام في ظل الأزمات والمهمة الأساسية له في إخبار وإعلام الرأي العام بالحقيقة, إلا انه في الفترة الماضية أصبح لبعض وسائل الاعلام دور آخر في إثارة الفتنة والبلبلة بل والتحريض في بعض الأحيان. متناسين دورهم في تقديم الحقيقة والتأكد من صحة ودقة المعلومات التي يطرحونها علي الجمهور مما دفع المجلس العسكري الي التشديد علي أهمية دور الاعلام وضرورة توخيه الدقة فيما ينشره من أخبار ومعلومات حتي إن جهاز الكسب غير المشروع أعلن عن اتخاذه لإجراءات حاسمة ضد مجموعة من المواقع الالكترونية والقنوات الفضائية لنشرها معلومات خاطئة عن التحقيقات التي يجريها الجهاز مما يؤثر علي سرية التحقيقات وسلامتها ووضع الاعلاميون عددا من الضوابط التي يجب أن تتبعها وسائل الإعلام خاصة في ظل الأحداث والظروف التي تمر بها البلاد وفي البداية يري الدكتور محمد فائق وزير الاعلام الاسبق أن هناك دورا كبيرا جدا يقع علي عاتق الاعلام خاصة في حل الأزمات والمشكلات التي تواجه المجتمع مثل موضوع الفتنة الطائفية ولكن علي الاعلامي أن يعي هذا الدور وهذه المسئولية والا ينساق في مقابل تحقيق السبق أو الانفراد خبر أو معلومة من شأنها أن تزيد من الأحقاد فهناك جهات إعلامية تسارع بنشر بعض المعلومات الخاصة بالفساد أو بمشاكل المجتمع فلماذا لاتقدمها أولا إلي جهات التحقيق وعندها تعرضها علي الجمهور مصحوبة بالإجراءات التي تتم ضد مرتكبي هذا الجرم. أما الدكتور صفوت العالم استاذ الاعلام فيؤكد ضرورة تميز التناول الإعلامي للقضاياالشائكة والازمات بعدة خصائص أهمها هو التوازن خاصة في نوعية المصادر والا تكتفي الوسيلة الاعلامية بمن يمثل اتجاها واحدا فقط دون تناول باقي المصادر كما لابد ان يهتم الاعلام المقروء بان تعبر العناوين بدقة عن المحتوي لان هناك عناوين يساء فهمها مثل عنوان تناولته إحدي الصحف يفيد بوجود المئات من المسلمات في الكنائس والحقيقة ان المعني داخل الموضوع نفسه يشير الي ان المسلمات يذهبن للعلاج في المستوصفات أو المستشفيات التابعة للكنائس ولايجدن حرجا في العلاج علي يد طبيب مسيحي الديانة. ويشدد الدكتور صفوت علي ضرورة تريث الاعلامي في نشر المعلومات غير الدقيقة التي قد تمثل شائعة وايضا التريث في نقل المعلومات من وسائل الاعلام العامة مثل الانترنت لانه عادة مايعبر عن فرد واحد قد يكون مهووسا أو حاد الطباع أو يكون له هدف مغرض وقال: علي الاعلامي ان يساهم بنشره للمعلومات والحقائق في تقريب وجهات النظر وليس اثارة البلبلة والفتنة وهذا يتطلب وجود اخلاقيا حقيقيا ومتابعة جيدة ومراجعة لما يتم بثه من المواد الاعلامية من قبل الخبراء في كل وسيلة من وسائل الاعلام. اما الدكتور حسن مكاوي وكيل كلية الاعلام لشئون التعليم والطلاب فيري أن الاعلام المصري كله بعد الثورة يفتقد تماما الي الرؤية ويعيش حالة من التخبط حتي ان بعض الاعلاميين يقومو بالتضليل والمبالغة غير المبررة وربما يرجع ذلك الي عدم وجود وزارة للاعلام فلاتوجد رؤية واضحة للعاملين به أو سياسة عامة يتبعونها وهذا لايعني عودة الرقابة المشددة علي وسائل الاعلام ولكن هناك عدد من الاساسيات التي لابد من الالتزام بها وهذا معمول به حتي في اكثر النماذج الاعلامية الحرة في الولاياتالمتحدةالامريكية فعلي سبيل المثال نجد وسائل الاعلام تستضيف خريجي السجون الذين كانوا متهمين بالقتل والاغتيال لمدة ساعات علي الهواء. كذلك هناك عدد من الجرائد تنشر اخبار الرئيس السابق وزوجته متضمنة رأي الكاتب الذي به قدر من الشماتة والتشفي وهذا ليس دور الاعلامي بالاضافة الي انه ينتفي مع روح الثورة لانها ليست روح انتقامية ولايختلف الوضع كثيرا عند الحديث عن الفتنة الطائفية ونجد الفضائيات تستصيف ابناء الطائفتين ليحدثوا نوعا من الانشقاق بين ابناء الطائفة الواحد فما بلنا باصحاب الديانات الأخري. ويطالب الدكتور مكاوي بضرورة وضع ميثاق الشرف المهني ووضع المعايير الاخلاقية وايضا سرعة انشاء نقابة للاعلاميين لكي تساهم في ضبط الاداء الاعلامي. الدكتورة ماجي الحلواني العميد السابق لاعلام القاهرة اكدت ضرورة وضع الاعلامي لهدف واحد دائما نصب عينيه وهو مصلحة البلاد وان يتوخي المصدقية والامانة ولايختلق اخبار غير صحيحة ليحقق رواجا أو كسبا علي حساب استقرار البلاد وايضا عليه ان يختار المصادر الواعية والمستنيرة لتدلي برأيها بعيدا عن تلك التي تثير المشاعر وتزيد الموقف اشتعالا وهناك زيادة في الاخبار والموضوعات غير الحقيقية بالاضافة الي وسائل الاعلام الالكتروني التي يكتب فيها الناس ما يشاءون دون تدقيق. الاعلامية بثينة كامل تري ان غياب الشفافية وغياب حرية تداول المعلومات وايضا عدم نشر المسئولين للحقائق أو سرعة عرضها للجمهور ووسائل الاعلام من خلال المؤتمرات الصحفية وعرض الحقائق بشكل كامل هي اهم اسباب ظهور الشائعات وتغذيتها في وسائل الاعلام وتري أنه قبل إلقاء اللوم علي وسائل الاعلام المتطرفة التي يستغلها اصحاب المصالح الشخصية لتحقيق المكاسب الخاصة عن طريق نشر هذه الشائعات فلابد ان يعاد النظر في وسائل الاعلام الاخري ولذلك علي الاعلام المصري ان يطور نفسه وان يتبني مبدأ الشفافية وحرية تداول المعلومات وعرض كل وجهات النظر في اي حدث.