قال العقيد معمر القذافى قائد الثورة الليبية :"إنه سلم السلطة للشعب الليبى منذ عام 1977".وأضاف القذافى - فى كلمة ألقاها اليوم الأربعاء بمناسبة الاحتفال بما يسمى بإعلان قيام سلطة الشعب فى ليبيا - "إننا حررنا السلطة من الرجعية والاستعمار ووضعنها فى يد الشعب الليبى منذ عام 1977 ، وأن الشعب الليبى هو المسئول عن السلطة مند ذلك التاريخ". وتابع ان "النظام الليبى هو نظام سلطة الشعب وهو نظام المؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية وليس نظام رئيس ولا حكومة أو حزب أو طبقة أو عائلة...ونضع أصبعنا فى عينى من يشكك فى سلطة الشعب الليبى". ومنذ ذلك الوقت نحن لم نمارس السلطة "لا سياسية ولا إدارية". وأعرب القذافى عن استغرابه لما يتردد عنه فى الخارج هذه الأيام متسائلا ما علاقتهم بالقذافى بما يدور ، وقال "أنا قمت بثورة عام 69 وسلمت السلطة للشعب وارتحت فى خيمتى ، وأصبح كل شىء بيد الشعب ، وخلال هذه المدة الطويلة كنت أنا عبارة عن مرجعية ورمز يستأنس به الشعب والناس". وقال القذافى "لقد فوجئت بمظاهرات تأييد للقائد فى كل أنحاء الجماهيرية تحمل صور القائد وهتافات للقائد فتساءلت ماذا حدث . فقالوا لى إن هناك هجوما عليك شخصيا ، وتحد من الإذاعات الخارجية وأبواق الاستعمار مما أشعر الشعب الليبى بطعنه فى كرامتة وكبريائه لأن الشعب الليبي لا يقبل هذا التدخل في شأنه" . وأضاف أن الخارج يحاول أن يتحدى الثورة الليبية ذاتها وليس معمر القذافي ، حيث يسعى الخارج إلى السيطرة على حقول النفط والغاز والتطاول على الشعب الليبي ، معتبرا أنه حقق المجد لليبيا بعد أن أجبر إيطاليا على الاعتذار للشعب الليبي ودفع تعويضات له جراء الاستعمار في الماضي. وجدد قوله " انه لا يملك منصبا حتى يستقيل منه ، لكنه قاد حركة التحرر في أفريقيا وأنشأ النهر الصناعي العظيم ، وحقق الكثير من الأمجاد للشعب الليبي". وأثنى القذافي على خروج الشعب الليبي بأكمله تعبيرا عن تأييده لشخصه ، وقال إن القنوات الفضائية لن تعرض تلك اللقطات على المشاهدين وأتحدى أن يفعلوا ذلك ، معتبرا أن الشعب وحده هو الذي يدافع عن القذافي لأنه رمز لليبيين ، على حد قوله وقال العقيد معمر القذافي قائد الثورة الليبية :"أريد أن أذكر العالم ببعض فقرات الإعلان التاريخى الخاص بقيام سلطة الشعب الذى أصبح بموجبه ليبيا جماهيرية ، مضيفا "إن الشعب الليبى المجتمع فى الملتقى العام بالمؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية والنقابات المهنية انطلاقا من البيان الأول للثورة يصدر هذا البيان بالإعلان بقيام سلطة الشعب ويبشر شعوب الأرض بفجر عصر الجماهير". وتابع : أولا يكون اسم ليبيا الجماهيرية العربية الشعبية الاشتراكية ، ثانيا القرآن الكريم هو شريعة المجتمع فى الجماهيرية ، ثالثا السلطة الشعبية المباشرة هى أساس النظام السياسى فى الجماهيرية السلطة للشعب ولا سلطة سواه والشعب يمارس سلطته عن طريق المؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية والنقابات ويحدد القانون نظام عملها. وأشار القذافي إلى أن الدفاع عن الوطن مسئولية كل مواطن ومواطنة وعن طريق التدريب العسكرى العام يتم تدريب الشعب وتسليحه وينظم القانون طريقة إعداد الإطارات الحربية والتدريب العسكرى العام ، معتبرا أنه بموجب ذلك الإعلان يكون هو شخصيا قائد ثورة وليس رئيسا. واتهم القذافي "خلايا نائمة" تابعة لتنظيم القاعدة بالوقوف وراء الأحداث الأخيرة التي تشهدها ليبيا ، وقال :"إن عناصر تابعة لهذا التنظيم تسللت إلى ليبيا مؤخرا على نحو تدريجي ، بعضهم يحملون الجنسية الليبية وهناك البعض الآخر الذين يحملون جنسيات عربية وأجنبية مختلفة". وأشار إلى أن تلك العناصر كانت تعيش في أفغانستان والعراق ، والجميع يعرف أن تنظيم القاعدة لا يؤمن بفكرة الوطن القومي وهناك الليبي يقاتل في الجزائر أو العراق ، والعراقي يقاتل في أفغانستان باعتبار أن العالم الإسلامي هو وطنهم الأكبر. وأوضح أن تلك الخلايا أقامت في ليبيا لبعض الوقت ، وبدأت في مدينة "البيضا" ، وكذلك "بني غازي" وغيرهما من المدن ، وقال :"إن الأحداث بدأت بالاستيلاء على الأسلحة من عناصر الشرطة بالاشتباك مع كتيبة "حسين الجويفي" ، وأسفرت الأحداث عن مقتل ما بين مائة إلى مائتي شخص وليس بالآلاف كما تردد وسائل الإعلام. وقال العقيد معمر القذافي قائد الثورة الليبية إن أغلب القتلى كانوا من بين رجال الشرطة بدليل أنهم لقوا مصرعهم عند مدخل كتيبة "حسين الجويفي" حيث كانوا يدافعون عن أنفسهم ، مشيرا إلى أنه أمر الكتيبة بوقف القتال وعدم الاشتباك مع المهاجمين ، وبالفعل انسحبت الشرطة وسيطر المهاجمون على الكتيبة. ولفت الى أن السيناريو نفسه تكرر في مدينة "بني غازي" حيث تعرضت الكتيبة المرابطة هناك إلى هجوم قبل أن نطلب منهم الانسحاب ، وبالفعل سيطروا كذلك على إذاعتي بني غازي والجهاد. وأشار إلى أن طلعات الطيران كانت تهدف إلى تدمير مخازن الأسلحة قبل أن يسيطر عليها عناصر القاعدة ، نافيا بشدة خروج أي مظاهرات مناوئة له في المدن الليبية ، معتبرا أن ما حدث مجرد محاولة سيطرة على البلاد من جانب القاعدة. وقال إن التلويح بالتدخل الخارجي جعل الصورة واضحة أمام الجميع لأنها محاولة بالفعل للسيطرة على حقول النفط والغاز من جديد ، وقال :"إن هذا لن يحدث أبدا وسنقاتل جميعا لآخر رجل وآخر امرأة دفاعا عن ليبيا". وشدد على أن سكان بني غازي والدرنة يعانون من سيطرة "العصابات الاجرامية" عليها ، ونتلقى مكالمات يومية بهذا المعنى تطلب منا التدخل سريعا لإنقاذهم " مما يحدث حاليا في المدن لأنهم لا يستطيعون الحركة والخروج من البيت. وأكد أن شركات النفط أيضا تخشى على نفسها حيث سحبت الدول الأجنبية العمال والخبراء خوفا من العصابات وانخفض انتاج النفط إلى أدنى مستوى له في البلاد ، وهو ما حذر منه سيف الاسلام القذافي من قبل. واعتبر قيام الدول الأجنبية بسحب رعاياها من العمال والخبراء يعد دليلا واضحا على اعترافهم بأن ما يحدث هو سيطرة للعصابات على مواقع العمل ، وليس مجرد مظاهرات سلمية كما يقولون ، لافتا إلى أن ما تشهده ليبيا ليس مظاهرات بل مؤامرة خارجية