وصف عثمان عمر سفير اريتريا الجديد بالقاهرة ما حققته الثورة المصرية بالانجاز العظيم الذي بدأه الشباب ودعمه الشعب والجيش للوصول بسفينة مصر إلي بر الأمان, مما يؤكد ان مصر ستستعيد مكانتها ودورها الرائد الذي كان مفقودا إلي حد ما, خصوصا في المنطقة العربية وإفريقيا الأمر الذي ادي إلي اعطاء الفرصة للبعض لعمل تحالفات لتقليب الدول علي مصر في حوض النيل. وأوضح عمر أن مصر كانت تعتبر الموجه والعميد الإفريقي إلا ان دورها همش وتخلت عنه طواعية, مشيرا إلي أن الشعب المصري بثورته اعاد نظرة العالم لها لسابق عهدها ومن ثم فإن القاهرة عليها اعباء كثيرة في الفترة المقبلة وينتظر منها أن تلعب دورا متوازنا حيال العديد من القضايا التي تهم القارة خاصة في شرق إفريقيا والصومال تحديدا. وعن اتهامات رئيس الوزراء الأثيوبي ميليس زيناوي لكل من مصر واريتريا بزعزعة استقرار بلاده وصف هذه الاتهامات بأنها مجرد ادعاءات سببها وجود4 ثورات في اثيوبيا, فكلما ضيقوا الخناق, أو قاموا بضربات موجعة للنظام الاثيوبي تصب غضبها علي إريتريا لتجعلها الشماعة التي تعلق عليها اخطاءها, وقال إنه لا يوجد أي مبررات عملية أو عسكرية للزج باسم مصر في مثل هذه الادعاءات, وان الهدف من ذلك تجييش الشعب الاثيوبي ضد مصر لعدم القيام بأي تحرك تتخذه تجاه قضية المياه. وحذر السفير الاريتري من استغلال الجانب الاثيوبي لزيارة رئيس الوزراء عصام شرف المقبلة لأديس أبابا للضغط علي مصر وابتزازها, مؤكدا انه لا يتوقع أن تتنازل عما بدأت تشرع فيه رغم ان امكاناتها المادية لا تسمح بمثل هذه المشروعات. واضاف انه لولا الدعم الخارجي التي تتلقاه لما اقبلت اثيوبيا علي مثل هذه الخطوة, مؤكدا ان هناك قوي تحركها لاستخدامها كأداة للضغط علي مصر. وعن مستقبل العلاقات المصرية الأريترية أعرب عمر عن تفاؤله بالمرحلة المقبلة, وقال إن الأوضاع الآن مهيأة لإقامة أنشطة اقتصادية, واتفاقات بين البلدين للوصول إلي لجنة عليا مشتركة. وأضاف ان بلاده تعول علي السوق المصرية التي يمكن ان تكون منفذا لتسويق المنتجات الأريترية خاصة الثروة السمكية التي تزخر بها اريتريا بحكم موقعها علي البحر الأحمر, هذا فضلا عن عضوية البلدين في الكوميسا مما يكفل حرية التجارة والاعفاءات الجمركية. ولفت السفير الاريتري إلي أن العلاقات المصرية لاريترية لا ترتكز فقط علي كونها علاقات منفعة أو مصالح وانما ترجع إلي سنوات مضت حتي قبل الاستقلال, ولعل وجود مقر لاتحاد الطلبة الاريتريين بالقاهرة عمره60 عاما اكبر دليل علي ذلك. عثمان كان اول سفير لبلاده بالقاهرة بعد الاستقلال عام92 وشغل بعدها العديد من المناصب منها محافظ, وحاكم اقليمجنوب وشمال البحر الأحمر, وسفيرا لدي طرابلس, ودبي, حتي عاد مجددا كسفير لاريتريا بالقاهرة للمرة الثانية بعد19 عاما.