الاستفتاء بين نعم.. ولا! بغض النظر عن نتيجة الاستفتاء التي لم تعلن بعد بشكل نهائي ورسمي إلا أن سعادتي كانت بالغة بالتجربة الديمقراطية الثرية, في ظل الاقبال الكبير وغير المسبوق علي صناديق الاقتراع لرجل الشارع, وحرصه علي ممارسة حقه الدستوري الذي حرم منه علي مدي نصف قرن, في أكبر رد علي اتهامات المسئولين في النظام السابق الذين كثيرا ما كانوا دائما يؤكدون بأن الشعب المصري مازال قاصرا وغير قادر علي ممارسة الديمقراطية! إلا أنني أود التوقف أمام بعض الملاحظات علي العملية الانتخابية والممارسة الديمقراطية في وسائل الإعلام, وبداية أود التأكيد علي أنني لم أكن يوما اخوانيا نسبة الي جماعة الاخوان المسلمين أو منتميا الي الحزب الوطني, حتي لو اتهم بذلك مستقبلا, وأري أن الصورة لم تختلف كثيرا.. ومازال البعض يتعامل مع الاخوان باعتبارهم الفزاعة بنفس الطريقة التي كان ينتهجها النظام السابق. وفي حقيقة الأمر, أنني مندهش من الحملات الممنهجة علي الاخوان المسلمين في جميع وسائل الإعلام لمجرد انهم قالوا نعم للتعديلات الدستورية, ورفضوا الانضمام الي اجماع القوي السياسية علي القول بلا!, وان كان في مقدمة مباديء الديمقراطية احترام الرأي.. والرأي الآخر. وقد أخذ البعض علي الاخوان رفع لافتات تدعو الناخبين الي التصويت بنعم في محاولة للنيل منهم.. وتجاهل المنتقدين ممن يحبون أن يطلق عليهم أهل النخبة انهم هم أول من لجأ الي اسلوب الدعاية الإعلامية والإعلانية للترويج لدعوة الناخبين الي التصويت بلا, من خلال الحملات الاعلامية المنظمة في القنوات الفضائية الخاصة وبعض الصحف اليومية.. مع الوضع في الاعتبار الفارق الكبير في حجم انتشار وتأثير الوسيلتين علي المواطن, ولم يتورع أي من الداعين لحملة لا الاحتفاظ برأيه والإعلان عنه صراحة في الحوارات والمداخلات التليفزيونية, بل شاهدنا بعضهم كان يعلق علي صدره كلمة لا!.. ومؤكدين أن التصويت بنعم يصب في مصلحة الاخوان والحزب الوطني من أجل اثارة الفزع عند المواطنين, وأعتقد بأن الحزب الوطني في قمة نفوذه وسطوته لم يكن قادرا علي حشد كل هذه الملايين التي ذهبت للإدلاء بصوتها! لقد أخطأ الطرفان الاخوان والنخبة في حق المواطن المصري الذي ثار علي الظلم والاستعباد والفساد ولم يعد يقبل الوصاية عليه بعد ثورة52 يناير.. فكان الاقبال والتزاحم غير المسبوق علي لجان الاقتراع ليقول المواطن كلمته بحرية في مستقبل مصر بلا ضغوط أو اغراءات.. نعم للديمقراطية.. ولا للظلم والوصاية بعد اليوم! المزيد من أعمدة أيمن أبو عايد