محاولات متعددة لطلاب الجامعات للمساهمة في تطوير مصر, ولا ينتظرون المقابل سوي أن يروا بلادهم متقدمة سواء علي الجانب السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو الفني فكم من شباب قاموا بجهودهم الذاتية بتشجير وتنظيف الشوارع بعد الثورة دون أن يكون عليهم رقابة من أحد غير عزيمتهم وارادتهم وإيمانهم بالقضية التي يدافعون من أجلها, وكم منهم قاموا بتجسيد هذه الثورة بكلمات وأغان كانت بمثابة الدعم للثوار في ميدان التحرير وكم من طلاب جامعيين قاموا باختلاف تياراتهم السياسية بالدفاع عن مبادئهم وافكارهم عن طريق تنظيم الوقفات الاحتجاجية والمسيرات السلمية. ومن خلال هذا التحقيق تحاول الصفحة أن تلقي الضوء علي بعض الأنشطة الابداعية التي يقوم بها الشباب وتتساءل في نفس الوقت لماذا لا يتبني المسئولون ورجال الأعمال الشرفاء والمجتمع الصناعي والانتاجي هؤلاء الشباب اصحاب الموهبة الحقيقية, فهؤلاء الشباب قوة جبارة يمكن توظيفها لخدمة المجتمع بدلا من اهدارهم أو أن يصبحوا علي قائمة العاطلين بعد تخرجهم في جامعاتهم. ومن الأمثلة علي الابداعات التي قام بها الشباب ما قام به طلاب كلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان عندما زينوا عددا من الأماكن بكورنيش حلوان, وعلقت عليه الدكتورة سهير عثمان وكيل كلية الفنون التطبيقية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة قائلة إنه تأكيدا للدور الذي تقوم به الكلية في المشاركة المجتمعية داخل وخارج الكلية والمساهمة في رقي الفكر وتنمية الذوق والقيم الجمالية البيئة, تم عقد بروتوكول تعاون بين الكلية وجامعة حلوان تم بمقتضاه أن قام نحو20طالبا من طلاب الكلية بتنفيذ جداريات بتقنيات الموازييك والخزف في ركن فاروق بمدخل المحافظة, بالإضافة إلي تجميل الميادين الرئيسية بالمحافظة بالأعمال النحتية المسطحة والمجسمة وعمل الشلالات والنافورات والممرات داخل وخارج الحدائق. ومن نماذج الشباب المشرفة في المجتمع المصري رابطة فناني الثورة وهي رابطة شعراء وكتاب وفنانين تشكيليين وموسيقيين وممثلين ومخرجين لديهم رسالة ملموسة تحمل الكثير من المعاني سخروا ما لديهم من طاقة فنية لدعم صمود وثبات وعزيمة وا صرار ثوار25يناير, كما استطاعت هذه الرابطة أن تجسد الأحداث التي مرت عليهم في ميدان التحرير, فكانت اللوحات مواكبة للأحداث لحظة بلحظة وكأنها ترجمة فعلية ومرئية للمعتصمين, ولم يكتفوا بذلك بل ساهموا في توعية المجتمع بفنهم وأفكارهم. وقال محمد صبري التراس رئيس مجلس إدارة الرابطة انها تهدف إلي تعليم مباديء الثورة إلي المجتمع والمتمثلة في الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية, بالإضافة إلي الارتقاء بالمستوي الثقافي والفني بالمجتمع ورعاية الموهوبين وتنمية قدراتهم وتنشيط السياحة عن طريق تقديم الفن الراقي بالاعتماد علي احترام عاداتنا وتقاليدنا الشرقية. وأشار إلي أنهم نظموا العديد من المعارض مع بداية الثورة في قصر الأمير طاز التابع لصندوق التنمية الثقافية وقصر ثقافة الجيزة التابع لهيئة قصور الثقافة ومحطة السادات بمترو الانفاق وأخيرا معرضهم في قصر محمد علي بالمنيل, وأضاف أن كل هذه المعارض تتم بالجهود الذاتية للشباب والتبرعات, لذلك تطلب الرابطة الآن من وزارة الثقافة أن تدعمها ماديا عن طريق توفير الخامات وأدوات الفن التشكيلي اللازمة لعمل اللوحات الفنية, بالإضافة إلي توفير مقر يقومون بعرض منتجاتهم فيه.