في هذه الأيام يود المخلصون أن ينشط الخطاب الديني نشاطا فعالا, في أماكن العبادة, ووسائل الإعلام وغيرها, فالناس في أشد الاحتياج إليه, وما يحمله من آيات الحكمة والهدي والموعظة الحسنة. وما يملكه من فضائل الخلق النبيل, ومعالم السلوك الطيب, ونفحات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, والصبر علي ما أصاب بعض العاملين من الشدة والعسر والضيق نتيجة الأوضاع الاقتصادية, والشعور بالظلم والامتهان والتفاوت الواضح بينهم, وبين غيرهم في بعض أماكن العمل. إن الخطاب الديني يقوم برسالة جليلة تزداد أهميتها الآن حين يعني بما يمر به الوطن من ظروف صعبة, تقتضي الوحدة والتماسك والتكافل وزيادة الإنتاج, وتحتم الصبر والمثابرة والوعي واليقظة, وإيثار مصر, والمحافظة علي مصانعها ومؤسساتها, وكل ميادين العمل بها, إن عليه أن يعلن أنه سعيد بما حققه الشباب, ومؤيد للمطالب الفئوية التي رفعها العاملون, وهي مطالب مشروعة, وصلت رسالتها للمسئولين, وأصبحت محل الدراسة الكفيلة بتحقيق كل ما دعت إليه, وسوف تحظي بالاستجابة الواسعة في أقرب فرصة, فالله لا يضيع أجر من أحسن عملا, والعاملين المخلصون محاطون بالتقدير في كل وقت, وليس هناك تسويف أو تأخير أو إبطاء أو إهمال, وإنما هناك دراسات واسعة, وأولويات واضحة, والكل سوف ينال حقه, أما من يرفعون شعار الآن فإن عليهم الصبر, فلن ينالوا إلا الخير, وليعلموا أن التريث والتسامح والانتظار يقودهم إلي الحصاد المنشود, وأن التواصي بالصبر قرين التواصي بالحق, وفلاح البشر يعتمد عليهما يقول الله سبحانه: والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. إن نداء الخطاب الديني ينبغي أن يحث الجميع علي إتقان العمل وزيادة الانتاج, لأن ذلك من أعظم الأعمال, وأقوي عوامل النصر, وأقرب الطرق للاستجابة لكل ما يطالب به العاملون الشرفاء, إن بعد العسر يسرا, والصبر المطلوب من أكرم عناصر الرجولة الناصحة, والبطولة الفارعة, وبعد52 يناير لن يجد العاملون إلا أشعة الخير والإيناس والبر, فقد أنتهي عهد السطوة والاستهانة بالعمل والعمال وتجاهل ما يطالبون به. إنني أناشد الخطاب الديني أن يؤكد للعاملين أصحاب المطالب الفئوية العاجلة أن الصبر ضياء كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم, وأن يبين للناس أن الأزمات والضوائق إذا قوبلت بالصبر تجلب النور, وتمنح الهدي, فلابد من الاعتصام به, وتوطين النفوس علي احتمال المكاره دون ضجر, وانتظار النتائج مهما بعدت, ومواجهة الأعباء مهما ثقلت قال تعالي: وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور, وفي الحديث الشريف.... ومن يتصبر يصبره الله, وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر.