تصاعدت أمس وتيرة تطورات الأحداث في البحرين علي الصعيدين الميداني والسياسي, حيث واصل المحتجون في دوار اللؤلؤة بالعاصمة البحرينية المنامة اعتصامهم السلمي الذي لم تسجل فيه أية اشتباكات حتي الآن. وقد بات المعتصمون ليلتهم أمس الأول في خيام نصبوها في المخيم وسط وجود أمني مكثف من قوات الشرطة البحرينية. وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أنه من المتوقع انضمام المزيد من المتظاهرين والمعتصمين والصحفيين والبدونيين إلي الميدان, مشيرة إلي أن الوضع في دوار اللؤلؤة في الساعات الأولي من صباح أمس اتسم بالهدوء. يأتي هذا في الوقت الذي تشهد فيه البلاد الاضراب العام الذي دعا إليه اتحاد العمال أمس الأول. وذكر شهود عيان أن قطاعات التدريس والمحاكم كانت الاكثر تأثرا بالاضراب. وعلي المسار السياسي, من المقرر ان تقدم المعارضة البحرينية مطالبها لولي عهد البلاد الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة خلال ساعات, وذلك في إطار الحوار الوطني بعد ان انسحبت قوات الجيش واستعاد المحتجون ميدانا اصبح رمزا لقضيتهم. وقال مصدر بالمعارضة طلب عدم الكشف عن اسمه ان مطالب المعارضة الرئيسية هي الافراج عن المعتقلين السياسيين واستقالة الحكومة واجراء محادثات بشأن وضع دستور جديد. وقال المصدر ان الطرفين الاساسيين اللذين يمثلان المعارضة في الحوار هما الشيخ علي سلمان الامين العام لجمعية الوفاق الشيعية وابراهيم شريف رئيس جمعية وعد العلمانية التي لم تفز بأي مقعد في البرلمان. وكان ولي عهد البحرين قد أدلي في تصريحات له مساء أمس الأول بأن هذه الاضطرابات جاءت نتيجة عدم القيام بعمل ازاء مطالب الشيعة الذين يشكلون غالبية سكان البحرين. وأضاف أن المسألة تتلخص في تهميش بعض المطالب الاساسية, وشدد علي ضرورة عدم تكرار هذا الوضع مرة ثانية. في هذه الأثناء, لاقت تطورات الأوضاع في البحرين اهتماما دوليا و عربيا واسعا. ففي واشنطن واصل البيت الأبيض ممارسة الضغط علي المنامة حيث أجري توم دونيلون مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي اتصالا هاتفيا مع ولي العهد البحريني مساء أمس الأول أعرب فيه عن تأييده لضبط النفس ولمبادرات الحوار التي أبداها النظام الملكي. وكرر دونيلون إدانة أوباما لاستخدام العنف ضد المتظاهرين المسالمين كما أعرب عن تأييده للخطوات التي أمر بها ولي العهد لإظهار ضبط النفس وبدء حوار مع جميع شرائح المجتمع البحريني.