مكالمة تليفونية قلقلة ومتوترة وخائفة علي مصر جاءتني من السيدة ليلي فهيم غالي صيدلانية من مدينة دسوق, وقالت لي أنت تساءلت في مقالك: من يحكم مصر؟..فهل تسمح بأن أجيب في رسالة؟. وصلتني الرسالة صباح يوم الأحداث المخيفة في إمبابة..وهي تحمل إجابة مواطنة مصرية من حقنا جميعا أن نسمعها.. مهما كنا نختلف معها في بعض النقاط أو كلها. تقول السيدة ليلي: حكومة رخوة برئاسة الدكتور شرف, وهو الذي بدأ بإضعاف سلطة الدولة, عندما قال لشباب الثورة في ميدان التحرير إنه يستمد سلطته منهم, كيف ولماذا وأين الدستور, نحن مدينون بالفضل لهؤلاء الشباب..لكن هذا موضوع والسلطة موضوع آخر. ومع أول مواجهة ظهر ضعف الدولة وسلطتها وهيبتها عند هدم كنيسة صول بأطفيح والاعتداء علي بيوت المسيحيين, ولم يلق القبض علي من قاموا بهذا العمل المشين, بالرغم من وجود شريط مسجل بالصوت والصورة وفيه وجوه المعتدين وأفعالهم وأقوالهم واضحة ومميزة جدا, أما حقيقة أن الجيش قبل مشكورا أن يعيد بناء الكنيسة, فأن ذلك ليس إرضاء للمسيحيين ومسح جراحهم فحسب وليس إنقاذا لسمعة الجيش أو الحكومة فقط, بل إنقاذلسمعة مصر كلها, والسؤال: لماذا لم يتم القبض علي المعتدين؟!, هل زال الجرم بإعادة بناء الكنيسة؟ وفي المواجهة الثانية التي قطع فيها آذن القبطي الصعيدي, ماذا حدث؟!, مجلس عرفي وصلح, وصرح المعتدي عليه: قبلت الصلح العرفي خوفا علي عائلتي, وهذا ليس صلحا بل خضوع, والحكومة قبلت بهذا, فصار خضوعا منها لسلطة تحدت سلطة الدولة وهيبتها, والسؤال مرة أخري عما إذا كانت الدولة قد تنازلت عن تطبيق القانون؟ أفهم أن يقابل شيخ الأزهر المعتدي عليه, موضحا أن الأزهر لا يوافق علي مهانة المسيحيين أو شعورهم بالقلق, لكن لمصلحة من لا يتم القبض علي المعتدين, ما هي الرسالة التي أعطيت للسلفيين بعد هذين الموقفين؟ أليس هو أن الاعتداء علي الأقباط مسموح به وأن الحكومة أوالدولة وبعض الكتاب يتولون التجميل والتصليح. ثم قنا والتهديد بقطع الكهرباء عن مصنع السكر ومصنع الألومنيوم والوجه البحري.. باختصار نحن أمام عصبة لا رادع لها ولا سلطة تخيفها ولا مصلحة مجتمع وضع في الاعتبار..فهل تحل الأزمة بيانات عن الوحدة الوطنية؟, هل ستظل الدولة مهزومة ولا تنفذ القانون؟ انتهت رسالة السيدة ليلي..لكن التساؤلات لم تنته بعد, والإجابات الصحيحة تنقذنا من السقوط في الهاوية! [email protected] المزيد من أعمدة نبيل عمر