شهدت الأوضاع اليمنية تطورا خطيرا حيث أتسعت رقعة الاشتباكات والمواجهات المسلحة في العديد من المناطق سواء بالعاصمة صنعاء أو بالمناطق الجنوبية. حيث أقدمت قوات الأمن علي القيام بحملة قمع فتاكة ضد المحتجين السلميين في محافظة تعز, بينما إنهار هدوء نسبي بين قوات الأمن و أنصار الشيخ صالح الأحمر شيخ مشايخ قبيلة حاشد اليمنية في صنعاء, في حين قتل4 جنود بينهم ضابط برتبة عقيد, في كمين مسلح نصبه مسلحون يعتقد بأنهم من عناصر القاعدة, علي مشارف مدينة زنجبار. وقد عاشت مدينة تعز الجنوبية ليلة دامية إثر ارتكاب مجزرة وحشية بحق المعتصمين سلميا الذين يطالبون برحيل الرئيس علي عبد الله صالح منذ أكثر من أربعة أشهر حيث قتل أكثر من20 مدنيا في حصيلة أولية وأصيب أكثر من200 بالرصاص الحي والغازات والقنابل المسيلة للدموع, جراء فض قوات الأمن والحرس الجمهوري ساحة الحرية بتعز بالقوة في عملية استغرقت عشر ساعات, بينما وجه المعتصمون نداء استغاثة عاجلا إلي المنظمات الدولية للتدخل لدي النظام اليمني لوقف الهجوم عليهم. و ذكرت قناة العربية الإخبارية أن قوات الأمن اعتقلت نحو37 من الجرحي من المستشفيات واقتادتهم الي جهة غير معلومة. واشارت مصار محلية إلي أن قوات الأمن اليمنية استخدمت حتي ساعة مبكرة من فجر أمس الرصاص الحي والقنابل الغازية, والمصفحات والأطقم العسكرية في عملية الاقتحام, وقامت بجرف الخيام في الساحة, وإضرام النار فيها, كما أحرقت فندقا كان يقيم فيه مجموعة من الصحفيين, بالإضافة إلي المستشفي الميداني للساحة, في حين تفرق المعتصمون في الشوارع المحيطة بالساحة ولم يتمكنوا من العودة إليها حتي الصباح, و قامت قوات الأمن بعد ذلك بإغلاق جميع الشوارع القريبة من الساحة. وذكرت مصادر محلية أن الشباب الثوار اعتقلوا أحد الجنود وأعلنوا عدم إطلاق سراحه قبل الإفراج عن زملائهم, وأن عددا من جنود الحرس الجمهوري انضموا في الوقت نفسه إلي الثوار في الساحة, فيما يبدو أنه استجابة للبيان رقم واحد الذي صدر اليوم في دعوة إلي الانشقاق عن النظام. وتقول مصادر طبية لراديو هيئة الإذاعة البريطانية( بي بي سي) إن المستشفي الميداني لم يسلم من الهجوم حيث وصلت عدة طلقات نارية إليه وضرب بالقنابل المسيلة للدموع. من جانبه, برر مصدر أمني حكومي في محافظة تعز هذه العملية بقوله: إن مجاميع مسلحة من أحزاب اللقاء المشترك المعارض اقدمت علي مهاجمة مبني مديرية القاهرة والمنطقة الأمنية فيها وقامت بإحراق عدد من السيارات وكذا اطلاق النار بكثافة ومن أسلحة مختلفة مما أسفر عن اصابة العديد من رجال الأمن, كما قامت تلك المجاميع باختطاف ثلاثة جنود إلي ساحة الاعتصام ومن ثم تعذيبهم. وأضاف المصدر أن زملاء الجنود المخطوفين وفور علمهم بما يتعرض له زملاؤهم من تعذيب علي يد عناصر المشترك بادروا من أنفسهم الي دخول ساحة الاعتصام وتحرير زملائهم ومن ثم إخلاء الساحة من مثيري الشغب والتخريب ومرتكبي أعمال القتل والاعتداءات علي المواطنين. وفي صنعاء: تجددت الاشتباكات طوال ليلة أمس الأول بين المسلحين من أتباع الشيخ صادق الأحمر شيخ مشايخ قبيلة حاشد اليمنية وقوات الامن في حي الحصبة, وسمع دوي سبع انفجارات قوية واصوات اشتباكات بين قوات الامن والمسلحين, وسط أنباء عن فشل توصل لجنة الوساطة إلي التوقيع علي اتفاق لوقف إطلاق النار بصورة كاملة بين الجانبين. وأكدت مصادر محلية أن قوات الحرس الجمهوري المتمركزة في مديرية أرحب القريبة من صنعاء قامت بقصف عشوائي استهدف مناطق متفرقة بعضها كانت بالقرب من مخيم الاعتصام, كما قامت القوات الحكومية في جبل الصمع ومنطقة الفريجة بتنفيذ قصف مدفعي وصاروخي عشوائي استهدف مساكن وقري المواطنين من أبناء أرحب. وفي السياق نفسه, قتل أربعة جنود بينهم ضابط برتبة عقيد, في كمين مسلح نصبه مسلحون يعتقد بأنهم من عناصر القاعدة, فجر أمس علي مشارف مدينة زنجبار بمحافظة أبين جنوب البلاد. وأوضح مصدر أمني أن قوة من التعزيزات العسكرية كانت في طريقها من عدن إلي أبين تعرضت لكمين نصبته عناصر القاعدة علي بعد كيلو متر واحد من مدينة زنجبار. وأعلنت مصادر الجيش اليمني أن قواته واصلت صباح أمس قصفها العنيف لوسط مدينة زنجبار مستهدفة عناصر القاعدة فيما شارك عدد من القطع البحرية التي تمركزت علي سواحل المدينة في عمليات القصف في ظل تواصل نزوح الأهالي عنها. وأكدت مصادر محلية في أبين أن تعزيزات عسكرية تمكنت من استعادة النقاط التي كانت قد سيطرت عليها ميليشيات القاعدة علي مداخل مدينة زنجبار, كما طهرت قوات الجيش والأمن في ساحات ملعب الوحدة وتضرب حصارا علي بعض المنشآت التي تتحصن فيها تلك العناصر. وقد اعتبر مصدر أمني مسئول بوزارة الداخلية اليمنية أن أتهامات تحالف أحزاب اللقاء المشترك( المعارضة) لصالح بالسماح بتسليم مدينة زنجبار عاصمة أبين لتنظيم القاعدة يهدف الي التغطية علي مخططهم التخريبي والعدواني الذي شمل عددا من المحافظات اليمنية. وقال المصدر- في بيان أمس- إنه لمن السذاجة أن يتحدث هؤلاء عن ذلك فالجميع يعلم بأن تنظيم القاعدة هو اليوم الحليف الوثيق للمشترك ومن معهم وأنهم من يقومون بالعبث بالأمن والاستقرار لإثارة الفوضي والعنف لتمرير مخططهم الانقلابي علي الشرعية الدستورية والانقضاض علي السلطة. و كان زعماء المعارضة قد أتهموا الرئيس صالح بالسماح بسقوط مدينة زنجبار المطلة علي خليج عدن في أيدي القاعدة لإثارة القلق في المنطقة في مسعي من جانبه للحصول علي مساندة. وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي توقعت مصادر سياسية بصنعاء عودة الدكتور عبداللطيف الزياني أمين عام مجلس التعاون الخليجي في زيارة مرتقبة الي صنعاء في محاولة خليجية جديدة لإقناع الأطراف اليمنية بالتوقيع علي مبادرة نقل السلطة.