بعد24 ساعة من إذاعة تقرير سري في صحيفتي النيويورك تايمز الأمريكية والجارديان البريطانية, عن انتهاكات لا يتصورها عقل ولا يمكن أن تحدث في أكثر دول العالم انحطاطا ارتكبت ضد مسلمين أبرياء في معتقل جوانتانامو. كانت الاحتفالات تنتشر في الشارع الأمريكي وبرقيات التهاني من أنحاء العالم تنهال علي الرئيس باراك أوباما من مختلف القارات, بعد نجاح القوات الأمريكية في افغانستان في قتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن العدو رقم واحد لأمريكا. كان أحد أهم أهداف الحرب الأمريكية علي الارهاب في افغانستان, القضاء علي بن لادن مفجر الارهاب في العالم علي حد قولهم ولم يكن فرض نظام ديمقراطي يحترم حقوق الانسان!. استغرق البحث عن زعيم القاعدة تسع سنوات استخدمت خلالها قوات الدولة الأمريكية العظمي مع قوات حلف الناتو, كل اسلحة الدمار الشامل وانفقت بلايين الدولارات وقتلت آلاف المدنيين الأفغان والعسكريين الأمريكيين, وربع ما أنفقته واشنطن وحلفاؤها من أموال كان يكفي لاعادة بناء المؤسسات التي دمرها طالبان خلال حكمه واقامة آلاف المدارس المدنية بدلا من الكتاتيب التي تزرع الارهاب في عقول الصغار, واعداد جيل جديد من شباب الافغان تلقي تعليما حديثا ينبذ الارهاب والتطرف الديني. قتلت القوات الأمريكية عدوها اللدود, في عملية استعراضية كان أوباما في أشد الحاجة إليها في حملته الانتخابية للرئاسة لفترة ثانية, لكن هل اغتيال بن لادن والقاء جثته في مياه البحر قد قضي علي الارهاب؟ مقتل بن لادن كان عملية انتقامية وثأرا لارضاء الرأي العام الأمريكي, وردا للكرامة الأمريكية التي داسها بن لادن والمتطرفون من أتباعه, والتقرير السري الذي نشر قبل مقتل بن لادن مباشرة بعنوان اسوأ الأسوأ حول759 معتقلا مسلما لاقوا أبشع أنواع التعذيب في المعتقل سيئ السمعة أكثر من نصفهم أبرياء أفرج عنهم بعد ان مورست ضدهم خلال استجوابهم كل الانتهاكات غير الانسانية وحاول اكثر من مائة سجين منهم الانتحار, يؤكد من جديد ان الولاياتالمتحدة التي تمارس الارهاب علي أرضها, لا يمكن ان تحارب الارهاب في الخارج, فاقد الشئ لا يعطيه. المزيد من أعمدة مصطفي سامي