الرئيس اليمني يترنح! يبدو أن فرص بقاء الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في حكم صنعاء تتضاءل وتشحب كثيرا بعد أحداث الجمعة الماضية التي لقي فيها25 شابا مصرعهم, سقط معظمهم برصاص القناصة الموالين لحكم الرئيس صالح, الذين اعتلوا أسطح المنازل المجاورة في هجمة شرسة علي ميدان التغيير امام جامعة صنعاء, حيث يحتشد المحتجون للأسبوع الخامس علي التوالي! وتماما مثلما حدث في ميدان التحرير في القاهرة ليلة الأربعاء الشهيرة إثر واقعة الجمل, كسب المحتجون اليمنيون تعاطفا واسعا بعد أحداث يوم الجمعة, شمل قطاعات واسعة من الشعب اليمني زادت من اعداد المحتجين في كل المدن اليمنية, وأدت الي استقالة أربعة من الوزراء وعدد غير قليل من الدبلوماسيين وعشرات من أعضاء البرلمان, ثم جاءت استقالة الضباط الخمسة الكبار في الجيش اليمني وعلي رأسهم الجنرال علي محسن الأحمر لتضيف زخما هائلا الي الثوار قضي علي فرص استئناف الحوار بين الحكم والمعارضة, وجعل إسقاط الحكم المطلب الأعم الذي يتوافق عليه الجميع, خاصة بعد أن انضمت كل فروع قبائل حاشد أكبر القبائل اليمنية الي الثوار بعد ثلاثة اسابيع من انضمام شيخها الكبير حسين الأحمر. ورغم أن الرئيس صالح أقال الحكومة وأعلن يوم الجمعة يوم حداد وطني عام علي الشهداء, وشكل لجنة تحقيق في حادث الهجوم علي ميدان التغيير, إلا أن ذلك لم يغير كثيرا من مواقف اليمنيين الذين يرون ضرورة أن يقوم الرئيس صالح بنقل سلمي فوري للسلطة الي البرلمان, ويرفضون استمراره الي نهاية فترة حكمه عام3102 لأنهم لا يثقون في وعوده, ويهددون بالانتقال الي مرحلة ثانية من الانتفاضة تتحرك خلالها جموع المحتجين لحصار الرئيس في قصره. ويبدو أن الامريكيين يرتبون أنفسهم الآن علي وضع جديد في اليمن, يستجيب لمطالب التغيير, ويملأ فراغ السلطة بعد رحيل علي عبدالله صالح, يحاصر الفساد, ويضمن استمرار المواجهة مع تنظيم القاعدة, ويحظي بدعم ومساندة حاشد وبكيل أكبر قبيلتين في اليمن. المزيد من أعمدة مكرم محمد أحمد