اتسمت جلسة الحوار الوطني الموسعة التي عقدها أمس السيد عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية مع ممثلي الأحزاب والقوي السياسية وأعضاء لجنة الحكماء, و6 من شباب ميدان التحرير, بالتوافق غير المنقوص إلا من بعض الاقتراحات. حول التعديلات في البيان الذي طرحه النائب عمر سليمان عليهم, ليشمل الخطوات والآليات الأساسية لتنفيذها حول قضايا الإصلاح الدستوري وتعديل مواده, الي جانب مطالب الشباب خلال المرحلة المقبلة, وكفالة تحقيقها في إطار برنامج زمني محدد, وبما يستجيب للنقاط المحورية التي نادي بها الشباب في القضايا المختلفة وفي إطار الاتفاق علي الانتقال السلمي للسلطة. وأكد الدكتور حسام بدراوي الأمين العام للحزب الوطني الديمقراطي, ملاحقة الفاسدين كأولوية أولي والتصدي لقضايا الفساد والإعلان عنها بكل الشفافية للمواطنين. وصرح الدكتور محمد عبدالعال رئيس حزب العدالة الاجتماعية, بأن ممثلي الأحزاب والقوي السياسية والشباب الحاضرين في الاجتماع طالبوا بضرورة إضافة جهاز الرقابة الإدارية الي أجهزة تلقي شكاوي المواطنين للتحقيق في حالات الفساد والانفلات الأمني, مع الحرص علي تمثيل كل الأطراف في اللجان لمتابعة تنفيذ القرارات السابقة والواردة بالبيان. كما حضر الاجتماع مع ممثلي القوي السياسية المختلفة للمرة الأولي, وفد من جماعة الاخوان المسلمين, ضم الدكتور محمد مرسي والدكتور محمد سعد الكتاتني. وكانت الجماعة قد أصدرت بيانا قبل الاجتماع أكدت فيه أنها قررت الدخول في جولة حوار, تتعرف فيها علي جدية المسئولين إزاء مطالب الشعب, ومدي استعدادهم للاستجابة لها, مؤكدة إصرارها علي التمسك بمطالب الشعب, والتي أعلنها الملايين في مظاهراتهم العديدة المستمرة في مصر والعالم أجمع, وعلي رأسها تنحي رئيس الدولة, ومحاكمة المسئولين عن إراقة الدماء في المظاهرات السلمية, وحل المجالس النيابية المزورة, والإلغاء الفوري لحالة الطوارئ, وتشكيل حكومة وطنية انتقالية تتولي السلطة التنفيذية, حتي تتم الانتخابات النيابية بطريقة نزيهة حرة تحت إشراف قضائي كامل, وضرورة الفصل التام بين السلطات, وإطلاق حرية تشكيل الأحزاب السياسية والجمعيات, وحرية اصدار الصحف والمجلات وضمان حرية الإعلام. وطالب الجماعة بضرورة تأمين المتظاهرين وكفالة حريتهم في التظاهر السلمي, حتي تتحقق مطالبهم المشروعة. واشترط أن يتم الحوار في مناخ مختلف عن المناخ الذي نعيش فيه ويشعر به الجميع, وذلك يقتضي تأكيد احترام الحريات العامة, والتنفيذ الفوري لأحكام القضاء المعطلة بواسطة السلطة, ووقف الحملات الإعلامية الحكومية التي ترمي لتشويه ثورة الشعب, واتاحة فرص متكافئة في جميع وسائل الإعلام القومية, والإفراج الفوري عن المسجونين السياسيين والمعتقلين, لاسيما الذين اعتقلوا في أحداث المظاهرات الأخيرة. بينما أعلنت الجماعة عقب الاجتماع مع سليمان أنها موافقة علي نتائجه مشددة علي تمسكها بمطالب الشعب وأنها دخلت هذا الحوار من مركز متكافيء مع الطزف الآخر ووفق ارادة حرة. وذكر بيان للجماعة تلاه المتحدث باسمها في مؤتمر صحفي أمس أن وفد الاخوان طلب خلال الاجتماع تغيير المناخ الذي يتم فيه الحوار عن المناخ الحالي لبعث قدر من الثقة المفقودة بين الشعب والنظام, وقال الكتاتني للأهرام إن الحوار كان ايجابيا. ووصف الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع الحوار مع عمر سليمان بأنه كان مفتوحا وصريحا جدا وطرح الجميع رؤيته بكل وضوح. وطالب التجمع خلال الحوار بضرورة الإفراج عن كل المعتقلين وإلغاء حالة الطوارئ وأن يكون ذلك قبل فتح باب الترشيح للانتخابات الرئاسية المقبلة. كما طالب التجمع بمحاكمة كل من تورط في فساد أو نهب من المسئولين السابقين والتحقيق في إخلال الشرطة بالأمن وأستخدام البلطجة ضد المواطنين, وناشد الحزب كل المواطنين بالتقدم بأية معلومات لديهم حول هذا الشأن للنائب العام مباشرة.وقال رفعت السعيد إن الجميع طالب بتعديل المواد88 و.39 وأضاف أن الجميع أتفق علي بقاء رئيس الجمهورية في منصبه حتي نهاية فترة ولايته في ظل الاستمرار في إجراء الإصلاحات الشاملة, مشيرا الي أن الدكتور حسام بدراوي الأمين العام للحزب الوطني توافقت مطالبه مع حزب التجمع حول إلغاء حالة الطوارئ فور استعادة الأمن في البلاد. وقال السعيد إن جماعة الإخوان المسلمين طرحت خلال اللقاء أفكارا معتدلة للغاية, وأن الجميع بما فيهم ممثلوا شباب التحرير أدانوا التدخل الأجنبي في شئون مصر واستنكروا أبتعاد التليفزيون المصري عن ميدان التحرير. ودعا السعيد لإقامة شاشات عرض عملاقة في الميدان للتليفزيون لعرض وجهة نظر الشباب وإجراء حوارات معهم حتي لا ينخدعوا بالفضائيات الأجنبية. واضاف ان المسافات بين جميع من كانوا في اللقاء اقتربت للغاية. وطرح الدكتور أسامة شلتوت رئيس رئيس حزب التكافل إقتراحا دستوريا مهما حول بعض الشروط في المتقدم لمنصب رئيس الجمهورية. حيث يجب آلا تزيد سن المتقدم عن06 عاما مشيرا إلي انه لم يعقب أحد علي هذا الاقتراح. واوضح شلتوت أن سبب هذا الشرط حتي لا يوجد أحد يركب الموجة مثل محمد البرادعي. وأشار الي أنه ركز خلال مداخلته مع الدكتور عمر سليمان علي محاور البطالة والفقر, والعلاج معتبرا أن هذه الملفات هي المفجرة لأحداث مظاهرات التحرير.