أسفرت النتائج النهائية للانتخابات المحلية التي جرت في كل من فرنساوألمانيا عن خيبة أمل وتهديد بسقوط اليمين الأوروبي في المستقبل القريب. فقد تلقي حزب الاتحاد من أجل الحركة الشعبية اليميني الحاكم بقيادة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي هزيمة كبيرة في الجولة الثانية من الانتخابات البلدية التي جرت أمس الأول. تأتي هذه الهزيمة قبل الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها العام المقبل والتي يعتزم الرئيس ساركوزي ترشيح نفسه فيها لمدة رئاسية ثانية. وتمثل هذه الانتخابات آخر اختبار قوي للمشاعر قبل الانتخابات الرئاسية في ابريل2012 ويتوقع ان ينافس فيها ساركوزي الذي لا يحظي بشعبية كبيرة في مواجهة منافسين يساريين أقوي منه ويمين متشدد صاعد, حيث فقد الحزب الحاكم أصواتا عديدة لصالح الاشتراكيين واليمين المتطرف في فرنسا. وحصل حزب ساركوزي الحاكم علي20% من الأصوات, بفارق كبير عن الحزب الاشتراكي الذي حصل علي35% من أصوات الناخبين, بينما حصل حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف علي11% كثالث أكبر قوة سياسية في فرنسا. وفي أول تعليق لها علي النتائج, قالت السكرتيرة الأولي للحزب الاشتراكي مارتين أوبيري أن هذه النتائج تشير إلي أن الفرنسيين فتحوا الباب للتغيير وسيعمل الحزب الاشتراكي من أجل تعزيز هذه الرغبة في التغيير من خلال تجمع ووحدة جبهة اليسار. وفي ألمانيا, إرتفعت لأول مرة داخل الحزب المسيحي الديموقراطي الذي ترأسه المستشارة الألمانية أنجيلاميركل اصوات تطالبها بإجراء إنتخابات برلمانية مبكرة في المانيا بعد الهزيمة التاريخية التي تعرض لها الحزب في معقل رأسه في الإنتخابات المحلية بولاية بادن فوتمبورج, وخسارته كذلك في إنتخابات ولاية راينلاند بفالس ليصبح الخضر ثاني أكبر قوة سياسية في البلاد. وتمثل نتائج هذه الانتخابات أكبر هزيمة سياسية محلية يمني بها الحزب المسيحي منذ تولي ميركل المستشارية في عام2005 ورئاستها للحزب منذ عام.2000 ووصف المراقبون فوز حزب الخضر بإنتخابات ولاية بادن فورتمبورج أمس الأول بأنه زلزال سياسي سيغير من خريطة الأحزاب السياسية في المانيا ويضع الخضر نهائيا في مصاف الأحزاب الشعبية الكبري. وإستفاد الخضر من كارثة التسرب النووي في اليابان وسياسة حكومة ميركل المتذبذبة التي ايدت بلا تحفظ تمديد العمل في المفاعلات النووية الالمانية ثم عادت بعد كارثة فوكوشيما لتراجع سياساتها النووية وتأمر بإغلاق7 محطات نووية.