ما حدث في مدينة هرم سيتي لا يصدقه عقل!.. وكأن الشقق بلا صاحب.. أو كأننا نعيش في غابة, لا شرع فيها, ولا قانون! قبل يوم الجمعة الماضي, كانت الأوضاع هادئة.. السكان آمنون في منازلهم, مطمئنون علي شققهم, وممتلكاتهم, لا شيء يزعجهم.. ثم حدث انقلبت الأوضاع رأسا علي عقب. خلال ثورة25 يناير, التي صاحبتها حالة من الانفلات الأمني التي عمت أنحاء البلاد, فاطمأن ضعاف النفوس من سكان العشوائيات, والبلطجية, إلي غياب قوات الأمن, فعاثوا في مدينةهرم سيتي فسادا, واقتحموا الشقق المغلقة بالقوة, وأخرجوا سكانها منها, وفتحوا الشقق المغلقة, واستولوا علي ما فيها من أثاث, وأجهزة كهربائية, وأقاموا فيها بعد أن جاءوا بالسيارات محملة بمتاعهم القديم المتهالك, واعتبروا أنفسهم أصحاب حق, وليذهب أصحاب الشقق إلي الجحيم! , لم يجد أصحاب الشقق بداي من الاستغاثة مرتين بالمشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة علي صفحات الأهرام, يطالبون فيها بحمايتهم من هؤلاء البلطجية, وسكان العشوائيات, الذين استغلوا حالة الفوضي الأمنية التي تشهدها البلاد حاليا, وأجهزوا علي الشقق, واستولوا عليها بقوة السلاح, وطردوا أصحابها منها, بل أن أحد البلطجية, أخذ يطلب ألفي جنيه, مقابل التخلي عن الشقة التي استولي عليها, أحدهم يقوم بتحرير عقود تمليك للشقق, في مقابل نفس المبلغ, وكأن الشقق قد أصبحت ملكا لهم, يبيعونها كيفما شاءوا! الزحف إلي الواحات تحقيقات الأهرام ذهبت إلي هناك.. لترصد عمليات التعدي علي شقق الناس, وممتلكاتهم علي الطبيعة.. وأمام مدخل2 بمدينة الإنتاج الإعلامي, وجدنا زحاما شديدا من أصحاب الشقق, والعمال الذين غادروا عملهم نتيجة تعدي هؤلاء البلطجية علي الشقق, فقرروا الخروج إلي طريق الواحات, وقطعوا الطريق, لعل أحداي يلتفت إليهم, ويعيد إليهم شققهم, وممتلكاتهم المسلوبة! اقتربنا من أصحاب الشقق, والعمال, الذين قطعوا طريق الواحات, وهناك وجدنا3 فقط من رجال الأمن, أحدهم كان يتحدث في هاتفه المحمول, ويطلب من الشركة مالكة المدينة, سحب المواطنين إلي مقر إدارة المشروع, للتفاهم معهم, وبحث مشكلتهم, فانصرف ملاك الشقق, إلي المقر الذي يقع داخل المدينة, وهم في حالة من الرعب, والهلع, وفقدان الأمل! وعلي الفور, ذهبنا إلي المقر الإداري للمشروع, حيث التقينا أمين كامل زيد رئيس مدينة هرم سيتي, والذي أكد لنا أن العمل بدأ في مشروع مدينة هرم سيتي السكنية, والتي تضم70 ألف وحدة, في شهر مايو من عام2007, وتم الانتهاء من إنشاء12 ألف وحدة بحلول شهر سبتمبر من العام التالي(2008).. وبدأ الناس طوال هذه الفترة يقبلون علي المشروع لشراء الوحدات نقداي أو بالتقسيط, ثم حدث أن سقطت صخرة الدويقة, فتبرعت الشركة المالكة للمشروع بنحو600 شقة, مساهمة منها في حل أزمة المضارين من انهيار, أو إخلاء مساكنهم بعد سقوط الصخرة, وقامت محافظة القاهرة بشراء1400 شقة, وتم تسليم الشقق التي اشترتها المحافظة للمضارين, ومساحتها38 متراي, وتتكون الشقة من غرفة وصالة, وبالطبع لم ترض هذه المساحات أصحاب الشقق لكثرة عدد أفراد الأسرة الواحدة, حيث لم يتقبلوا فكرة الإقامة في شقة صغيرة بهذه المساحة, وطلبوا من المحافظة تعديل الوضع, وتسكينهم في مساحات كبيرة, ولم تستجب المحافظة ترويع السكان بالأسلحة والحال كذلك, قرر السكان- كما يقول تامر بطرس مدير خدمة العملاء بالمشروع- حل مشكلتهم علي طريقتهم, وتقدموا نحو175 شقة بمساحة36 مترا للشقة, واستولوا عليها بقوة الأسلحة والسيوف والسنج, وأقاموا فيها, وتقدمنا ببلاغ إلي مكتب المستشار النائب العام منذ2 رمضان الماضي, ولايزال المغتصبون يقيمون في الشقق حتي الآن, وحينما نطلب تدخل أية جهة من الجهات لحماية المساكن من المغتصبين, ينصحوننا بأن تقوم الشركة المالكة بحماية مساكنها. الاستيلاء علي3 آلاف شقة وهكذا, استمرت اوضاع المغتصبين كما هي منذ استيلائهم علي الشقق في2 رمضان الماضي, ولكن في يوم الجمعة الماضي- والكلام هنا لعازر مكرم المدير الإداري للمشروع- حدثت هجمة شرسة من جحافل سكان العشوائيات, حيث استغل سكان الدويقة المقيمون في المدينة, حالة الانفلات الأمني, واتصلوا بأقاربهم في مختلف المناطق العشوائية, وأقنعوهم بوجود شقق في المدينة, فما كان من هؤلاء الناس إلا أن حضروا إلي المدينة, مدججين بالأسلحة, والسنج, والسيوف, واصطحبوا معهم أمتعتهم, وأثاثهم, وفتحوا3 آلاف شقة بالقوة, وأقاموا فيها, وبدأوا يمارسون حياتهم الطبيعية, يطبخون, ويغسلون ملابسهم, وكأنهم أصحاب هذه الشقق, وحينما يحاول أحد الملاك دخول شقته, يهددونه بالسلاح والسيوف.. وهكذا استقروا في الشقق, ولا يستطيع أحد من السكان إخراجهم منها. الملاك يستغيثون: الحقونا! من بين أصحاب الشقق المغتصبة, مايكل طلعت, الذي حجز شقته منذ عام, ويستعد للزفاف الشهر القادم, لكنه فوجئ بأحد الأشخاص يستولي علي شقته, وعندما ذهب إلي هناك هدده, وأمره بالانصراف. وكانت أماني العجرودي محظوظة, فلم يقترب البلطجية, ولا سكان العشوائيات من شقتها, وعندما علمت بحالة الاستيلاء علي الشقق, تركت والدتها في شقتها القديمة, وجاءت إلي شقة هرم سيتي, وأقامت فيها, خشية استيلاء أحد عليها. والحال كذلك مع حنان نبيل, إحدي الملاك بالمدينة, فقد جاءت من السويس حيث تقيم مع أسرتها, لكي تحمي شقتها, لكنها فوجئت بأن أحد المغتصبين, قد استولي علي الأبواب والشبابيك, وتمر الساعات, وهي قليلة الحيلة ولا تعرف ماذا ستفعل, وكيف ستواجه هؤلاء البلطجية, إذا هم حاولوا الاستيلاء علي الشقة! والأمر ذاته, يؤكده يوسف ندا أحد الملاك في المدينة, حيث يروي أن المغتصبين أجهزوا علي المساكن في منطقةa3,a4, واستولوا عليها بالفعل, فما كان من الملاك إلا أن استغاثوا بالجهات المعنية, وحضرت قوة محدودة, وعاينوا الموقف علي الطبيعة, وطلبوا من المغتصبين عدم إثارة المشاكل مع السكان, وملاك الشقق, ومن جانب آخر, وعدوا السكان بالانتظار لحين إحضار عدد كاف من القوات, لإجلاء المغتصبين, ولم يتحرك أحد حتي الآن, وصار الناس خائفين علي أنفسهم, وممتلكاتهم من البلطجية, والمغتصبين, الذي فرضوا أنفسهم علي الشقق بقوة السلاح في مواجهة ملاك لا يستطيعون الدفاع عن ممتلكاتهم. ** وتبقي معاناة ملاك مساكن هرم سيتي مستمرة.. حتي إشعار آخر!