ليس أسوأ من معاملة الرئيس المخلوع للشعب المصري سوي معاملته لأبناء بلده كفر المصيلحة التي نشأ فيها, وتجاهل زيارتها, ولم يوفر لها أي مقومات للحياة, فعاني أهلها الأمرين, برغم أن البعض كان يتصور أنهم يرفلون في النعم لكنهم كانوا يذوقون مرارة الفساد والاستبداد وانعدام الخدمات وبطالة الشباب. كفر المصيلحة بلد صغير تقع بمدينة شبين الكوم محافظة المنوفية.. وبها أعلي نسبة من مستويات التعليم ونسبة الأمية بها منخفضة, ويوجد بها مدرسة الشهيد فوزي فياز الابتدائية, ومدرسة الشهيد سعيد عطاالله الابتدائية ومدرسة عبدالعزيز باشا فهمي الاعدادية. عندما دخلنا القرية وجدنا الوجوه عابسة وفي حالة من الحزن الممتزج بالفرح غير مصدقين ما يحدث لابن كفر المصيلحة. وعندما تجولنا داخل القرية شاهدنا ناديا اجتماعيا كبيرا و3 مدارس للتعليم الابتدائي والاعدادي, ومسجدا كبيرا,( وعدد سكان كفر المصيلحة51 ألف نسمة تقريبا). بطالة رهيبة. في البداية يقول رياض محمد بدر رئيس مجلس ادارة نادي محمد حسني مبارك بكفر المصيلحة: هناك دائرة من المفسدين أحاطت بالرئيس السابق التي غيرت من مواد الدستور لخدمة جمال مبارك لتوريثه الحكم, حتي خرج علينا الدستور مفصلا تماما عليه. ويضيف: بالنسبة للأحداث الأخيرة هي رد فعل طبيعي لمعاناة الشباب الذين يريدون العمل ولا يجدونه إذ ارتفعت نسبة البطالة بشكل رهيب ليس في مصر فقط و لكن داخل قرية المصيلحة وهؤلاء الشباب لا يجدون كذلك المسكن المناسب أو الملائم لهم حيث نهب الشلة المحيطة بالرئيس المخلوع الأراضي المخصصة للشباب وباعوا سعر المتر بأسعار لا يستطيع أي شاب أو رب أسرة أن يشتري شقة لابنه أو ابنته حيث وصل سعر الشقة ال36 مترا مربعا بسعر001 ألف جنيه للشقة.. التقينا العديد من الشباب داخل القرية وجدناهم في حالة حزن شديدة حيث قاموا بمقارنة بين قرية ميت أبو الكوم وما فعله الرئيس الراحل محمد أنور السادات داخل قريته وكفر المصيلحة وما فعله الرئيس السابق مبارك بأبناء القرية حيث لا توجد خدمات بصورة ملائمة.. فإن المعاناة التي يعانيها الشباب في محافظات مصر هي نفس المشكلة التي يعانيها شباب كفر المصيلحة. جولة في القرية وعندما تجولنا داخل القرية وجدنا رمضان محمد أبو غالية( موظف بالشباب والرياضة) يقول أنا موظف وأعول4 أولاد وراتبي الشهري374 جنيها, وتم تعييني عام4891, ولكن مع كفاح هذه السنوات الطويلة في العمل تخرج إثنان من أولادي واصبحا من الشباب العاطلين الذين لا يجدون عملا واصبحوا من طابور العاطلين ولكن الحاشية التي استفادت من الرئيس السابق مبارك هم الذين نهبوا خيرات البلاد لأنهم قاموا بتضليله. تجولنا داخل القرية فو جدنا محلا صغيرا ويجلس أمامه ر جل حزين وعندما اقتربنا منه وسألناه عن اسمه قال أنا إبراهيم عبدالعزيز الجندي تخرجت في الثانوية التجارية عام5891 أي منذ62 عاما ولم التحق بالعمل الحكومي حتي الآن وذهبت إلي العراق لفترة كبيرة, وعندما حدث الغزو الأمريكي علي العراق رجعت إلي قريتي وفتحت هذا المحل وبحثت عن فرصة عمل منذ سنوات مضت ولكن للأسف الشديد, لم أجد علما بأنني أعاني من اعاقة في رجلي اليسري وضمور في الأعصاب وعندي7 أخوات تخرجوا في المدارس الثانوية الصناعية والتجارية والجامعات ولم يتم توظيفهم إلي الآن. ويضيف: قرية كفر المصيلحة مثلها مثل باقي قري مصر. وفي النهاية أحب أن أعود مرة أخري إلي العراق التي ضاعت بالاستعمار وكذلك ذهبت ليبيا, واصبحت لقمة العيش في القرية صعبة جدا وجموع السكان هنا تحت خط الفقر. فماذا نفعل. الخيرات المنهوبة يقول هشام محمد سيد( صايغ ذهب وفضة) بعد الثورة.. الناس في حالة نفسية مرتفعة وعندهم أمل في المستقبل وبالنسبة لما فعله الرئيس المخلوع في قريته لم يفعل شيئا لأهالي القرية أو شبابها ولا توجد حلقة وصل بيننا وبين الرئيس السابق. ويلتقط خيط الحديث عيد النبراوي( صاحب محل موبيليات بكفر المصيلحة), يقول قبل الأحداث وقيام الثورة كنت حزينا علي الأحداث التي تحدث في مصر لأنني من شباب مصر وأحب البلد, ولكن بعد الثورة وظهور المليارات التي أخذت من دم هذا البلد فأنا مع الثورة بكل جوارحي, ويضيف رجائي من الشباب إعطاء الفرصة للحكومة الموجودة من أجل هذا البلد وإذا لم يتغير شيء من الوعود فإن ميدان التحرير موجود فعلينا العودة اليه مرة أخري وهذا من أجل صالح البلد. ويشير إلي أن الرئيس المخلوع هان عليه أهل قريته مطالبا بمجاكمة يوسف والي وصفوت الشريف وأحمد فتحي سرور محاكمة علنية وسريعة لنشعر بخيرات هذا البلد وعودة المليارات المنهوبة.