لا ينكر أحد أن قناة السويس والعاملون بها في مواجهة الخطر باعتبارها تمثل نقطة الاتصال الدولية للملاحة العالمية ومحط اهتمام الأصدقاء والأعداء.. الأمر الذي يستدعي من السلطات المصرية تشديد الرقابة الأمنية عليها. خاصة وأنها الرافد الأول حاليا للعملة الصعبة في الدخل القومي.. لذا يجب حمايتها وتأمينها من أي محاولات للتخريب, وهذا ما ينادي به العاملون بالقناة حتي نستطيع الوقوف مرة أخري والصمود والتنمية وتعويض الخسائر الفادحة التي تعرضنا لها في الأيام القليلة الماضية. العديد من العاملين في هيئة قناة السويس أرسلوا استغاثة من خلال الأهرام لكل الشعب المصري حتي يساعدهم في المحافظة علي هذا المرفق الحيوي وحمايته فماذا قالوا؟ القبطان محمد فوزي كبير مراقبي الملاحة في قناة السويس يقول: الحمد لله أن الملاحة وعبور السفن في القناة لم تتأثر بالأحداث الجارية حتي الآن ومعدل عبور السفن اليومي ثابت تقريبا رغم أن بعض أصحاب وملاك السفن أصابهم القلق مما يحدث الآن لكن خبرة المرشدين والعاملين في هيئة قناة السويس أعادت لهم الثقة وبعثت في نفوسهم الطمأنينة والارتياح فمعظم العاملين في قناة السويس من قيادات القوات البحرية السابقين ومن أبناء القوات المسلحة الذين خاضوا أشرس المعارك العسكرية وعملوا في ظروف صعبة لذلك أطالب الشعب المصري الأصيل بأن يستمع لصوت العقل ويضع أيديه في أيدينا للحفاظ علي هذا المرفق بالغ الأهمية فيكفي أن نقول أن أي اضطراب في قناة السويس وعمليات عبور السفن يؤثر مباشرة علي سعر البترول, أقول للشباب كلنا مصريين وبنحب مصر والمصري الأصيل يظهر معدنه وقت الشدائد ونحن الآن في أشد المواقف وأحلك الظروف فإستمعوا لصوت الحكمة والمصلحة العليا وانقذوا بلدكم. فنحن نتعرض لمتاعب كبيرة ونعمل في ظروف صعبة للغاية فيكفي اننا تركنا أولادنا وزوجاتنا ومنازلنا للمجهول ولا نعرف ماذا يحمل الغد والبعض منا ترك بيته وليس به أية نقود لأنه ببساطة لم يتقاضي مرتبه والبنوك لم تعد تعمل بطاقتها بعد أن توقفت خلال الفترة الأخيرة ونحن نقدر ثورتكم ونحترم أفكاركم ونسعد بما حققتموه لكن يجب الحفاظ علي البلد وحمايتها من المخربين والدخلاء الذين يدمرونها ولا يرضون بإستقرارها. ويقول القبطان حافظ حسين كبير المرشدين البحريين بالإسماعيلية نحن الآن نعمل في ظروف شديدة القسوة حتي لا يتوقف العمل في القناة التي نعشقها وندين لها وصاحبة الفضل ونحميها بمعاونة أبناء القوات المسلحة فكلنا نعرف معني الولاء والانتماء ومعظمنا من الإسكندرية أو القاهرة وتركنا بيوتنا وأهلنا وأسرنا للحفاظ علي هذا المرفق الحيوي لكن نطلب من الشباب المعتصم في ميدان التحرير التجاوب مع التغييرات التي حدثت والتعامل بمرونة والمشاركة في الحوار حتي تعود الحياة إلي مختلف قطاعات الدولة. ويضيف: نرجو من هؤلاء الشباب أن يستمع للحكماء وصوت العقل وأصحاب الفكر والخبرة خاصة وأن المسئولية في الحكومة الجديدة يتمتعون بقبول كبير لدي الشعب المصري. ويتدخل قبطان آخر رفض ذكر اسمه قائلا أن قناة السويس هي المرفق الوحيد الذي لا يمكن غلقه وتعمل في كل الظروف لأنها تؤثر علي الاقتصاد العالمي بالاضافة إلي أنها درع مصر العسكري كما أنها تدر دخلا يوميا يتراوح بين50 و70 مليون جنيه أي أنها توفر سنويا أضعاف المساعدات الأمريكية وتضم بين صفوفها صفوة العاملين في البحرية علي مستوي العالم يكفي أنه خلال حرب1956 عندما انسحب المرشدون البحريون الأجانب من قناة السويس لم يقم بتشغيلها غير المرشدين المصريين ونحن سفراء لمصر علي سفن من كل جنسيات العالم لذلك نرجو من الشباب الواعي الذي قام بهذه الانتفاضة الجميلة والتي تعتبر نقطة فارقة في التاريخ المصري أن يكون أيضا علي قدر المسئولية ويضع يده في أيدينا لنصل بالسفينة إلي بر الأمان وعودة الهدوء والاستقرار من أجل مصرنا العظيمة وشعبنا الغالي الذي قمتم بثورتكم من أجله.. فأنتم شركاء في تحمل المسئولية في اعادة الهدوء والسكينة إلي البلاد حتي يتفرغ الجيش والشرطة لأداء عملهما في تأمين المواطنين.