بدأ توريد القمح المحلي بأسعار مناسبة لتشجيع الفلاح علي التوريد وكحافز علي زيادة غلة الفدان وتجويد نوعيته وهذا أمر مشكور للحكومة, لكن لابد أن يتزامن ذلك مع حسن التخزين في الصوامع وشون التخزين, فهو من الوجهة التجارية أداة تنظيمية بين العرض والطلب. , ومن الوجهة التموينية أداة تنظيمية بين الإنتاج والاستهلاك, كما أنه وسيلة أساسية تعتمد عليها الدولة لكي تضمن لسكانها حاجتهم من الغذاء وهو احتياط لابد منه لتؤمن الدولة حياة المجتمع. وتزداد الأهمية الاقتصادية لتخزين الحبوب في مثل حالتنا, حيث لا يتكافأ ما ننتجه مع ما نستهلكه, الأمر الذي يحتم علينا الاستيراد من الخارج أو اللجوء الي زراعة مساحات خارج حدود الدولة, لكي نستكمل نواحي النقص في انتاجنا. وهناك عدة طرق لتخزين الحبوب علي النطاق التجاري مثل الصوامع الأسمنتية والمعدنية وفي العراء, وهذه الطريقة التخزين في العراء تنتشر في بعض المحافظات وليس من المنطقي أن نترك هذه الثروة النفيسة في كثير من الشون للفئران والطيور والحيوانات مثل القطط والكلاب تعبث بها أو حتي للمطر والندي والعوامل الجوية مما يزيد نسبة الرطوبة فيه, الأمر الذي يشجع الفطريات علي غزوه, حيث تنمو عليه وتفرز به أخطر السموم التي تفتك بصحة الإنسان والمعروفة بالميكوتوكسينات أو الافلاتوكسينات التي تسبب أخطر الأمراض( السرطان) وتصيب معظم أجهزة الجسم تقريبا بهذا المرض اللعين. وهناك عدة دراسات أثبتت أن القمح المستورد ملوث بكثير من هذه الفطريات قد تتعدي90% وما تنتجه من سموم فطرية, وعلي العكس أثبتت الدراسة أن القمح المحلي لا تتجاوز نسبة تلوثه5% بهذه الفطريات, علاوة علي الخسارة المادية بسبب الفاقد نتيجة نمو الحشرات والآفات عليها مثل السوس أو القوارض والطيور والحيوانات الأخري ومخلفاتها.. وعليه فيجب أن نعمل علي زيادة الانتاج المحلي الآمن وتقليل المستورد بقدر الإمكان وأن نحافظ علي هذه الثروة.. ولا نهدرها بعد انتاجها لكي تكون مصدرا للصحة لا مصدرا للمرض, ويتم ذلك بإلغاء التخزين في العراء, ولو علي مراحل ثم تعميم الصوامع المجهزة والآمنة. د. إبراهيم عبدالباقي أبوعيانة معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية