ربما يحتفل من نظموا الإنتفاضة الشعبية في مصر بنجاحهم ولكن مواطنيهم الذين يفرون من الإنتفاضة التي انتقلت إلي ليبيا, ليسوا في حالة مزاجية لمناقشة الديمقراطية. ويتدفق آلاف من العمال المصريين علي تونس من ليبيا, حيث تعهد الزعيم الليبي معمر القذافي, بسحق ثورة تضيق الخناق من حوله.وقضي آلاف من المصريين الفقراء, سنوات يعملون في الحقول أو في مواقع البناء في ليبيا, لإعالة أسرهم في بلادهم. حلم البعض بتوفير مال كاف لشراء منزل, أو تعليم أولادهم في الجامعة, إذ أن ليبيا بالنسبة للعمال المصريين, دولة ثرية منتجة للنفط, يمكن أن توفر وظائف ولم يكن لحكم القذافي, لبلاده بقبضة من حديد مكان في المعادلة. والأن تقطعت بهم السبل في بلدة حدودية, غير مدركين للإنتفاضات التي تجتاح العالم العربي, والتي تستأثر بإهتمام العالم, ويتشككون في أن مصر الجديدة, بوسعها مساعدتهم. وقال الأتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر, وهو أكبر وكالة إغاثة من الكوارث في العالم, أمس الأول, إن نحو52 ألف شخص, عبروا الحدود من ليبيا لتونس, هربا من أعمال العنف.