أكد المشاركون بالندوة الشهرية للجمعية الشرعية أن يقظة الشعب المصري. هو الضمانة الحقيقية لمواصلة الاصلاح في مصر, وأن الاصلاح لا يكون إلا بالعمل وبذل المزيد من الجهد للنهوض بالأمة والمجتمع, كما أكد المشاركون أهمية تحقيق الاكتفاء الذاتي لبناء وطن قوي. جاء ذلك خلال انعقاد الندوة الشهرية للجمعية الشرعية أمس تحت عنوان الإسلام ومعالم الإصلاح في مصر الآن. وأوضح الدكتور مختار جمعة الوكيل العلمي للجمعية أن الاصلاح السياسي في حال تمامه واكتماله لن يكون نهاية الإصلاح وإنما هو بداية لمرحلة شاقة وطويلة من الإصلاح الاجتماعي والأخلاقي والسلوكي والتربوي والعلمي, مشيرا الي أن الثورة لا ينبغي أن تكون ثورة علي الفساد السياسي فحسب, وإنما يجب أن تكون ثورة علي سائر ألوان الفساد مع بناء الإنسان عقيدة وشريعة وسلوكا. وأوضح الدكتور محمد مختار المهدي الرئيس العام للجمعية الشرعية بأن إرادة الله وعنايته بمصر جعلت هذه الثورة تقوم علي أكتاف شباب لا ينتمون الي حزب أو اتجاه معين, وأن الحكمة الإلهية اقتضت ذلك لأنه لو كانت الشعارات المنبثقة من هؤلاء الشباب إسلامية لتكتل الغرب والشرق وكل أعداء الاسلام لإجهاض هذه الثورة. وأشار الي أن الجمعية الشرعية منذ الوهلة الأولي بل منذ تأسيسها وهي تتخذ لنفسها منهجا وهو ألا تكون منضمة لفريق ضد فريق, بل تقوم بمبدأ النصيحة عملا بالحديث الشريف الدين النصيحة قلنا لمن يارسول الله ؟ قال: لله ورسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم. وأوضح فضيلته أن النصح لا يكون فقط للعامة وإلا كان الدين أفيون الشعوب, وإنما النصيحة ينبغي أن تكون للأئمة قبل العامة. وشدد المهدي علي ان الاستمساك بشريعة الله وأحكامه أساس من أسس الاصلاح محذرا من أن الأعراض عن منهج الله ومسيرة النبي نذير بالهلاك والعذاب والفتنة قال تعالي:( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب اليم)( النور:63) من جهة أخري وصف الدكتور محمد عمارة المفكر الاسلامي الثورة المصرية في25 يناير بأنها ثورة أعادت لمصر روحها وحياتها فمصر هي البلد الذي ذكر في القرآن25 مرة صريحا وإشارة, وأوصي النبي( بأهل مصر خيرا لأن لهم ذمة وصهرا) وقال: اتخذوا من أهلها جندا كثيفا فلما سأله أبو بكر الصديق: لماذا يارسول الله ؟ قال: هم ونساؤهم في رباط الي يوم القيامة. وأكد د. عمارة ضرورة تطبيق شعار الثورة والمطلب الأول للشعب وهو إسقاط النظام لا رأسه فقط ويتم هذا من خلال أول خطوة من خطوات الاصلاح, وهي تفعيل القاعدة الشرعية التخلية مقدمة علي التحلية أي إزالة النفايات التي مثلها النظام السابق قبل البناء الجديد.أما الخطوة الثانية في هذا الإصلاح فتتمثل في الحرية إذ إنه لم تقم دولة إسلامية ولا شرعية إسلامية إلا إذا كان هناك حرية لهذه الأمة والنبي جاء ليضع عن الناس إصرهم والأغلال التي كانت عليهم ليحطم القيود حيث لن يستطيع الإنسان أن يبني أو يقيم البناء الإسلامي المتين في ظل القيود. وأوضح أن الشوري هي الخطوة الثالثة للاصلاح في المجتمع فهي ليست مجرد استشارة بل هي مشاركة ملزمة في صناعة القرار, وقال أبو بكر الصديق: أطيعوني ماأطعت الله ورسوله فإن عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم. كما حذر فضيلته من المساس بالمادة الثانية من الدستور التي تؤكد أن الاسلام هو دين الدولة, منبها أن ذلك يفتح الباب واسعا أمام فتنة تهدد البلاد.