أكد الدكتور نبيل العربي وزير الخارجية ورئيس المؤتمر الوزاري السادس عشر لحركة عدم الانحياز أمس أن مصر الثورة التي جددت روح الحرية والكرامة وقامت علي الديمقراطية والعدالة الاجتماعية واحترام حقوق الانسان, قادرة علي دفع جهود حركة عدم الانحياز نحو المزيد من الانجازات في المستقبل. وقدم العربي تقرير أداء مفصل لنشاط الرئاسة المصرية للحركة لما تم وما يجري تنفيذه من خطة عمل شرم الشيخ منذ انعقاد مؤتمر القمة الخامسة عشرة للحركة في مدينة شرم الشيخ يومي15 و16 يوليو عام2009 وحتي انعقاد المؤتمر الحالي. وقال العربي, في كلمة مصر أمام الاجتماع الوزاري السادس عشر لحركة عدم الانحياز في بالي بإندونيسيا, إن ما تشهده مصر عقب ثورتها العظيمة في25 يناير من إصلاحات دستورية وسياسية واقتصادية لتحقيق الديمقراطية الحقيقية والنمو الاقتصادي والعدالة الاجتماعية لشعبها سيضاعف من قدرتها علي القيام بدورها التاريخي تجاه حركة عدم الانحياز وسيعزز من سعيها نحو تحقيق السلام والأمن والاستقرار في العالم وفي كفاحها لتحقيق تنمية مستدامة لمصلحة دول الجنوب كافة. وأكد مجددا مساندة مصر وحركة عدم الانحياز الكاملة للشعب الفلسطيني الشقيق في سعيه المشروع نحو استعادة وممارسة كل حقوقه غير القابلة للتصرف وفي مقدمتها حقه الأصيل في اقامته دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدسالشرقية. وتابع العربي أنه حان الوقت لتغيير نهج مساعي السلام ويكفي الوقت الذي ضاع وراء سراب ما أطلق عليه مسيرة السلام, وأن المطلوب الآن هو تحقيق السلام بالعمل علي انهاء الصراع بدلا من الاكتفاء بالسعي لادارة النزاع. وأضاف أن دول حركة عدم الانحياز ستعقد اجتماعا خاصا خلال فعاليات المؤتمر للنظر في أوضاع الفلسطينيين في السجون والمعتقلات الإسرائيلية تأكيدا من دول الحركة علي محورية هذه القضية ضمن مفاوضات التسوية النهائية. ودعا العربي إلي ضرورة إصلاح الأممالمتحدة ومجلس الأمن, مؤكدا أن الحكم الرشيد علي المستوي الدولي في حاجة إلي إعادة النظر في قواعده الرئيسية. وقال العربي, في كلمة أمام الجلسة الأولي للمؤتمر, إن تقرير الأداء عن خطة العمل التي تقع في حوالي50 صفحة يعكس كافة أنشطة الحركة في المحافل الدولية المختلفة تنفيذا لجميع الوثائق الصادرة عن قمة شرم الشيخ وتتضمن الوثيقة الختامية للقمة بالتفصيل. وأضاف أن التقرير يعكس أيضا مواقف حركة عدم الانحياز بالنسبة لكل الموضوعات المشتركة للدول الاعضاء علي المستوي الدولي سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وهو ما ينطبق علي اعلان شرم الشيخ بشأن التعامل مع كل القضايا المعاصرة, كما يتضمن التقرير نشاط الرئاسة المصرية في تنفيذ النصوص الواردة في الاعلان الخاص بانهاء الحصار الاقتصادي والتجاري والمالي المفروض من الولاياتالمتحدةالامريكية علي كوبا. ويؤكد التقرير أهمية استمرار التعاون والتنسيق بين حركة عدم الانحياز ومجموعة ال7 والصين من خلال لجنة التنسيق المشتركة, وأن هذا التنسيق ينصرف الي الموضوعات ذات الاهتمام المشترك لهذين التجمعين, وذلك تحقيقا لاهداف وتطلعات الدول النامية لما فيه مصلحة شعوبها. وعقب انتهاء الوزير العربي من كلمته, قوبل بعاصفة من التصفيق وهو ما يعني اعتماد التقرير والموافقة عليه من قبل أعضاء المؤتمر. وكانت الجلسة قد شهدت إلقاء كلمات من أعضاء الوفود, وتم خلالها اعتماد عضوية كل من أذربيجان وجزر فيجي في حركة عدم الانحياز, وألقي وزيرا خارجية البلدين كلمة عبرا خلالها عن امتنانهما للحركة وأعلنا التزامهما بمبادئها وأهدافها. كما اعتمد الوفود خلال الجلسة إعلان بالي لحركة عدم الانحياز والذي يحدد الأهداف والخطوات الرئيسية للتعامل مع التحديات المعاصرة. وحرص وزراء خارجية ورؤساء الوفود المشاركة في مؤتمر عدم الانحياز علي الإشادة بالجهود المصرية ودعمها المتواصل لقضايا حركة عدم الانحياز ورئاستها وإدارتها للحركة وخطة العمل التي وضعتها مصر منذ قمة شرم الشيخ لحركة عدم الانحياز. كما أشادت الوفود باتفاق المصالحة الفلسطينية الذي تم بالقاهرة أخيرا. وكان الرئيس الإندونيسي سوسيلو بامبانج يوويونو قد ألقي كلمة الافتتاح الرئيسية في مؤتمر حركة عدم الإنحياز الذي يعقد بمدينة بالي بحضور وفود148 دولة و13 دولة بصفة مراقب و20 دولة كضيف, وجه في بدايتها الشكر لمصر علي جهودها من خلال رئاستها لحركة عدم الانحياز وجهودها علي مدي الخمسين عاما الماضية من أجل دعم ومساندة قضايا عدم الانحياز. ودعا يودويونو إلي تشجيع القوي الكبري علي الحفاظ علي الاستقرار وعلاقات التعاون, والمساعدة في ضمان ألا تؤدي التغيرات في موازين القوي إلي توتر استراتيجي, بالإضافة إلي تشجيع إقامة عملية تعاون أمني حتي يصبح الأعداء أصدقاء والأصدقاء شركاء, كما طالب بالنزع الشامل للسلاح النووي, وتشجيع كافة الدول علي حل منازعاتها وصراعاتها بالحوار والمفاوضات والوسائل السلمية. وفي وقت سابق استقبل الرئيس الاندونيسي الوزير العربي وجوزيف دايس رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة. وجري خلال اللقاء استعراض الاوضاع العالمية وخاصة الوضع بالنسبة لحركة عدم الانحياز وعلي هامش المؤتمر, اجتمع الدكتور نبيل العربي وزير الخارجية ورئيس المجلس الوزاري لحركة عدم الانحياز مع وزير خارجية إيران علي أكبر صالحي والذي ترأس بلاده حركة عدم الانحياز في عام2012. وصرح العربي بأنه تم التطرق خلال الاجتماع للحديث عن العلاقات الثنائية بين مصر وايران وأنه أبلغ الوزير الإيراني بأن مصر تفتح صفحة جديدة مع الجميع وأن مصر ليس لديها الرغبة في أن يكون لديها أي نوع من العداوات في العالم. وأشار إلي أنه تم الحديث عن موضوع رفع العلاقات الدبلوماسية إلي مستوي السفراء, وقال إن هذا الموضوع ليس وقته الآن وسوف يعرض علي البرلمان المصري. وفي تصريحات للصحفيين علي هامش المؤتمر, أكد العربي أن المطلوب هو إنهاء الاحتلال الاسرائيلي وتحقيق السلام بالعمل علي إنهاء الصراع وإقامة الدولة الفلسطينية علي حدود عام1967 وبناء علي حل الدولتين. وردا علي سؤال حول ما ردده بنيامين نيتانياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية بشأن حاجة إسرائيل للأمن, قال العربي إنه بعيدا عن تسمية دولة ما فإن تحقيق الأمن لأي دولة لاينبغي أن يقابله انعدام الأمن في أخري. وأضاف أننا سنعمل علي تكثيف الاعتراف بالدولة الفلسطينية من جانب دول حركة عدم الانحياز حيث إن هناك29 دولة عضو في الحركة لم تعترف بفلسطين.