في رد فعل سريع عقب القاء الرئيس حسني مبارك خطابه الثالث الذي أعلن فيه تفويض سلطاته الي رئيس الجمهورية بالانابة السيد عمر سليمان انفجر بركان الغضب في ميدان التحرير الذي يمثل رمزا لثورة25 يناير. وخرج المتظاهرون في تظاهرات حاشدة بعدة مناطق حيوية في القاهرة عقب صلاة الجمعة, حيث توجه مئات الآلاف الي قلب الميدان منذ الساعات الأولي لصباح أمس في تدفق لم يتوقف قبل وبعد صلاة الجمعة. وقام المتظاهرون الذين فاق عددهم المليونين بأداء صلاة الجمعة علي أرض الميدان وحثهم الخطيب علي الصمود والبقاء في اعتصامهم حتي يتحقق مطلبهم الرئيس في رحيل مبارك والنظام بالكامل. والذي ألهب مشاعر آلاف المتظاهرين هو سقوط خطيب الجمعة إثر حالة اعياء أصابته من شدة حماسته, وبعدها ردد المعتصمون الهتافات التي تطالب بتنحي الرئيس مبارك والنظام القائم. ولم ينجح البيان الثاني للمجلس الأعلي للقوات المسلحة الذي تمت إذاعته قبل صلاة الجمعة مباشرة في تهدئة الجموع الغاضبة في الميدان رغم التأكيد علي ضمان القوات المسلحة المصرية لإلغاء قانون الطوارئ فور انتهاء الأزمة وتحقيق خطوات الإصلاح التي أعلن عنها الرئيس. وقد اكتظت الشوارع والطرق المؤدية الي ميدان التحرير بالوافدين اليه من شتي أنحاء الجمهورية وظهرت طوابير من المتظاهرين أمام لجان النظام المسئولة عن تفتيش الراغبين في الانضمام الي المعتصمين داخل الميدان, كما شهد ميدان طلعت حرب تظاهرة كبيرة لتنضم لحشد القادمين الي التحرير وحثهم علي التوجه الي قصر العروبة في مصر الجديدة للالتحام بباقي الجموع التي احتشدت أمام القصر منذ مساء أمس الأول, وعقب القاء الرئيس خطابه مباشرة وظهر خلال تظاهرة ميدان طلعت حرب منشور يوزع علي جموع المتظاهرين تحت مسمي بيان رقم(9) وكان يحثهم علي التوجه الي قصر الرئاسة في مصر الجديدة لإسقاط مبارك والاعتصام حول القصر حتي تتحقق مطالب الثورة بتنحي الرئيس وإسقاط نظامه القائم, وبالفعل توجهت أعداد كبيرة من المحتجين الي قصر الرئاسة والتمركز علي بعد نحو مائة متر منه للحيلوله دون حدوث اشتباكات بين قوات الحرس الجمهوري والمتظاهرين حول القصر في الوقت الذي تظاهر فيه نحو3 آلاف متظاهر أمام السفارة الإسرائيلية في أثناء مسيرتهم من ميدان الجيزة الي ميدان التحرير للتضامن مع المعتصمين مما أدي الي إغلاق كوبري الجامعة وطريق الكورنيش المؤدي الي ميدان التحرير, وردد المتظاهرون نفس الهتافات التي تطالب بتنحي الرئيس وسقوط النظام. وقد بدا من مشهد الميدان عدم وجود تيار سياسي بعينه يسيطر علي الموجودون, وأنها هي ثورة شعبية ضمن كل أطياف الشعب المصري وهو ما أكده بعض المتظاهرين من خلال الإذاعة الداخلية لميدان التحرير وأن الشباب أثبتوا أنهم قادرين علي إقامة دولة داخل الدولة مبنية علي العلاقات الإنسانية والتكافل الاجتماعي والترابط والتعاون ولابد من الحفاظ علي ما حققته الثورة خلال الأيام الماضية. وفي نفس السياق احتشد عشرات الآلاف من المتظاهرين أمام مبني الإذاعة والتليفزيون وقاموا بإحاطته من جميع الأتجاهات وظلوا يرددون الهتافات المنددة بالنظام والمطالبة برحيل نظام مبارك بالكامل.. وقالوا: ثورة ثورة حتي النصر.. ثورة في كل شوارع مصر. وتخطي المتظاهرون الحواجز التي كانت القوات المسلحة قد أعدتها حول مبني الإذاعة والتليفزيون وفرضوا سيطرتهم علي المنطقة المحيطة به وقاموا بتشكيل لجان لتنظيم الدخول والخروج.