معظم العادات والتقاليد السائدة في مصر الحديثة.. ما هي إلا عادات وتقاليد توارثناها عن أجدادنا القدماء المصريين, وأثبت الوثائق أن أول من احتفلوا بذلك اليوم هم أجدادنا العظماء الفراعنة وأصبح عيدا للربيع عندهم لأنهم كانوا يحتفلون به عند مطلع فصل الربيع, وأطلقوا عليه عيد شموس.. أي بعث الحياة الجديدة, ويرجع هذا الاحتفال به إلي نحو خمسة آلاف سنة.. وكلمة شم النسيم كلمة مصرية قديمة ومعناها بستان الزروع.. وتلعب المصادفة دورا كبيرا في الربط بين عيد شم النسيم المصري وعيد الفصح اليهودي, فحين خرج بنو إسرائيل من أرض مصر في عهد موسي النبي, كان ذلك يوافق عيد الربيع عند القدماء المصريين, ثم انتقل عيد الفصح بعد ذلك عند المسيحيين, وقد رتبه الأقباط بأن يأتي بعد عيد قيامة السيد المسيح له المجد مباشرة, إشارة إلي فتح باب الفردوس. كما نحتفل نحن الآن بعيد شم النسيم.. أي عيد الطبيعة والربيع.. في كل ربوع مصر الحديثة. لذلك يخرج المصريون مبكرين لاستقبال الشمس عند شروقها ويستنشقون الهواء النقي حامل أرياح الزهور, ويظلون في الحدائق والحقول والمتنزهات والقري السياحية حتي ساعة غروب الشمس, ويغنون علي أنغام العود, ومنهم من يركبون المراكب في البحر.. ومن يرقصون علي أنغام الموسيقي الشرقية والغربية دي جي. ويقضون يومهم في مرح وسرور.. واعتادوا أن يحملوا معهم طعامهم وشرابهم من الأطعمة المحببة لديهم في ذلك اليوم من البيض الملون والترمس والخس والملانة والليمون والبصل والفسيخ والملوحة والرنجة والتونة والمثلجات والفاكهة. وأصبح هذا اليوم عيدا قوميا لكل المصريين. فكل عام وأنتم بخير. يونان مرقص القمص تاوضروس المفكر والكاتب القبطي