تحولت احتفالات اليوم الأخير من أربعينية الإمام الحسين في كربلاء أمس إلي مأساة دامية, حيث لقي ما لايقل عن31 شخصا مصرعهم وأصيب150 آخرون في هجوم استهدف حشدا هائلا من الشيعة المحتشدين في المدينة للمشاركة في هذه الاحتفالات. ونقلت وكالة رويترز عن مصادر أمنية وطبية عراقية قولها إن الهجوم كان عبارة عن انفجارين وقعا باستخدام سيارتين ملغومتين في ضاحية تقع علي أطراف كربلاء التي تبعد ثمانين كيلو مترا إلي الجنوب من العاصمة بغداد, دون أن تذكر تفاصيل أخري. غير أن وكالة الأنباء الفرنسية نقلت لاحقا عن آمال الدين الهر محافظ كربلاء قوله إن الهجوم نجم عن سقوط قذيفة هاون علي قنطرة السلام التي تبعد ثلاثة كيلو مترات شرق كربلاء, واتهم الهر تنظيم القاعدة وأنصار حزب البعث المنحل بتنفيذ هذا الاعتداء. وكان يوم أمس هو يوم الذروة بالنسبة لاحتفالات أربعينية الحسين, حيث كان محافظ كربلاء قد أعلن قبل الهجوم الدامي أن عدد الزائرين للمدينة يقدر بعشرة ملايين زائر من بينهم عرب وأجانب بلغ عددهم نحو مائة ألف شخص, مشيرا إلي أنهم جاءوا من دول الخليج العربي وسوريا ولبنان وإيران وتنزانيا والولاياتالمتحدة والنرويج وبلجيكا. ويعد هذا الهجوم الثالث من نوعه ضد الزوار الشيعة في فترة أسبوع واحد فقط, ويأتي في ظل الخلاف السياسي بشأن استبعاد بعض المرشحين لخوض الانتخابات التشريعية العراقية المقبلة. View مدينة كربلاء بالعراق in a larger map وفيما يتعلق بقضية الانتخابات, أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس رفضه لتدخل السفير الأمريكي في بغداد كريستوفر هيل في العملية الانتخابية التي يفترض أن تجري يوم7 مارس المقبل, وأكد في الوقت نفسه استمرار العمل علي منع تسلل من سماهم القتلة البعثيين إلي مجلس النواب في بلاده. ونقل بيان صادر عن ائتلاف دولة القانون عن المالكي قوله خلال اجتماع طاريء للهيئة السياسية: لانسمح للسفير الأمريكي كريستوفر هيل بتجاوز مهامه الدبلوماسية, ونددت الهيئة بالضغوط السياسية والتدخلات التي مارستها بعض الجهات علي الهيئة التمييزية بما شكل تجاوزا علي السيادة الوطنية بحسب ما جاء في البيان. وقال المالكي أيضا: اطلعت الهيئة السياسية علي الاتصالات التي أجريت مع الجهات المعنية لضمان إجراء انتخابات شفافة ونزيهة لمنع تسلل القتلة من البعثيين إلي السلطة التشريعية واختراقها. واعتاد المالكي علي مهاجمة حزب البعث الذي تم حظره بعد الإطاحة بنظام الرئيس الراحل صدام حسين عام2003, ولكن المالكي تحدث هذه المرة فقط عن القتلة من البعثيين. وجاءت تصريحات المالكي ردا علي مطالبة واشنطن بانتخابات لاعلاقة لها بمحاسبة افراد عن ماضيهم, وكذلك عقب قرار هيئة المساءلة والعدالة باستبعاد مئات المرشحين من الانتخابات, وهو ما أثار استياء الكثير من العرب السنة في العراق. وكان مسئولون أمريكيون قد أبدوا في وقت سابق قلقهم من حظر ترشيح بعض المرشحين للانتخابات بدعوي أن هذا الحظر سيشعل التوتر الطائفي في البلاد, وسيقلل الثقة في مصداقية العملية الانتخابية كلها. وبناء علي طلب من المالكي, دعا إياد السامرائي رئيس مجلس النواب العراقي إلي عقد جلسة استثنائية للبرلمان غدا الأحد لمناقشة قرار هيئة التمييز بالسماح بمشاركة مئات المرشحين المبعدين في الانتخابات. وكانت هيئة المساءلة والعدالة قد منعت517 مرشحا بتهمة الانتماء أو الترويج إلي حزب البعث المنحل والمحظور بحكم الدستور, وقررت الهيئة التمييزية السماح لمئات المرشحين الذين منعتهم المساءلة والعدالة من المشاركة في الانتخابات, علي أن تنظر في ملفاتهم بعد انتهاء عملية الاقتراع. ورحبت الولاياتالمتحدة من جانبها أمس الأول بالسماح لمئات المرشحين بالمشاركة في الانتخابات بعد منعهم من ذلك, واصفة ذلك بأنه خطوة مفيدة جدا. ويدور جدل حاد حاليا في الأوساط السياسية العراقية حول قرار هيئة التمييز المكونة من سبعة قضاة رشحهم مجلس القضاء الأعلي, وأقر تشكيلتها البرلمان في الشهر الماضي.