أكد الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز أن منطقة الشرق الأوسط تمر بعاصفة من الثورات والتغييرات السياسية. وأعرب بيريز خلال لقائه أمس الأول مع وزيرة الخارجية الأمريكية في بلير هاوس بواشنطن عن رغبته في أن تسفر تلك الثورات التي اجتاحت المنطقة العربية عن إشاعة السلام والديمقراطية وإحلال المزيد من الأمن مشيرا إلي أن هذا هو التغيير الذي تؤيده إسرائيل. ومن جانبها, وصفت وزيرة الخارجية الأمريكية بيريز بأنه زعيم استثنائي نظرا لسعيه للسلام, وقالت كلينتون إنها تتطلع هي والرئيس الأمريكي باراك أوباما إلي الاستماع لتقييمه للثورات في الشرق الأوسط والتي أصبحت تعرف بربيع العرب. وأضافت في تصريحات نقلتها صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أنه علي الرغم من أن هذا الوقت هو وقت الثورات وحالة عدم اليقين فإنها أيضا فرصة جيدة للتغيير وإحداث تقدم في المنطقة. وتابعت الوزيرة الأمريكية قائلة إننا نتطلع إلي رؤية بيريز البالغ من العمر88 عاما من أجل مضي الشرق الأوسط قدما بما ينعكس بشكل إيجابي علي عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل. ومن المقرر أن يلتقي بيريز بالرئيس الأمريكي في وقت لاحق. وكان بيريز قد قال في وقت سابق إنه يعتزم الحديث مع أوباما عن قضايا أمن إسرائيل وتعزيز التعاون في الشئون الأمنية مع الولاياتالمتحدة. وأكد بيريز أنه سيبحث أيضا سبل دفع عملية السلام مع الفلسطينيين في ضوء المتغيرات والثورات والاحتجاجات التي تجتاح المنطقة. ومن المقرر أيضا أن يلتقي الرئيس الإسرائيلي بأعضاء الكونجرس اليوم الأربعاء كما سيلتقي بعد غد الجمعة بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قبل عودته إلي إسرائيل السبت المقبل. وفي سياق متصل برد فعل طهران علي الثورات, إتهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الغرب بإثارة الاضطرابات في سوريا ومختلف أنحاء الشرق الأوسط لتأمين إسرائيل. وذلك علي الرغم من ترحيب إيران بالثورات في المنطقة ووصفها ب صحوة إسلامية ضد الحكام المستبدين. ولكن أحمدي نجاد اتهم الولاياتالمتحدة والدول الغربية الأخري بوضع مخطط يعزل سوريا حليفة طهران والتي تشهد احتجاجات مناهضة للحكومة. وقال في مؤتمر صحفي أمس الأول يريدون أن ينقذوا النظام الصهيوني( إسرائيل) من خلال التدخل في المنطقة بهدف خلق شقاق بين شعوب المنطقة وحكوماتها. وأضاف أمريكا والنظام الصهيوني يريدان إضعاف مقاومة سوريا بإثارة خلاف بين الحكومة السورية والشعب السوري. وسوريا طرف في تحالف مع إيران ضد إسرائيل وتؤيد جماعات النشطاء مثل حزب الله وحماس. وشهدت سوريا اضطرابات سياسية متصاعدة بوحي من الثورتين الشعبيتين اللتين أطاحتا بالرئيسين التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك. وقال أحمدي نجاد إن حكومة سوريا وشعبها أصدقاؤنا.. نعتقد أنهم سيحلون مشاكلهم علي نحو ملائم. ويقول بعض المحللين إن الانتفاضات الشعبية عززت موقف إيران المتشدد في مواجهة خصومها من الدول السنية مثل السعودية حليفة الولاياتالمتحدة. كما رفض أحمدي نجاد بيان مجلس التعاون الخليجي أمس الذي أدان بشدة التدخل الإيراني في الشئون الداخلية للبحرين باعتباره مخالفا للاتفاقات الدولية. وقال نجاد إن ذلك البيان غير قانوني. ونفت طهران اتهامات بأن إيران تدعم النشطاء من الأغلبية الشيعية في البحرين. وشهدت البحرين أسوأ اضطرابات منذ التسعينات بعد أن خرج محتجون أغلبيتهم من الشيعة إلي الشوارع في فبراير الماضي مطالبين بمزيد من الحقوق في البلاد التي يحكمها السنة. وقال أحمدي نجاد نحن لا نضع أي قيمة قانونية لهذا البيان الذي صدر بضغط سياسي من أمريكا وحلفائها. وأضاف أنه طلب من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون منع حدوث كوارث في المنطقة كما حدث في أفغانستان والعراق. وجدد أحمدي نجاد دعوة إيران للسعودية بسحب قواتها من البحرين.