مروة البشير:(من عادي وليا, فقد أذنته بالحرب, وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه, ولايزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتي أحبه, فإذا أحببته, كنت سمعه الذي يسمع به, وبصره الذي يبصر به, ويده التي يبطش بها, ورجله التي يمشي بها, وإن سألني لأعطينه, ولئن استعاذني لأعيذنه, وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس عبدي المؤمن, يكره الموت, وأنا أكره مساءته). يقول الدكتور طه أبوكريشة عضو مجمع البحوث الإسلامية إن هذا الحديث القدسي يبين لنا المنهج الإيماني الذي يجب أن يكون في تعاملنا مع كل من أخلص العبادة لله عز وجل, وهذا المنهج يدعو إلي حسن العلاقة والمعاشرة والبعد عن كل أسباب العداوة والبغضاء مع هؤلاء الذين أخلصوا العبادة لله فكانوا من أوليائه وأصدقائه. يقول تعالي: ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون, ومن هنا جاء التحذير والوعيد لمن يتوجه إلي هؤلاء بأي إيذاء يبدد هذا الأمن الذي أثرهم به رب العالمين.ويوضح الحديث القدسي أيضا الثمرات التي تترتب علي إخلاص العبادة لله عز وجل, وذلك من خلال الأعمال الصالحة التي تشمل العبادات المفروضة والنوافل, وقد وعد الله من يكون علي هذا المنهج بهذا الثواب العظيم الذي أشار إليه في الحديث القدسي, وفي مقدمة هذا الثواب أن الله تعالي يؤثره ويتفضل عليه بالحب الذي يجعله مقربا من ربه سبحانه وتعالي ويجعله جديرا بقبول دعائه وبتوفيقه في كل عمل يقوم به ابتغاء مرضاة الله عز وجل حتي كأنه سبحانه ينزل نفسه من عبده منزلة الحواس التي يستعين بها, بالإضافة إلي ذلك فقد أكد الله أنه سوف ينعم علي عبده بكل ما يرجوه من ربه سبحانه وتعالي من سؤال الخير والاستعاذة بما أشر. وفي نهاية الحديث يقول الله وما ترددت عن شيء أنا فاعله, ترددي عن نفس المؤمن, وفي ذلك دلالة علي شرف أولياء الله ورفعة منزلتهم, حتي لو تأتي أنه تعالي لا يذيقهم الموت الذي حتمه علي عباده لفعل, ولهذا المعني ورد لفظ التردد, كما أن العبد إذا كان له أمر لابد منه أن يفعله بحبيبه لكنه يؤلمه, فإن نظر إلي ألمه الكف عن الفعل, وإن نظر إلي أنه لابد منه أن يفعله لمنفعته أقدم عليه, فيعبر عن هذه الحالة في قلبه بالتردد, فخاطب الله الخلق بذلك علي حسب ما يعرفون ودلهم به علي شرف الولي عنده, ورفعة درجته.