حاورته في باريس نجاة عبدالنعيم : المسلمون في باريس بل في اوروبا زاد تعدادهم علي8 ملايين مسلم.. حاول معظمهم الحفاظ علي الهوية الشرقية والاسلامية.. لكن الاجيال الجديدة تعاني من وصول المفهوم الصحيح للاسلام لديهم.. الكل يحاول ان يصحح صورة الاسلام لكن المهمة ليست سهلة. وفي هذا الحديث تحتول نجاة عبدالنعيم مندوبة الاهرام بباريس الشيخ حسن شلغومي رئيس منتدي الائمة بفرنسا حول حال المسلمين هناك ومستقبل الاسلام في فرنسا واوروبا. في البداية لماذا تصديتم للنقاب؟ وتحدثتم بجرأة عن تعدد الزوجات؟ الفرنسيون كالغرب يعتبرون النقاب كوءد البنات لأن الوجه يستدل منه علي حال البشر إن كانوا في حالة استغاثة أو حزن فكيف يمكن أن يختصر14 قرنا في ظل الإسلام من الإزدهار والعلوم في قطعة قماش علي الوجه بئس الفهم والمفاهيم. واتفقت مع شيخ الأزهر السابق علي منع النقاب بفرنسا من منطلق أنه لم يكن واجبا شرعيا لذلك كنت مع قانون منع النقاب بفرنسا لأنه يعطي صورة سيئة عن الإسلام, فوجه المرأة لم يكن عورة فإذا أرادت أي أخت كريمة أن تغطي وجهها حتي لا تجلب نظر الرجال إليها فهي فعلت العكس وإذا كانت تريد الإسلام الخفي المتواضع فهي تجعل من الإسلام وسيلة لاستفزاز الآخر. أما عن تعدد الزوجات التي يستخدمها الرجال تحت ذريعة أنها سنة عن الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم: أي سنة يتكلمون عنها فالمرأة ليس بضاعة ولكنها هي الأم المربية هي صانعة الأجيال. الإسلام لم يأت بظاهرة تعدد الزوجات بل كانت من قبل عند العرب وجاء الإسلام وقيدها وجعل لها شروط, وأوضحت إن رسول الإسلام لما فعلها كانت للصالح العام وليس للشهوة والرغبة, فإذا كان الرجل يريد أن يطبق هذه السنة فلماذا لا يطبق سنة قيام الليل.. مثلا؟ ويجدر بنا الإشارة إلي أن حقوق المسلمين بفرنسا تضاعفت بفضل ساركوزي وحينما يقولون أنني إمام الجمهورية أو إمام ساركوزي أفضل بكثير ما يقولون عني إمام الإرهاب. لك كتاب: إسلام فرنسا فهل هناك إسلام خاص ببلد بعينه أم هو إسلام واحد؟ حاشا لله.. الإسلام عالمي ولا يمكن أن يخص بلدا دون غيره ولكن طريقة تطبيق الإسلام في تركيا تختلف عن طريقة تطبيقه في الجزائر فالإسلام يأخذ صبغة حضارية مع تأقلمه بالأماكن والإسلام في فرنسا يطبق بدون أي تأشيرات خارجية, ولكن مايحزنني حينما أدخل المساجد أجد صراعات الأقليات فكل جماعة من بلد بعينها تنحاز إليها ونجد التخاصم والصراع من أجل من يأخذ المسجد الذي هو بيت الله لذلك لجأت إلي الأزهر لتقييم وتعليم الآئمة علي الأراضي الفرنسية. ألم تعتقد أن منع النقاب تعسف فرنسي أين الحرية الشخصية؟ نحن في دولة علمانية عانت الكثير من ويلات الكنيسة وهيمنة رجال الدين حتي فصل الدين عن الدولة والمرأة الفرنسية سنة1950 كانت تطالب بحق الإنتخاب فكيف تأتي المرأة المسلمة في عام2010 لتطالب بحق الإنتقاب إن النقاب ليس بواجب شرعي. ثمة تهديدات لاحقتكم بسبب موقفك من النقاب ماصحة ذلك؟ للأسف جاءتني تهديدات من بعض الجماعات المتشددة التي لا تؤمن بالحوار وهم نتاج أربعين عاما من تهميش فرنسا للإسلام التي تركت المسلمين يقيمون صلواتهم في الجراجات والمخازن وتركوا كل من هب ودب يؤم المسلمون ويعظهم ويبث في عقول أبناءنا المغالطات, وأضيف أن فرنسا أهملت المسلمين أربعين عاما اعتقادا منها بأن هؤلاء المهاجرين سيعودون إلي أوطانهم وليس هو الحال فقد أصبحوا مواطنين فرنسيين حتي جاء الاعتراف بالإسلام كديانة ثانية بفرنسا في عام..1995 قلت لماذا لا يكون إسلاما سليما بعيدا عن كل التأثيرات الخارجية التي تريد محاصرة الإسلام الفرنسي لمصالح خاصة فالإسلام لابد أن يحقق مصالح شبابنا الذي يجهل الدين. هل تعتقدون أن حال المسلمين بفرنسا الآن أفضل مما كان عليه؟ إلي يومنا هذا مازلنا نواجه مشاكل وعراقيل في بناء المساجد وأبناؤنا مازلوا يصلون تحت الأرض وحينما يخرجون من الصلاة لابد لهم أن يتساءلوا لماذا الآخرون يصلون في كنائس فوق والأرض ونحن كذلك. لابد ألا نغفل أنه في ظل حكومة اليمين الراهنة برئاسة ساركوزي ازدادت رخص البناء للمساجد والأمر بدأ يتحسن حاليا إلا أن الماضي له سلبياته وآثاره. وكيف حال شباب المسلمين الفرنسيين من أبناء المهاجرين؟ أبناء فرنسا لا يعرفون شيئا عن الإسلام سوي أن الخنزير والخمر والنساء من المحرمات وفيما غير ذلك من أصول الدين الحنيف والعبادات والأخلاق والمعاملة فهم يجهلونها وقيمة الإنسان أنه مركز الأرض لهذا أطلب من المسلمين أن يفتحوا أبوابهم ويشاركوا الفرنسيين همومهم ومشاكلهم من أجل التطبيق الحقيقي للمواطنة. الجهاد الأكبر هو تربية الأجيال علميا وخلقيا فالدين الإسلامي لم يكن شعارات علي الوجه أو قطعة قماش نختفي وراءها.. ديننا هو قيم وتربية.. أصحاب الرسول كانوا قرآنا يمشي علي الأرض ولابد من تحرير أنفسنا من أفكار باطلة تقيدنا بها. ويجب أن نتشارك في الوطن والحوار مع الآخر والإمام الذي يخطب في أي مكان لابد وأن يعلم مشاكل واحتياجات المجتمع لذلك وجهت الدعوة وحملت الأزهر مسئولية تكوين الآئمة. ولد الإمام حسن شلغومي في تونس ودرس فيها ثم أكمل دراسته الدينية بسوريا وباكستان والهند ثم جاء كإمام في مساجد مختلفة بفرنسا وهو يؤم مسجد درانسي منذ ثلاث سنوات.