كتبت : آمال عويضه من النهاردة دي بلدك ماترميش زبالة ماتكسرش إشارة ماتدفعش رشوة ماتزورش ورقة اشتكي أي جهة تقصر في شغلها ماتسمحش لضابط يعذب مصري زيك أوعي تصنع مبارك تاني استمتع بحياتك اقرأ وثقف نفسك حب نفسك وحب الناس اللي حواليك أوعي تعاكس بنات في الشارع اوعي تهين حد أوعي تسخر من حد اوعي تنسي حريتك أبدا خلي بلدك أجمل بيك. كانت هذه أول دعوة تبادلها شباب مصر علي ميدان حريتهم الذي لم يعد افتراضيا المعروف باسم الفيس بوك دعوة تؤكد ببساطة ووضوح أن الثورة مازالت مستمرة وأن القادم لن يكون أفضل إلا بنا. في الرابعة من صباح السبت12 فبراير2011 حيث كانت الوفود مازالت تتوافد علي ميدان التحرير حيث تمركز شبابه معلنين عدم الرحيل لأن الثورة لم تنته بعد اقترب مني شابان وسألاني باعتباري صحفية: هو إيه اللي حصل بالضبط؟ معبرين عن تخبطهما بين إعلام محلي قاصر وإعلام خارجي غير مفهوم بالنسبة لهما. وهو ما يحمل إعلاميي مصر ومثقفيها القيام بدورهم في توثيق موضوعي وشرح غير موال لنظام أو فرد يعيد الأمور لنصابها بعد أن فقد الجميع ثقتهم في إعلامنا المصري إعلام الريادة الذي سقط عن قناعه أو قهر في مستنقع الحزب الواحد والفرد الصمد. وربما يكون ما حدث مدعاة لإعلامنا المصري تليفزيونا وإذاعة وصحافة الاعتراف بالاخطاء التي شابت العقود الماضية ثم الاعتذار عما بدر في المصريين من تضليل متعمد والتعهد بإعلام مختلف يقدم الحقائق لا أكثر. هي وقفة مراجعة عامة وشاملة مع الذات تعيد المهدور من كرامة إعلامنا ذلك الإعلام الذي انتميت إلي إحدي مؤسساته الكبري العملاقة التي اضطرتني الظروف الأخيرة إلي الاعتذار بصورة شخصية عما يبثه من أخبار وآراء تعمدت الاستهانة بالدور الذي عاهدنا الله علي القيام به منذ أمسكنا بالقلم لنعبر عن أهلنا ونقف بجانبهم نساندهم ونكشف لهم ما يستغلق وندعم تقدمهم نحو الأفضل. لقد لجأت مجموعة مختارة ومنتخبة من شباب التحرير الصامد إلي استشارة أولي العلم والمعرفة القانونية والدستورية وخلصوا إلي مجموعة من التصورات التي يجب علينا الوقوف معها لا ضدها حتي لا يتكرر ذلك الضغط الجماهيري والإعلامي من بعض قنوات الإعلام المحلية للتوقف والعودة إلي المنازل وهو ما نراه الآن صورة للتخاذل والاكتفاء بنصف ثورة وهكذا فإن شباب التحرير الذين آمنوا بانفسهم وصمودهم برغم إحباط ويأس المحيطين بهم في لحظات عدة يواصلون جهادهم فارفعوا أيديكم عنهم واعلموا أنكم لم تكونوا مسئولين عن خروجهم إلي الميدان فلا تنصبوا من أنفسكم حكاما وتدعوهم للعودة إلي المنازل.. دعوهم ودعوا الزهور تستكمل تفتحها. وليعمل كل منا علي دعم أهم منجزات ثورة25 يناير التي تمثلت في اللجان الشعبية التي استطاعت أن تعيد الأمن والأمان للشارع المصري حضرا وريفا مع العمل علي تفعيلها ليس فقط في عمليات النظافة والحراسة بل إن تكون نواة لجان توعية شعبية لشباب الحي أو المنطقة والقرية لإعداد الجموع لأول تجربة ديمقراطية حقيقية والاستعداد لعرس أول انتخابات حرة لاختيار الرئيس المقبل الذي يجب اختياره علي أسس واضحة لخدمة الوطن وليس بناء علي أي منجزات أخري. إن الثورة التي اشتعلت في الخامس والعشرين من يناير يجب ان تظل مشتعلة من أجل القضاء علي الظلم والفساد واجتثاثهما من تربة الوطن لتستطيع زهور الوطن استكمال تفتحها بعد أن قدمت للعالم عامة وللوطن العربي خاصة ثورة سطرت صمودها بصمود جيل شباب اعتمد علي منجزات التكنولوجيا للثورة علي نظام بيروقراطي لم ينتبه أن المقبل ليس له وأن المجتمع المدني سينجح في الدعوة لثورة عن طريق الفيس بوك والتوتير ودن أن يطلق رصاصة واحدة علي الرغم من سقوط مئات الشهداء بين صفوف الصامدين أمام آلة القمع والبلطجة التي كانت بمثابة يد النظام الفاسد الذي حارب بضراوة من أجل المحافظة علي بقائه غير مستوعبا وغيره من النظم الديكتاتورية لدرس تونس وقول شاعرها الشابي الذي رحل شابا: إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر